حالات اجتماعية صعبة ومشاكل تنموية ومصاعب بالجملة ولكن مع ذلك بقي اهالينا في بنزرت الجنوبية على عهدهم طيبين وكرماء وبالأخص مؤمنين بأن ساعة الفرج قادمة لا محالة. رغم الوضع الاجتماعي الصعب إلا أن أهالي بنزرت الجنوبية تحلوا بالصبر وانتظروا ساعة الفرج التي وإن تأخر موعدها أو كانت «بالتقسيط» مثلما كان حالها في العقود السابقة إلا أنها ستأتي في يوم ما.
ذلك ما توقفت عنده «الشروق» لدى متابعتها للزيارة الميدانية التي كان اداها والي بنزرت السيد عبد الرزاق بن خليفة إلى المعتمدية رفقة كافة المديرين الجهويين وبتنسيق جميل من لدن عدد من مكونات المجتمع المدني تحت اشراف معتمدة المكان والتي قادته إلى اكثر من منطقة وجهة في هذه المعتمدية المترامية الاطراف وذات التنوع الطبيعي والجغرافي الفريد وايضا وهذا المهم المعروفة بمعاناة ابنائها في كل الاوقات بسبب «الحنة ورطابة اليدين»،...
زيارة ميدانية رصدنا خلالها عديد المشاغل والمطالب المشروعة صراحة حتى وان بدت للبعض مشطة ولكنها لدى ابناء المعتمدية «حقهم المكتسب» و«واجب على المسؤول الاستجابة لها»، ومن تلك المطالب نشير ذكرا لا حصرا الدعوة لنقلة مقر المعتمدية إلى برج شلوف عوضا عن الموقع الحالي وسط مدينة بنزرت وإعادة احياء مقر الدائرة البلدية حشاد الذي كان تعرض للحرق والاتلاف إبان الثورة ووالمطالبة بتوسعة المنطقة السقوية بتسكراية والنظر في الوضعيات الاجتماعية الصعبة في العديد من المناطق كقصر خروف وقصر الاحمر والمرازيق وخنيقة التراميس وبعث مجالس قروية بتسكراية والماتلين وتدعيم المجلس القروي بلواتة وإنجاز عدد جديد من المدارس الاعدادية والابتدائية بكل من حافر المهر ولواتة وتسكراية وتدعيم وانجاز شبكات تصريف مياه المستعملة على غرار حي الملاسين وفتح مستوصف بالمرازيق وتجهيزه وجهر وادي عوينة وفك عزلة هنشير الشنيتي وبني تون وتفعيل المجلس القروي بفروة واحداث منطقة سقوية على سد وادي الدويميس وتهيئة مسلك دوار وتوفير موارد الرزق لاهالي دوار التراميس وتهيئة مسلك الحاج نصر بعين الدالي والمطالبة بتوفير الماء الصالح للشرب لحوالي 62 عائلة بمنطقة سيدي احمد،... مطالب ومشاغل عرضها الاهالي هناك على والي الجهة الذي وعد بالعمل عليها وعدم ادخار أي جهد للاستجابة للمكن منها ولو على مراحل، المهم انها ستكون بمثابة خارطة وبرنامج عمل كافة الادارات والمصالح الجهوية بكل شفافية وبالاخص مصداقية بعيدا كل البعد عن « كلام الليل المدهون بالزبدة» ولكن بصدق وحرص كبيرين... وأولى محطات الزيارة التي كعادتها كانت «الشروق» في مقدمة وسائل الاعلام الوطنية المتابعة لها كانت زيارة مقر الدائرة البلدية حشاد والاطلاع على حجم الدمار الذي لحقها جراء الانفلات الاجرامي للبعض ممن يحسبون على اهالي تلك المنطقة الطيبة قبل زيارة منطقتي حافر المهر بني نافع الممتدة حيث عاين الوفد الجهوي مصاعب اهلها ومشاغلهم التي في الحقيقة لم تكن مشطة أو مستحيلة بل كانت موضوعية على غرار المطالبة بايجاد حل جذري لمشكل تصريف المياه المستعملة وتوفير الماء الصالح للشرب وكذلك الترفيع في مستوى ضخ الماء حتى يصل إلى المتساكنين وفي هذا الصدد اكد والي بنزرت على الاطراف المعنية الجهوية بسرعة ونجاعة التدخل لفض هذا الاشكال واما في منطقة برج شلوف فعاينا صراحة حجم الضيم والفقر والبؤس الذي يميز تلك الجهة رغم ما حباها بها القدير من مميزات طبيعية خلابة ولكن التهميش واللامبالات التي تعرض لها الحي كانت اقوى من ان يجد ابنائه ظروف حياة مدنية كريمة وفي هذا الصدد طالب الجميع بادراجه ضمن مخططات وكالة التجديد والتهذيب العمراني لانها الوحيدة القادرة على رفع ذلك الضيم والقهر الازلي الذي يعاني منه الحي،..
وبمنطقة لواتة زار الوفد الجهوي مجمع الصحة هناك والذي من المنتضر ان يشهد عملية تدعيم وتوسعة لانه بات غير صالح ولا مستجيب لطلبات الاهالي هناك ومركز البريد حيث رصدنا عديد الطلبات من المواطنين ومنها انجاز مدرسة اعدادية هناك، قبل التحول لزيارة سد الدويميس المقدرة اعتماداته بحوالي 23 م د، وهو من السدود الستة الكبرى التي هي بصدد الانجاز بالولاية حيث ستوفر ما لايقل عن 100 مليون متر مكعب من الماء وهنا جلس والي بنزرت إلى عدد من اصحاب الاراضي والاستماع لمطالبهم في التعويض المادي والعيني حاثا اياهم على التعاون في اطار المصلحة العامة مع التاكيد على ان حقوقهم مضمونة في هذا الشأن، هذا بالاضافة لزيارة منطقة تسكراية والمرازيق حيث عبر الاهالي هناك عن كل ما يخالج الوجدان من مطالب ورغبات تمحورت بالخصوص في توسعة المنطقة السقوية الممتدة على مساحة 660 هك والمستغلة من قبل حوالي 140 فلاحا.