ككل الأشرطة السابقة يحقق الآن الشريط الجديد للفنان بلقاسم بوقنة توزيعا لافتا للنظر يؤكد أن هذا الفنان الذي اختار الإقامة في مدينة دوز بوابة الصحراء الكبرى أنه ظاهرة فنية حقيقية. بعيدا عن الاعلام وبعيدا عن المهرجانات وبزهد كبير في الدعاية أو الظهور الاعلامي الذي يرفضه رفضا مطلقا وصل بوقنة الى الناس في زمن «ستار أكاديمي» وكليبات غرف النوم وشركات الانتاج التي حولت عارضات الملابس وممثلات الدرجة العاشرة الى نجمات ومن ديوان الشعر الشعبي المنسي ينهل بلقاسم بوقنة وفي شريطه الجديد يغنّي الشاعر الشعبي الذي جايل الشابي أحمد البرغوثي «مغروم» و»سكنوا لبعاد» و»حجي الشرّادي» ويغنّي للشاعر الشعبي بلقاسم عبد اللطيف «يا شمس» و»مازلت» وهو الشاعر الذي أنجزت عنه القناة الفرنسية «TF1» شريطا وثائقيا بعنوان : شاعر الصحراء في شريطه الجديد يرثي بوقنة الزمن السيئ الذي تموت فيه كل الأشياء والقيم الجميلة «عام السّنة مر خايب غلبنا كثّر طلبنا رقدنا بلا شيب والصّبح شبنا» هكذا كتب البرغوثي في الأربعينات وأعاد بوقنة الحياة لهذه القصائد التي لم تبق إلا في ذاكرة الشيوح. يغني للشمس التي تشرق كل يوم على العالم وتمنحه الحياة يغني للمحبة والبعد والنسيان. هذا الصوت القادم من أعماق الصحراء وصل بحزنه وصدقه الى الناس لأنه صوت البسطاء والمنسيين والزهّاد المتوحّدين مع أنفسهم بعيدا عن زيف الشهرة. بآلتي العود و»الدربوكة» قدّم بلقاسم بوقنة نموذجا جديدا في الغناء البدوي.. هو غناء الصحراء بألوانها وإيقاعاتها المتماهية مع خبب الخيول والمهاري وأصوات النساء من الأعراس تشق صمت الليل. صوته يفعل في الناس فعل السحر كما قالت عنه الشاعرة البرتغالية روز اليس برانكو.