في واقعة تعتبر الاولى من نوعها في تونس احتفل مساء السبت السجين السياسي السابق ومعتصم من بين مجموعة معتصمي اعتصام الصمود الذي يدخل شهره الثالث سلطان بحفل زواجه بالقصبة وتحديدا أمام قصر الحكومة.. وهي واقعة تحدث لأول مرّة في تاريخ تونس وخاصة في القصبة ساحة الحكومة التي شهدت منذ اندلاع الثورة كل انواع الاحتجاجات من الرصاص الحي الى الكريموجان الى الاعتداءات بالعنف كما عايشت كل انواع الاعتصامات من القصبة 1 الى القصبة 2 الى القصبة 3 التي تم وأدها. اجواء العرس كانت كاملة من تصديرة العروسة الى الفرقة الموسيقية للسلامية التي كانت تضّم بدورها مساجين سياسيين .. الى الضيوف من اهل العروسين والحلويات.. وحصان لجلوة العريس .. الحّنة كانت حاضرة هي الأخرى...ومعلقات تطالب المرزوقي بتفعيل العفو العام.. كانت حاضرة ايضا في كل الصور وفي الاغاني التي امتزجت بين اناشيد سلامية وأناشيد سجنية..
وتبقى الواقعة اول حادثة من نوعها في تونس تعيد الى اذهاننا ساحة ميدان التحرير الذي شهد أكثر من عرس... ابان الثورة المصرية.. بعض المعتصمين علّقوا على الموضوع بالقول: نتمنى ان يقع تفعيل العفو العام قبل ان نضطر بعد الاعراس ان نحتفل بالولادات خصوصا وان الاعتصام يدخل شهره الثالث ...علما وانه سبق للحكومة السابقة ان منعتهم من نصب خيمة للاحتماء بها من الامطار والبرد ايام الصقيع.... الا ان المعتصمين لم يغادرو المكان الى اليوم... مؤكدين انهم يمتلكون القضية كما يمتلكون حاليا حقّ البقاء في القصبة... رمزا لصمودهم.