لئن برر السيد عامر العريض استقالته من رئاسة المكتب السياسي لحركة النهضة لتجنب اي اتهامات محتملة بالتداخل بين الحركة والحكومة بعد تكليف شقيقه السيد علي العريض برئاستها فإن مصادر مطلعة من حركة النهضة أكدت ل«الشروق» ان السبب غير ذلك تماما. «الشروق» علمت ان السبب الرئيسي الذي يكمن وراء اعلان عامر العريض استقالته من رئاسة المكتب السياسي يعود الى رغبة العريض الصغير ومن يسانده داخل الحركة في الالتفاف على الطلبات المتكررة من مجلس الشورى بإعفائه من مهمة رئاسة المكتب السياسي للحركة لأنه أولا لم يضف شيئا للحركة في هذه المهمة كما ان منصبه ذاك كرس هيمنة شق معين على القرار داخل الحركة وحتى لا تتم اقالته بعد ان تمسك أغلب اعضاء مجلس الشورى بتنحيته من رئاسة المكتب السياسي للحركة قام بهذه الخطوة الاستباقية المتمثلة في اعلان استقالته وما يؤكد هذا الرأي ان المرشح الأبرز لخلافته في هذه المهمة هو لطفي زيتون رغم نفيه للمسألة والذي (أي زيتون) لا يختلف في شيء عن عامر العريض من حيث التوجهات والتصورات لأداء الحركة ومسارها.
هذه الخطوة من عامر العريض تأتي ايضا لسحب البساط من تحت المنادين بضخ دماء جديدة في المكتب التنفيذي الذي أصبح تحت مرمى سهام نقد عديدة من مجلس الشورى وصلت الى حد المطالبة بسحب الثقة منه وحتى لا يتم تعيين أو اختيار أعضاء آخرين للمكتب التنفيذي غير مساندين للشق المتنفذ حاليا داخله ستتوالى استقالات أخرى بعد استقالة عامر العريض ويتم تعويض المستقيلين بأسماء أخرى مرضيّ عنها من طرف الشق المسيطر.
هذه المناورة تفطن اليها الرافضون للمكتب التنفيذي الحالي لذلك لن يتراجعوا عن مطلبهم بسحب الثقة منه حتى وإن تم تغيير الاسماء الحالية بأسماء أخرى في عملية تغيير لن تشمل الا الأسماء ولا تغير التصورات والتوجهات داخل الحركة.