دأبت الامهات ومن قبلهم الجدات على توجيه توصيات عديدة الى بناتهن المقبلات على الزواج بتنبيههن الى ان اقرب طريقة الى قلب الرجل معدته كوسيلة لكسب الرجل والحفاظ عليه. فكانت ام الزوج تقصد بيت الفتاة التي قرّرت ان تزوجها لابنها دون علم الفتاة بنية حماة المستقبل وتطلب منها ان تطبخ لها الطعام حتى تختبر مدى اتقانها للطبخ وحسب مهارة الفتاة في الطبخ تكون حظوظها اوفر في الحصول على زوج. لكن بيدو ان هذه الشروط قد انتفت كما اضمحلت نظرية «الطريق الى قلب الرجل... معدته» وباتت قديمة، وان رجل اليوم لم يعد يهتم بالطعام، وان الطريق الى قلبه يحتاج الى متطلبات ومهارات أخرى من الزوجة. فبصرف النظر عن المقولات الشعبية فإن الاهتمام بالغذاء والطعام يعتبر مهما بالفعل في الحياة الزوجية وهذاعنصر لم يتبدل مع الزمن، فمن الضروري ان تتعرف المرأة على عادات زوجها الغذائية، ففي بداية الزواج قد يحدث التقارب او الاختلاف نتيجة اختيار نوع من الاطعمة. كيف تستطيع المرأة كسب ودّ الرجل والوصول الى قلبه؟ سؤال طرحناه على مجموعة من المواطنين من الجنسين: القناعة والطاعة يرى السيد عبد الحميد ان الطريقة المثلى بالنسبة للمرأة والتي بواسطتها تحوز على محبة زوجها ورضاه هي القناعة بما لديها وحرصها على مراعاة ظروف زوجها المادية وعدم انسياقها وراء تقليد بعض النسوة الاخريات لأن هذا التقليد يضع الرجل في وضعية حرجة عندما يشعر انه غير قادر على تلبية رغبات زوجته ويضيف السيد عبد الحميد قائلا: المرأة التي تطيع زوجها وتحترم مشاعره حتما ستكون قريبة من قلب زوجها وتفوز بودّه اذا ما سعت الى عدم عصيان امره والتمرّد عليه. اما السيد عبد المجيد فيرى انه الى جانب صفة القناعة والطاعة على المرأة ان تتحلى بالصبر في حياتها مع زوجها فمعدة الرجل لم تعد مقياس رضاه على زوجته كما كان من قبل وهو شخصيا لا يؤمن بهذه النظرية ويرى ان الزمن تجاوزها لتحل محلها شروط ومقاييس جديدة لعل من اهمها المحبة الصادقة ومراعاة ظروف الزوج والصبر في وقت الضيق والشدة. كما ان التنازل من طرف الزوجة والابتعاد عن التسلط سمة اساسية في الزوجة التي تفوز بمحبة زوجها في النهاية. زمن الرشاقة في مقابل القائلين بمركزية المعدة في الحياة الزوجية وهم في الغالب من الرجال الطاعنين في السن هناك من يرى ان هذه التصوّرات خاطئة ولا تعبّر عن الواقع ومنهم السيد وليد (موظف) الذي يري ان الرجل لا يختلف عن المرأة والوصول الى القلب لدى الطرفين يأتي نتيجة تلبية الاحتياجات العاطفية بالدرجة الاولى فتمثل المرأة الحنان العاطفي بينما يمثل الرجل الامن والامان العاطفي فكل منهما في حاجة الى الآخر، وبالتالي فإن سد الاحتياجات العاطفية ليس غذاء بشبع المعدة وانما يشبع العاطفة. وفي عصرنا هذا اصبحت مرتبة الغذاء وملء المعدة تمثل عادات سيئة باعتبار ان الكل اصبح يبحث عن الرشاقة سواء بالنسبة للمرأة او الرجل خلاصة القول بالنسبة لوليد فإن الرجل اليوم اصبح يهتم برشاقة المرأة وحسن هندامها وهي تأشيرة عبور المرأة الى قلب الرجل دون منازع حسب رأيه طبعا. السيدة حليمة الصخيري بدورها تؤكد ان رشاقة المرأة ونظافتها وحسن تدبيرها هي شروط تتكامل مع بعضها تستطيع من خلالها المرأة ان تحوز حب زوجها وتفوز بقلبه. كما ترى ان قلّة طلبات المرأة ومحافظتها على هدوء منزلها، وابتعادها عن «النكد» والغضب والعبوس من الاسباب الهامة التي تحمي العلاقة الزوجية من التصدّع والاندثار. فحسب تجربتها الشخصية فإن الاكل مهم جدا في الحياة الزوجية فالرجل يريد دائما ويحبّذ ان تكون زوجته «طباخة» ماهرة لذلك فهي تسعى دائما الى ان يكون طعامها جيّد ولذيذ ومتنوع لان زوجها يحبذ ذلك. هدى شابة في مقتبل العمر لا تؤمن بأن اقرب طريق الى قلب الرجل معدته بل تؤكد ان الجمال والرشاقة سواء في المظهر او التصرف هي ارق الطرق الى قلب الرجل، فالرجل اليوم حسب رأي السيدة هدى يرغب دائما في الارتباط بانسانة مثقفة وواعية وحسنة المعشر وذات مظهر لائق يسرّ الناظرين. ناجية المالكي