في اليوم السابع و العشرين من شهر نوفمبر سنة ثمانية وألفين(2008)ضاع زورق صيد ببحرنا الغاضب،الذي ما تعود على الرفق بما ،ومن،يضيع فيه. وانتقل الخبر بين سكان قليبية كانتقال النيران في الهشيم،مع تعليق فيه من المرارة والحزن،ما أضحك حتى أبكى،وأبكى حتى أضحك،وكثيرا ما تحضر الضحكة عند رأس الميت.ألم يقولوا :"كثر الهم يضحك؟" ولكن العرب لم يتركوها سائبة فقالوا :"وشر البلية ما يضحك"،لكن لماذا الضحك والموت ينشر أعلامه في بحرنا فيغرق القلوب في لوعة الحزن؟والجواب بسيط وهو:لقد ردد الأهالي بأن نداءات الإستغاثة والنجدة قد وصلت إلى الحماية المدنية ،وحرس السواحل ،والأمن،لكن التحرك الإنقاذي لم يبدأ إلا بعد مدة (كانت كافية للموت المحقق وفقدان الأمل)،فتحركت الإحتجاجات بذبذبات مختلفة بين همس جبان لا تتحرك به شفاه أصحابه إلا بعد التأكد من خلو المكان من القوادة ومن لف لفهم ،وبين كلام هائج ،دفعه من الصدور حرص شديد على حياة البشر ولوعة الثكالى وحزن اليتامى وحرقة الأرامل.وبين هذا وذاك يرتفع صوت بالصراخ يقول :"هل أدلكم على طريقة تحضرون بها الأمن بأسرع ما يكون؟إنها بسيطة وسهلة،إذ بمجرد أن تشيعوا :"أن جماعة حقوق الإنسان يعقدون إجتماعا سريا بالميناء و عندئذ سيحضر ما هب ودب وطار وعام من رجال الأمن بجميع أنواعهم ،وبما يملكون من وسائل التدخل السريع والأسرع من السريع لمحاصرة المكان وتعقب المطاردين حماية للأمن و الإستقرار.أما أن تكون الإستغاثة لأمر تافه يتعلق بحياة أفراد من العمال ،في البر أو البحر،فمسألة تحتاج إلى التروي الكثير ،والتأني العميق ،والتعليمات الواضحة والأوامر الصريحة ،عبر التسلسل الإداري السليم :هي الأمور فوضى؟ هناك مسؤولية وليست لعبة أطفال،وماذا عليه؟ تأخرت النجدة ومات من مات؟تغمدهم الله برحمته الواسعة ،ورزق أهلهم وذويهم جميل الصبر والسلوان ..ذاك قدرهم ...فهل نملك أمام هذا العوج إلا أن نردد :"كثر الهم يضحك"، دون أن ننسى:"وشر البلية ما يضحك"؟ ألا يكفينا ما فينا؟لقد شبعنا ضحكا، وشبعنا دموعا، وشبعنا آلاما وأحزانا وننتظر الفرح ينعشنا ويحيينا.... الإمضاء: شاهد وزعت هذه الورقة على نطاق واسع في بلدة قليبية إثر سماع السكان بخبر غرق زورق صيد وفقدان أربعة من البحارة كانوا على متنه.