على عكس ما كان متوقعا، لم يعقد ممثلو شقي الخلاف داخل حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الاجتماع الذي كان مرتقبا للتفاوض وايجاد الحل التوافقي بينهما حول قائمة وزراء حكومة الجبالي، والاتفاق على أمين عام واحد للحزب. وعلى ما يبدو ساد يوم أمس سكون من الجانبين ليس بالضرورة سابقا لعاصفة. فقد نفى عبد الرؤوف العيادي نائب الرئيس السابق لحزب المؤتمر والأمين العام الحالي في اتصال مع " الصباح" وجود مظاهر لاختراق الحزب من قبل حركة النهضة أو وجود شق موال لها. وقال:" المسالة غير مطروحة داخل الحزب وما تم تناوله ونقده بكل دقة هو الأداء الضعيف الذي كان لوفد حزب المؤتمر في مفاوضات لجان "الترويكا"." ووصف العيادي الخلافات داخل الحزب بالسياسية وليست بالاديولوجية وقال : " انا لا أتّهم اي طرف في الحزب بالانحياز الى اتجاه بعينه...فانا أمين عام أتبنى جميع المواقف والقضية داخل حزب المؤتمر من أجل الجمهورية سياسية وليست اديولوجية والرابط بيننا هو البرنامج السياسي الذي نسعى الى تطبيقه في المرحلة القادمة على أرض الواقع". وأضاف في نفس السياق أن:" المؤتمر من أجل الجمهورية حزب يضم مختلف الحساسيات السياسية القومية واليسارية والإسلامية...وأنا أرفض أن يتم تقسيمه الى تمثيليات اديولوجية... فالحزب له هدف أساسي هو الوصول الى وضع برنامج في مستوى تحديات واستحقاقات المرحلة القادمة". الأمانة العامة أما في ما يخص الأمانة العامة فذكر العيادي أنه لا يناور، وأنه يتمسك بمواقفه وقناعاته، وهو الأمين العام الشرعي، وسيتم طرح كل الاشكاليات التي اثيرت بين أعضاء الحزب على طاولة النقاش. كما استغرب الهجمة التي شنها عليه الطاهر هميلة في وسائل الاعلام واعتبرها مضحكة لما تضمنه من اتهامات على غرار "نقض التحالف مع النهضة"...او "الانقلاب على الحزب"...مشيرا الى أنه يرغب فقط في خدمة الحزب وتدعيم الحركة السياسية التي بقيت ل50 سنة في حالة سبات. على حد تعبيره. وأكد العيادي أنه غير مهتم بالمناصب والدليل انه رفض منصب وزير أملاك الدولة في حكومة حمادي الجبالي، ورفض الذهاب الى قصر قرطاج كرئيس ديوان رئيس الجمهورية في مرحلة لاحقة. وحول مسألةعدم الاتفاق داخل الحزب على اختيار أمين عام قال العيادي بكل ثقة : "ان عجز المسار التفاوضي داخل المكتب السياسي في الوصول الى الاتفاق فسيطرح الاشكال على قاعدة الحزب وهي الأصل وبطريقة ديمقراطية سيتم الحسم في الامر". وقد علمت "الصباح" في السياق ذاته من مصدر موثوق داخل حزب المؤتمر من أجل الجمهورية أن هناك اجماعا من قبل الجامعات الجهوية للحزب على شخص عبد الرؤوف العيادي كأمين عام للحزب رغم أن 9 من ضمن 13 عضوا من المكتب السياسي قد قدموا الطاهر هميلة كأمين عام "بديل". وتجدر الاشارة أن نفس المصدر أعلمنا أنه من المنتظر أن تعتمد القائمة التي قدمها منصف المرزوقي رئيس الحزب السابق قبل استقالته كقائمة نهائية بالنسبة لمرشحي حزب المؤتمر في حكومة الجبالي. علما وأن الاشكال المطروح في الامانة العامة لن يتجاوز يوم 7 جانفي من السنة الجديدة موعد انعقاد اجتماع المكتب السياسي الموسع للحزب.