كثيرة هي الأمراض المزمنة والخطيرة والتي يكون مآلها الوحيد هو الموت. لكن المتأمل جيّدا في أسبابها يلاحظ ان أول سبب وأهمه هو التدخين السلبي. فلماذا لا يهتم آباؤنا أو المحيطين بنا في العائلة بهذا المارد القاتل؟ فالأطفال خاصة هم المعرضون لتأثيرات التدخين السلبي المؤذية وجميع الأبحاث قد أكدت ان ما يستنشقه الطفل بطريقة غير مباشرة أكثر خطورة من الذي يدخن مباشرة. المدخن السلبي يكون أكثر عرضة للأمراض الخطيرة خاصة منها سرطان الرئة والنوبات القلبية ومشكلات التنفس المزمنة.. وغيرها من الأمراض وجميع هذه العوارض تأتي إما من أحد أفراد العائلة المدخن أو من الأم المدخنة. فالأم التي تدخن وخاصة الحامل تدخن لنفسها وتدخن سلبا لجنينها أيضا وهو ما يساهم في تفاقم الأمراض لديه ويسرّع في موته. من هذا المنطلق وجب التفكير في توسيع الحملات التحسيسية لدى الشباب وخاصة الفتيات المدخنات لتوعيتهن بخطورة هذا الداء القاتل وإقناعهن بانعكاساته على حياة أطفالهن مستقبلا. وأيضا وجب توعية الآباء لكي يتخذوا الاجراءات العملية داخل الأسرة ولكي يساهم كل فرد من الأسرة في تماسك ووحدة شعبه لأن سلامة الأسرة وأفرادها هي سلامة للمجتمع ككل. * بسمة شياب (سنة ثانية صحافة تونس)