نظم أمس عدد كبير من المتظاهرين وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة المرأة بشارع الحبيب بورقيبة بدعوة من بعض الجمعيات وصفحات التواصل الاجتماعي «الفايسبوك». «يا وزيرة العار، أولادنا في الاغتصاب» «dégage» «ارحلي، ارحلي» و«يا وزارة الاغتصاب» هذه الشعارات وغيرها رفعها أمس عدد هام من المحتجين حيث قاموا أيضا برشق مقر الوزارة بأحذية قديمة وسط هتافات منادية بضرورة محاسبة وزيرة المرأة سهام بادي على خلفية تصريحاتها بعد انتشار خبر اغتصاب الفتاة الصغيرة ذات الثلاث سنوات بروضة أطفال بالمرسى.
وقالت روضة السايبي رئيسة جمعية أقليات إن ما صرّحت به وزيرة المرأة بعد عملية الاغتصاب الشنيعة التي تعرضت لها طفلة صغيرة يوضّح ان الوزيرة لا تكترث بالطفولة ولا بالمؤسسات التابعة لها بل هدفها الحفاظ على الكرسي مهما كان الثمن وأريد أن أوجه إليها رسالة مفادها «ارحلي فقد سئمنا فشلك في إدارة وزارتك وأتركي مكانك لمن يستحق هذا المنصب» .
ومن جهتها أكدت الناشطة والمدوّنة لينا بن مهني على خطورة تصريحات «بادي» التي وصفتها بأنها فشلت في حل مشاكل المرأة والأطفال في حين أنها لا تكترث إلا بالتقاط الصور مع حذاء ليلى بن علي.
الأحذية في كل مكان
حضر المحتجون منذ الساعة العاشرة والنصف صباحا أمام مقر وزارة المرأة حاملين معهم أحذية قديمة وضعوها على ذمة جميع المتظاهرين الذين قاموا لاحقا برشق الوزارة وسط غضب وسخط على الوزيرة سهام بادي حيث قالت حليمة اللواتي انها صدمت من سلبية موقف الوزيرة من حادث اغتصاب الطفلة الصغيرة وخاصة عندما اتهمت العائلة بأن أحد أفرادها وراء هذه الجريمة دون ان تتثبت من كلامها غير عابئة بمشاعر الأب الحزين والأم المقهورة.
مناوشات
وقعت مناوشات بين المحتجين ومجموعة من مؤيدي وزيرة المرأة سهام بادي الذين حضروا بقيادة حليمة معالج عضو سابق في لجان حماية رابطة الثورة وهذا أزعج المتظاهرين واستفزهم حيث رفعوا في وجهها شعار «ديقاج» وقاموا بطردها من الوقفة الاحتجاجية. ومن جهتهم أكد أنصار الوزيرة بأنهم يتشرفون بها مطالبين بعدم تسييس القضية وترك الأمر بيد القضاء الذي سيحدد الجاني ويعاقبه دون أية ضغوطات من قبل الرأي العام الذي وصفوه بأنه متحامل جدا على الوزيرة لأنها تحارب العلمانية على حد تعبيرهم.
الأمن في الموعد
تواجدت قوات الامن بصفة مكثفة منذ الساعة العاشرة صباحا وطوّقوا مقر وزارة المرأة وتم تعيين مجموعة منهم رابطوا أمام باب الوزارة وغير بعيد عنهم بقيت بعض سيارات الشرطة تحمي المكان ولم يتدخل رجال الامن في هذه الوقفة الاحتجاجية وأما أعوان الوزارة فلم يغادروا المقر خوفا من أية تجاوزات في حقهم حيث رفضوا ايضا الادلاء بأي تصريح حول ما يحدث مع وزيرتهم.
هوامش حضور حضر عضو المجلس التأسيسي «الصحبي عتيق» ضمن صفوف مؤيدي وزيرة المرأة الذين حضروا لمساندتها وغادر سريعا رافضا الإدلاء بأي تصريح. طرد طرد حليمة معالج عضوة سابقة في لجان حماية الثورة من أمام مقر الوزارة. ارحلي فتاة معوقة حملت شعار «ارحلي يا سهام بادي» متهمة إياها بتهميش ذوي الاحتياجات الخاصة. مناوشة مناوشة كلامية بين المدونة «لينا بن مهني» وبين حليمة معالج حيث اتهمتها هذه الأخيرة بأنها علمانية وماسونية وسافرة. مسلم رفع مؤيدو سهام بادي شعار «الشعب مسلم ولن يستسلم» وهذا ما أثار استغراب الحاضرين خاصة أن الوقفة الاحتجاجية جاءت على خلفية اغتصاب فتاة صغيرة وليست بسبب مشاكل دينية. عزيزة رفع المتظاهرون شعار «كلنا عزيزة» نسبة الى اسم الفتاة الصغيرة. «فريب» بعض المتظاهرين قاموا بشراء أحذية من «الفريب» وإحضارها لبقية المحتجين لرشق مقرّ الوزارة.