كوينزلاند- تظاهر مئات الأشخاص من سكان إحدى مدن ولاية كوينز لاند الأسترالية احتجاجا على خطط بناء مدرسة إسلامية في المدينة. وفيما قال بعضهم إن بناء المدرسة سيؤدي إلى ازدحام المرور، قال آخرون إن المدرسة ستخرج انتحاريين، بحسب إذاعة صوت أمريكا الخميس. وقام المتظاهرون من سكان مدينة جولد كوست بالولاية الأسترالية برفع لافتات وترديد هتافات وشعارات مثل "مدرسة إسلامية – لا بحق الجحيم!"، وتجمعوا خارج مكاتب مجلس المدينة تعبيرا عن غضبهم. وبالرغم من وجود العديد من المدارس الإسلامية في شمال ولاية كوينزلاند منذ سنوات عديدة، فإن احتمالات بناء مدرسة أخرى قد أثارت غضب سكان الولاية. وقام المسلمون بتقديم طلبات لبناء المدرسة الجديدة في المدينة الساحلية ، لكن بعض سكان جولد كوست أبدوا قلقهم بشأن حركة المرور لأن هذا التطور الجديد سيؤدي، على حد زعمهم، "إلى زيادة الازدحام على الطرق في هذه المنطقة". نوع الدراسة فيما أبدى آخرون تخوفهم من نوعية الدراسة التي ستقدمها المدرسة، وقالت إحدى المشاركات في المظاهرة: "شغلي الشاغل بهذا الأمر هو معرفة نوع العلوم التي سيقومون بتدريسها لهؤلاء الأطفال؟ هل سيقومون بتدريس الإسلام المتشدد، أم تعليمهم كيف ينشقون ويصبحون انتحاريين، أم كيف يقهرون المرأة، أو أي من الأشياء التي تندرج تحت هذه الأعمال؟". وأضافت: "إن للمسلمين جدول أعمال واحد هو: الدخول إلى هذا البلد والاستيلاء عليه، أيها الأستراليون، استيقظوا من أجل الله، إذا كنا نحب الديمقراطية والحرية في بلدنا، فعلينا وقف هجرة جميع المسلمين إلى هذا البلد". وتعد هذه هي المرة الثانية خلال أسبوع واحد التي يحتج فيها المتظاهرون خارج مكاتب مجلس مدينة جولد كوست على خطة بناء المدرسة. وقال عمدة المدينة إنه صدم من المشاعر التي أعرب عنها المحتجون الذين حضروا هذه الاجتماعات الحاشدة. وشدد مجلس المدينة على أن هذه المنطقة متعددة الثقافات وتضم أكثر من 80 جماعة عرقية، ولم تشتهر قط بممارسات عنصرية أو تعصب ديني. وشدد أنصار بناء مدرسة جولد كوست الإسلامية على أن المخاوف بشأن نتائج هذا البناء من تعزيز الفصل بين الأديان في هذا البلد والحض على التطرف ليس لها وجود. وقال أمناء المدرسة إنها ستكون متاحة لجميع الطلاب من جميع الأديان. ومن المرتقب أن يقوم مجلس المدينة باتخاذ قرار نهائي بشأن هذه الأمر في أوائل العام المقبل. وفي وقت سابق من هذا العام، رفض مسئولون خطط بناء مدرسة إسلامية على مشارف مدينة سيدني التي تعد أكبر مدينة في أستراليا. وقال الكثير من سكان مدينة كامدن الأسترالية إن وجود مئات من الطلاب المسلمين من شأنه أن يضر مجتمعهم. يذكر أن الأقلية المسلمة في أستراليا يصل تعدادها إلى نحو 350 ألف نسمة، ويشكو المسلمون كثيرا من التمييز ضدهم. ودخل الإسلام أستراليا قبل حوالي قرنين من الزمان، ويُعد الإسلام ثاني أكبر ديانة بعد المسيحية، وأكبر أقلية بعدد يُقدر ب340 ألف مسلم، يُكوّنون نسبة 1.7% من جملة السكان البالغ عددهم 20 مليون نسمة. ومنذ أحداث 11/9، فإن مسلمي أستراليا صاروا محل اشتباه وتشكيك في وطنيتهم وولائهم، بحسب استطلاع للرأي عام 2007، أجرته إحدى جماعات المفكرين في البلاد، حيث أظهر أن غالبية السكان ينظرون إلى الإسلام على أنه "تهديد لطريقة حياتهم".