سجلت الثروة الحيوانية الوطنية في السنوات الأخيرة تراجعا ملحوظا قدرته المصالح الحيوانية والبيطرية ب10 بالمائة تقريبا. النقص الحاصل في قطيع المجترات (أبقار، أغنام، ماعز...) ألقى بظلاله على كميات الحليب المجمعة وعلى أسعار اللحوم الحمراء التي سجلت ارتفاعا ملحوظا في الفترة الأخيرة، ونظرا لما توليه الدولة من عناية فائقة للثروة الحيوانية تحركت المصالح المعنية لدراسة الموضوع بشكل علمي دقيق قصد الخروج بتوصيات وحلول عملية لإنقاذ القطيع. وعلى هذا الأساس تعقد عمادة الأطباء البيطريين خلال الايام القليلة المقبلة ندوة وطنية حول «واقع وآفاق الثروة الحيوانية سنة 2010» تمهد لها بأربع ندوات اقليمية بالجنوب والشمال الشرقي والشمال الغربي والوسط تكون بدايتها يوم السبت 13 مارس الجاري بصفاقس. رئيس المجلس الجهوي لعمادة الأطباء البيطريين بالجنوب الدكتور فتحي الكتاري أفاد ان الندوة الاقليمية المزمع تنظيمها خلال نهاية الاسبوع المقبل بصفاقس تساهم فيها 7 ولايات هي صفاقس، قابس، قفصة، قبلي، مدنين، تطاوين وتوزر للنظر في محور هام هو «الانجاب في خدمة الانتاج». اختيار محور «الانجاب» كموضوع رئيسي لندوة الجنوب له ما يبرره عند الدكتور الكتاري، فالنقص الحاصل في قطيع الجنوب ولئن تفسره المصالح المعنية بحالة انحباس الامطار والجفاف الذي تواصل مدة أربع سنوات تقريبا والذي تضررت منه مناطق الجنوب بشكل كبير، فإن تقنيات التلقيح المعتمدة في الانجاب والمواضيع المتصلة بها قد تفسر كذلك النقص الحاصل في الانتاج وتعمل على تداركه لاحقا بما يؤمن الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء والحليب ومشتقاته ويرشد الاسعار التي شهدت ارتفاعا ملحوظا. وعلى هذا الأساس تمت دعوة رؤساء دوائر الانتاج بالولايات المتحدة المذكورة لتقديم خصائص الثروة الحيوانية وآفاقها بكل جهة من الاقليم تنطلق بكلمة للدكتور إلياس العلاقي ممثل مخابر «أنترفات» ومداخلة للدكتور فتحي والي المدرسة الوطنية للطب البيطري بسيدي ثابت حول «اقتصادية الانجاب» تختتم بتوصيات يقع رفعها للمجلس الوطني لعمادة الأطباء الذي من المنتظر ان يعقد ندوته الوطنية لاحقا. وفي انتظار ذلك نشير الى ان صفاقس التي كانت توصف بحوض الألبان» سجلت في السنة الاخيرة تراجعا كبيرا في كميات الحليب المجمعة ففي سنة 2002 بلغت الكميات بها أكثر من 83 طنا، في حين لم تتجاوز سنة 203 ال75 طنا وهو ما يفسر اضطرارنا الى توريد كميات من الحليب خلال شهر رمضان الفارط. نقص الحليب يفسر بالتراجع في عدد الابقار فعدد الوحدات الانثوية والذي كان في حدود ال19 ألف رأس في السنوات الفارطة تراجعت الى 17 ألفا فقط خلال هذه الفترة بسبب الجفاف وربما كذلك بسبب النحر العشوائي الذي طال أكثر أنواع القطيع وهو الموضوع الذي يحتاج الى وقفة حازمة.