ألف متفرج و "وصفات" للنجاح عانق مهرجان بنزرت الدولي في دورته الامتياز والتفوق فنيا وتنظيميا وجماهيريا وثقافيا وترفيهيا وكذلك ماديا. ليصنع بذلك الحدث لا جهويا فقط بل وكذلك وطنيا. وهذا النجاح الذي رافق المهرجان لم يمر في الخفاء بل كان محل اعجاب وتنويه وشكر من أعلى مستوى جهويا وكذلك مركزيا حسب الأخبار الواردة علينا من محيط كواليس ادارة المهرجان. لذلك "فالشروق" ومن منطلق معرفتها بخفايا الأمور داخل المهرجان ورغبتها في مزيد تطويره ومساعدة بقية مهرجاناتنا الوطنية على الاقتباس منه والسير على خطى مهرجان مدينة تتنفس على مدار السنة ثقافة وإبداعا لا ينضب، بحثت بجديتها واتزانها المعروف في عناصر تفوق مهرجان بنزرت الدولي فكانت هذه »الأسرار« والأفكار والملاحظات التي نرجو أن تصيب هدفها وتحقق غايتها وهي تواصل نجاح كل فصل ثقافي ومهرجاني يسير على درب وفي اطار منظومة وطنية ثقافية تسعى للامتياز والتألق.... هيكلة إدارية ناجحة ليس من باب التجني على السابقين في القول ان عقلية التوارث والرضى بالنصيب والتحرك الضيق والعشوائي قد قطع مباشرة وبصفة نهائية منذ تشكيل وتكوين جمعية مهرجان بنزرت الدولي للعناية بكل كبيرة وصغيرة تهم وتساهم في نجاح المهرجان وضبط محتوياته ولوازمه، حيث حقق المهرجان بهذا التنظيم الجمعياتي والاداري والهيكلي الجديد قفزة عملاقة على جميع المستويات وجعلته ينظر بعيون حالمة وأكثر جرأة وتوق للأفضل لفعاليات المهرجان كل صائفة، إذ أنه تم تحديد كل الضوابط القانونية للمهرجان وتعيين وانتخاب هيئة تضم خيرة الاطارات الجهوية التي تتقد حيوية وشبابا يتقدمهم مدير المهرجان السيد جمال العلوش الى جانب عدة عناصر أخرى تعمل في الخفاء من أصحاب الخبرة. توقيت وبرمجة مدروسة ومن الأسباب والأسرار الاضافية التي ساهمت في بروز مهرجان هذه الدورة هو الاختيار الصائب لمدته الزمنية التي لم تكن مطولة أو مملة وكذلك حسن اختيار توقيته في الفترة المتراوحة بين جويلية و أوقت باعتبار أن هذه الفترة في بنزرت تتسم بعديد المميزات لعل أهمها أنها ذروة السياحة الداخلية حيث أنها فترة عودة جاليتنا التونسية بالخارج من أصيلي الجهة والذين يعدون بالآلاف وهو ما يمكن المهرجان من كسب جمهور اضافي عريض ومتنوع أي من جميع الشرائح والفئات العمرية من الباحثين عن كل أسباب الترفيه والسهرات الراقية لتمضية أحلى الأوقات ليلا خصوصا في تلك الفترة... كما أن لعنصر البرمجة دور رئيسي في نجاح المهرجان والتي كانت مدروسة وتم اختيارها بعناية مركزة في جميع مراحلها ومحتوياتها بعيدا عن الارتجال والعشوائية في الاختيار، اذ تم الاعتماد فيها على نتائج استبيان واستشارة موسعة لدى عديد الجماهير لمعرفة ميولاتهم ورغباتهم. دعاية خاصة ومساهمة إعلامية عالية الجودة كما أن أسلوب وطريقة الدعاية الاشهارية المتبعة من قبل المكتب الاداري لأفضل وأشهر الفعاليات المهرجانية ببنزرت تعتبر من عناصر تفوق المهرجان حيث لم يترك أي أسلوب وسيلة عصرية وتقليدية تحقق الغرض إلا وتم اعتمادها مثل الومضات الاشهارية التلفزية والاذاعية والاعلانات اليومية في كافة الصحف الوطنية. هذا دون أن ننسى حضور المهرجان بفقراته في شبكة الانترنيت والمواقع الخاصة بالمهرجانات وفي عديد الصحف والاذاعات العربية الأخرى كزهرة الخليج والوطن والجزيرة والإذاعة الجزائرية والمصرية وآرتي وغيرها... رعاية رئاسية ودعم جهوي كامل يتفق الجميع في بنزرت بكل فخر واعتزاز أنه الى جانب العناصر السالفة الذكر فإن الرعاية الرئاسية الموصولة لصانع التغيير سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بكافة ربوع الولاية ودعم هيئتها الأساسية خير حافز وأحد أهم مفاتيح نجاح مهرجان بنزرت الدولي وذلك على اثر تدعيم بنيتها الأساسية الثقافية بفضاء يحمل كل المواصفات العالمية والامتياز الثقافي والفني ألا وهو المسرح الصيفي الذي كان بالفعل خير هدية رئاسية لمثقفي الجهة والمهرجان ليفتح ذراعيه لاستقبال أشهر الفنانين وأيضا للآلاف من الجماهير وسط تنظيم محكم وتأطير وأريحية تامة هذا الى جانب الخير العميم الذي جلبه مشروع الطريق السيارة تونسبنزرت على الجهة والمهرجان بصفة خاصة من خلال قدوم آلاف الزوار عبره للسهر بالمدينة وبالتالي كسب جمهور عابر ولكنه معتبر عدديا ... كما أن لتشجيع وزارة الثقافة وأيضا للدعم والاحاطة الشاملة ماديا ومعنويا وتوجيهه الشخصي بخبرته المعروفة في هذا الشأن من قبل الأستاذ محمد الحبيب براهم والي الجهة دور خاص في هذا النجاح للمهرجان ويكفي أنه قطع دابر معضلة اسمها »البلوشي« أو الدخول المجاني حيث كان أول المبادرين باقتناء اشتراكه الشخصي مباشرة ليعطي المثل للبقية والاقتداء بذلك حتى يحافظ على موازنته المالية. ألف متفرج المهرجان حقق ما لا يقل عن عدد ألف متفرج تابعوا أغلب فقراته سواء بالمسرح الصيفي أو في جانب التنشيط الشارعي بالمدينة وأيضا حقق نجاحا فنيا وترفيهيا خاصا وكذلك وهي نقطة فخر واعتزاز حافظ على موازنة مالية ايجابية وبالاخص صنع الحدث والفرجة وبعث الفرحة والسعادة لدى كل أحبائه وزواره وضمن اشعاع الجهة والبلاد ككل خاصة لدى ضيوف المهرجان من الفنانين العرب والأجانب وضيوف الشرف الذين حضروا بعض فقراته، وفي ذلك خير وسيلة لدعم اشراق صورة تونس خارجيا وتواصل امتياز مشهدها الثقافي والمهرجاني وأيضا الحضاري وطنيا وعربيا وإقليميا ولا نملك غير الشد على أيدي جميع المساهمين فيه ودعوتهم للمحافظة عليه وعلى كل مكاسبه وتطويرها نحو العالمية التي لم يعد يفصله عنها غير بعض الرغبة والسعي والخطوات.