مدريد:اتهم تقرير صادر عن مؤسسة مسيحية الحكومة الإسبانية بتهميش المسيحية وفي المقابل تشجيع ومحاباة الإسلام، ويأتي هذا التقرير في وقت ترتفع فيه نسبة المسلمين في هذا البلد الأوروبي بسبب الهجرة وخاصة المغربية. ويحمل التقرير عنوان 'الحرية الدينية في العالم' وهو من إنجاز مؤسسة 'مساعدة الكنيسة المحتاجة' التابعة للفاتيكان حيث شنت حملة قوية ضد حكومة خوسي لويس رودريغيث سبتيرو متهمة إياه بسحب الرموز الدينية من عدد من المؤسسات العمومية وخاصة سحب الصليب من المدارس. وفي الوقت ذاته، يبرز التقرير المواجهة القائمة بين الحكومة والمسؤولين الدينيين عن الكنيسة الإسبانية بسب عدم إلزامية التعليم الديني في المدارس وتقليص التمويل المالي واتخاذ قوانين تتعارض مع الدين المسيحي مثل السماح للمثليين بالزواج. ويبرز التقرير أن حكومة مدريد مقابل التضييق على الدين المسيحي تقوم بمحاباة الإسلام ومن ضمن الأمثلة التي تستشهد بها في هذا الشأن طبع الحكومة على نفقتها لأول كتاب للتعليم الاسلامي في المرحلة الابتدائية باللغة الإسبانية موجه إلى التلاميذ المهاجرين. كما تناولت التسهيلات التي تقدمها الحكومة عبر بلديات يشرف عليها الحزب الاشتراكي للجمعيات الإسلامية لبناء المساجد ومن ضمنها التخطيط لبناء مسجد كبير في مدينة برشلونة شمال شرق اسبانيا التي تضم ونواحيها أكثر من 250 ألف مسلم. ويأتي هذا التقرير في وقت تشهد فيه اسبانيا تغييرا في الخريطة الدينية بسبب الارتفاع الكبير في عدد المهاجرين من أصل مسلم وأغلبهم من المغرب، وبدأ هذا يؤدي الى انقسام في المجتمع الاسباني بين مرحب بالتغييرات الاجتماعية والدينية من جهة، وطرف آخر يتمسك بالهوية المسيحية للبلاد ويعتبر قدوم المسلمين نوعا من غزو. وكشف تقرير سابق صادر عن وزارة العدل في مدريد أن المشهد الديني في اسبانيا بدأ يتغير بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة نتيجة الهجرة المكثفة. فإسبانيا كانت البلد الأوروبي الكاثوليكي بامتياز منذ أوائل القرن السابع عشر، وبالضبط سنة 1606، تاريخ الطرد النهائي لكل المسلمين واليهود من البلاد الذي بدأ مع إيزابيلا الكاثوليكية، عكس الدول الأوروبية الأخرى التي كانت بها الديانة اليهودية أو تيارات مسيحية أخرى مثل البروتستانتية. وفيما يتعلق بالاسلام أبرز التقرير أن وجود الجمعيات الاسلامية يرتفع بشكل تدريجي، ففي نهاية سنة 2006 بلغ عدد الجمعيات 406 بعدما كانت لا تتجاوز سبعين جمعية في أواسط التسعينات، ويعتقد الآن أن العدد تجاوز 600 جمعية. وفي الوقت نفسه ارتفع عدد المسلمين من بضعة عشرات الآلاف في بداية الثمانينات إلى مليون و200 ألف حاليا. ويبقى عدد المساجد في اسبانيا مثالاً آخر على هذا الارتفاع، حيث يوجد في الوقت الراهن قرابة 430 مسجداً، لكن أغلبها عبارة عن أماكن عبادة ولا علاقة لها بالمسجد المتعارف عليه. 01/12/2008 القدس العربي