ثمة فئة من المدربين الذين آلوا على انفسهم ان يعملوا في صمت ودون جلبة رغم ما يتوفرون عليه من شهائد وديبلومات تعكس ثراء مخزونهم اضافة الى خبرة السنوات الطوال... من هؤلاء المدرب فرحات بوقديدة الذي درّب خطاف القلعة الكبرى الى غاية نهاية مرحلة الذهاب قبل ان يعود الى امل حمام سوسة ليشرف على صنف الآمال الذي كسب معه مؤخرا ترشحا باهرا الى ربع نهائي الكأس امام الشبيبة القيروانية.. «الشروق» التقت فرحات بوقديدة في سياق الحوار التالي.. * ماذا في بطاقتك الشخصية كمدرب؟ مدرب درجة ثالثة واستاذ تربية بدنية متحصل على شهادة التخصص في كرة القدم سنة 1979 من المعهد الأعلى للرياضة بصفاقس وديبلوم الدرجة الثالثة سنة 1989 من المعهد الاعلى للرياضة بقصر السعيد وشهادة التخصص في التحضير البدني واخرى في التعمق في ميدان تكوين الشبان. وقد بدأت مشواري كمدرب في موسم 80/79 في خطاف القلعة الكبرى الذي كسبت معه الصعود لأول مرة في تاريخه الى القسم الثاني موسم 90/89 كما صعدت به موسم 95/94 الى القسم الاول ودرّبت كذلك كمساعد للسيد توفيق بن عثمان امل حمام سوسة في القسم الشرفي موسم 97/96 وواصلت المهمة بمفردي في نهاية الموسم كما دربت شبان القلعة الرياضية موسم 9899 وهلال اكودة اضافة الى اداني وأواسط وأكابر امل حمام سوسة الذي نجحت في الموسم الماضي بمعية زميلي عبد الحي العتيري في انقاذه من النزول وبلغت مع صنف الأواسط الدور ربع النهائي للكأس. * لماذا غادرت خطاف القلعة الكبرى في منتصف الموسم؟ ضعف الرصيد البشري والتفويت في عدة لاعبين مثل الدردوري والجرادي والكملي والعبايدي وخليفة والطيبي ومقابل ذلك لم تكن هناك انتدابات لصعوبة الظروف المادية للفريق اضافة الى عدم توفر الارضية الملائمة للعمل كغياب الإنارة... باختصار لم يكن هناك ما يشجع على العمل فخيّرت الانسحاب. * وكيف كانت العودة الى أمل حمام سوسة؟ اتصل بي رئيس الجمعية الدكتور حمادي هلّول ومدرب الاكابر عبد الحي العتيري لأتولى الاشراف على صنف الآمال وبما أنني اعرف الفريق جيدا ومعظم اللاعبين دربتهم حصل التجاوب وبعد اكثر من شهر من العمل كان هناك تحسّن على المستويين البدني والفني وهو ما ترجمناه بانتصار في القصرين وترشح في سباق الكأس الى الدور ربع النهائي على حساب الشبيبة القيروانية (31). * ربع قرن من العمل مع اندية الجهة... ألم تفكر في تجارب اخرى بما انك تجمع بين الخبرة والشهائد العلمية؟ لأسباب تتعلق بظروف عائية لم اكن متحمسا لتجارب بعيدة عن مقر اقامتي رغم ان اكثر من فرصة أتيحت لي... لكن حين يأتي العرض المناسب قد اقبل. * تظهر في الصورة مع المدرب الفرنسي روجي لومار ومواطنه فرنسوا جودار كما عملت الى جانب مدربين معروفين فماذا اكتسبت من هذه التجارب؟ روجي لومار وفرنسوا جودار التقيت بهما سنة 1990 في تربص تكويني وسعيت للأخذ منهما مثلما حصل لي الشرف بالعمل الى جانب مدربين اكفاء من طينة البشير الجباس وتوفيق بن عثمان والهادي قريعة. * مستقبل امل حمام سوسة من خلال شبانه كيف تراه؟ المادة الخام موجودة وهناك العديد من الشبان الذين باستطاعتهم ان يمثلوا ذخيرة ممتازة لمستقبل لكن بتضافر الجهود وضرورة تدعيم البنية الاساسية وتهيئة الملعب الموجود امام دار الشباب لاستيعاب تمارين الشبان. * ماذا تقول عن عمل زميلك عبد الحي العتيري على رأس فرق الاكابر؟ انا وعبد الحي «عشرة» قديمة وعملنا مع بعضنا كثيرا ومن ميزات العتيري محبته وغيرته الكبيرتين على فريقه ومدرب مثل عبد الحي لا يجب ان يبتعد عن «الأمل» لأنه جدي ويجتهد كثيرا في أداء واجبه اضافة الى انه يسأل ويستشير الزملاء من حوله واعتقادي ان امل حمام سوسة وعلى الرغم من صعوبة بقية الموسم اراه قادرا على النجاح مع عبد الحي العتيري بمزيد الالتفاف حول الفريق ووقفة اكبر وحوافز مادية ومعنوية مثل بقية الفرق بالامكان تحقيق الأفضل وحظوظ ذلك يدعمها الرصيد البشري مع ما يتحلى به الاطار الفني من جدية وجهود الهيئة المديرة.