نفى لطفي زيتون المستشار السياسي السابق لرئيس الحكومة ما تردّد أمس حول تولّيه رئاسة المكتب السياسي لحركة النهضة خلفا لعامر العريّض الذي طلب إعفاءه من المنصب. وقال زيتون ل«الشروق» «لم يعرض عليّ المنصب كما أنّ عامر العريّض طلب إعفاءه لكنه ما يزال حدّ اللحظة رئيس المكتب السياسي للحركة». وكان عامر العريّض الشقيق الاصغر لرئيس الحكومة علي العريّض قد طلب إعفاءه من منصبه الحزبي كرئيس للمكتب السياسي لحركة النهضة بُعَيْدَ منح الثقة لحكومة شقيقه معلّلا هذا الموقف بالحرص على «تجنيب الدولة أيّ تداخل يمكن حدوثه بين الحكومة وحزب النهضة ما بعد تكليف شقيقه برئاسة الحكومة. وأوضح العريّض انه لم يعلن عن استقالته قبل تشكيل الحكومة تفاديّا لتأويلات قد تشير الى سعيه الى تولّي حقيبة وزاريّة في حكومة شقيقه.
وسائل إعلام تداولت صباح أمس خبر ترشيح لطفي زيتون لخلافة العريّض. ورغم نفيه للخبر تقول بعض المصادر من داخل الحركة إنّ زيتون مرشّح قويّ لهذا المنصب. وقد عُرِف عن زيتون منذ ظهوره في الساحة السياسية في تونس ما بعد الثورة شخصيّته الصداميّة ضدّ السياسيين والاعلاميين وغيرهم. كما عُرِفَ كمدافع شرس عن حزبه وبصفته محرّكا لكلّ تصعيد.
زيتون نالته التهكمات والانتقادات ووُصِفَ بأنه عنصر التوتر الأوّل في تونس. لم تصدر هذه الانتقادات عن معارضي الرجل فحسب بل صدرت أيضا عن نجيب القروي الطبيب الخاص لرئيس الحكومة السابق حمادي الجبالي حين قال عنه إنّه يُعرقل عمل الجبالي.
تعقّل زيتون الذي يؤمن بأنّ المحاصصة الحزبيّة في توزيع الحقائب الوزارية من البديهيات الديمقراطية- بشكل مفاجئ الامر الذي لفت أنظار الكثيرين الى حين استقالته من منصبه كمستشار سياسي للجبالي.
وفي آخر ظهور إعلامي له، صباح الجمعة في إحدى الإذاعات الخاصة بدا زيتون محتفظا بتعقّله إذ اعتبر أنّ القائمة السوداء للإعلاميين من مشمولات نقابة الصحافيين وحدها. ويتفرّغ الرجل حاليّا لتقديم الاستشارة السياسيّة للمكتب التنفيذي لحزبه حركة النهضة وقد يتولّى لاحقا رئاسة المكتب السياسي.