عندما ترى الشرر المتطاير على وجه بولطون وهو يتحدث أمام الصحافة أو في الأممالمتحدة وترى نفس الشرر على وجه الجوهرة السوداء رايس، يفهم الجميع ان النية مبيتة لإثارة المصائب في الدول العربية. فبعد العراق المنكوب وفلسطين وغيرهما من الدول، ها هم يحاولون بثّ المصيبة في لبنان واثارة الفتن. وكل ذلك لفائدة اسرائيل لا غير. فالصهاينة همهم إثارة القلاقل في العالم أجمع. فمنذ أن استولى المستشارون الصهاينة على أروقة البيت الابيض أصبحت الحروب تملأ الدنيا ورائحة الموت في كل مكان وها هم كذلك يحاولون دفع أمريكا الى الحرب ضد ايران بدعوى امتلاك ايران للأسلحة المحرمة واسرائيل تملكها منذ عشرات السنين فكيف يمكن تحريمها على الغير وتحليلها على اسرائيل. وعندما يأسر جندي واحد اسرائيلي عند الفلسطينيين تقوم الدنيا ويتحدث رئيس مجلس الامن عن ذلك الحدث وغيره من الرجال الأمميين النافذين، أما ان سجون اسرائيل تعجّ بالآلاف الأسرى فلا حديث عن ذلك وكأن هؤلاء لم يتركوا وراءهم أطفالا وأزواجا وفي حاجة الى رعاية وحياة كريمة. وما فعله العرب من إكرام لليهود واسكانهم والعيش معهم في نفس الحيّ واستقبالهم زمن العهود الماضية ومصادقتهم جنبا الى جنب مع العرب في نفس الحي والمدرسة ومكان العلم والمحبة التي أظهرها العرب طيلة القرون الماضية نحو اليهود وهم يعيشون ويتقاسموون نفس الخبزة، انقلبت على العرب بالوبال من طرف الصهاينة الذين نسوا الخير ونسوا الصداقة فأرجعوا للعرب المزية بمزية تسمى الخراب والقتل وعدم العرفان بالجميل، نعم سكن اليهود جنبا الى جنب مع العرب في الدول العربية سالمين محاطين بالحب والرعاية ولكن مع الأسف قابل اليهود الفلسطينيين وكافة العرب بالدمار والقتل وآخرها قتل ألف لبناني ومائتين وخمسين ألف عراقي والبقية آتية.