كشفت صحيفة محلية امس ان الاستخبارات الهولندية مارست اشكالا من التعذيب بحق معتقلين عراقيين في السماوة بمحافظة المثنى في شتاء 2003 وهو ما يؤكد ان معظم القوات الاجنبية التي شاركت في غزو العراق قد تورطت في التنكيل بالاسرى العراقيين في سجن «أبو غريب» وغيره من المعتقلات. وجاء في تقرير نشرته صحيفة «دي فولكسكرانت» قبل 5 أيام من الانتخابات التشريعية ان محققين عسكريين هولنديين اساؤوا معاملة عشرات المعتقلين العراقيين. وأكدت الصحيفة ان هؤلاء المحققين قاموا بتعريض المعتقلين لأضواء شديدة الإبهار كما قاموا بتغطيس رؤوس الضحايا في الماء. ومن اساليب التنكيل الاخرى التي استخدمها الهولنديون تعريض السجناء لأصوات حادة جدا. واضافت «دي فولكسكرانت» ان المحققين وضعوا واقيات على اعين ضحاياهم وكانوا يقومون من حين لآخر بنزعها بهدف تعريضه للاضواء المبهرة. وكان المعتقلون يُجبرون كذلك على البقاء مستيقظين لفترات طويلة حيث يرشهم جلادوهم باستمرار بالماء كي لا يناموا. وأكد التقرير ان الشرطة العسكرية الهولندية ابلغت بهذه الجرائم المرتكبة بحق عشرات المعتقلين الا انها لم تكشف عنها ولم تتحرك لملاحقة المسؤولين عن تلك الجرائم امام القضاء. وكانت هولندا قد نشرت 1400 من جنودها في محافظة المثنى الواقعة في جنوب العراق الا انها سحبت لاحقا معظمهم. وكان العراقيون الذين تم التنكيل بهم محتجزين في سجن بمدينة السماوة مركز محافظة المثنى. وبعد الكشف عن ممارسات الهولنديين في العراق دعت احزاب المعارضة الى عقد جلسة للبرلمان لاستجواب وزير الدفاع. وصرّح رئيس حزب العمال «ووتر بوس» للاذاعة الهولندية ان هناك رائحة تغطية على هذا الموضوع. وفي مواجهة هذه المعلومات قال وزير الدفاع «هنك كامب» امس في مؤتمر صحفي انه قرر انشاء لجنة مستقلة للتحقيق في تلك الممارسات. من جهة أخرى قضت محكمة عسكرية في ولاية كنتاكي بسجن الجندي الامريكي «جيمس باركر» لمدة 90 عاما بعد ادانته (واعترافه) باغتصاب فتاة عراقية (14 سنة) في مدينة المحمودية جنوب بغداد وقتلها وافراد اسرتها الآخرين. ووافق الجندي على الاعتراف بجريمة اغتصاب الطفلة عبير الجنابي وقتلها والضحايا الآخرين وان يشهد على 4 جنود آخرين شاركوه بعض جرائمه في مقابل انقاذه من حكم الاعدام. وحسب نص الحكم، يمكن الافراج عن الجندي بعد قضاء مدة من الحكم حسب شروط معيّنة.