أفرزت الجلسة العامة الانتخابية للجنة الوطنية الاولمبية هيئة مديرة متكوّنة من 17 عضوا من بينهم 12 جددا وهو ما يقيم الدليل على إرادة واضحة من قبل الحركة الرياضية الممثلة في رؤساء الجامعات على القطع بصفة جذرية مع الماضي غير المشرق للجنة الوطنية الاولمبية. هذا الأمر يحمّل أعضاء اللجنة الجدد مسؤولية مضاعفة في ردّ الاعتبار للجنة الاولمبية الوطنية وتكريس مبادئ الحركة الاولمبية العالمية ومن بينها خاصة نشر القيم النبيلة للممارسة الرياضية بنبذ كافة أشكال التعصب والتفرقة والعنف والدعوة الى التآخي والوئام حتى تسود فضاءاتنا الرياضية وكذلك الحقل المدرسي والجامعي علاقات الودّ والمواطنة والتوحد من أجل بناء مجتمع تونسي متحضّر يقوم على التسامح والتآلف والتوق الى الأفضل.
ومن شروط النجاح في هذا التمشي ان تعمل اللجنة بتنسيق تام مع وزارة الشباب والرياضة وعلى نفس الوتيرة وهو ما دعا اليه عديد المرات رئيس اللجنة الدولية الاولمبية جاك روغ في زياراته المتكررة الى بلدان اللجان الوطنية الاولمبية لا يمكنها ان تعمل دون مساندة الدولة.
ولعل أفضل ما يمكن ان تشرع به اللجنة الوطنية الجديدة نشاطها هو دعوة السيد جاك روغ لزيارة تونس بعد غياب تواصل 12 سنة إذ ان آخر زيارة له لبلدنا ترجع لسنة 2001 بمناسبة الألعاب المتوسطية وعلى اللجنة ان تضع منذ الآن يدها في يد الوزارة للتوافق من أجل المصلحة الوطنية، وعلى السيد محمود الهمامي أن يكون مثاليا بوضع يده في يد السيد محرز بوصيان من أجل توظيف خبرته وكفاءته في صالح اللجنة والحركة الاولمبية الوطنية.
وختاما، يتعيّن على جميع الأطراف طي صفحة الماضي وتجاوز ما يسمى بالخلافات لفتح صفحة جديدة نريدها مشرقة للرياضة والحركة الاولمبية التونسية.