عواصم وكالات الفجرنيوز:علت أصوات أكثر من مليوني حاج بالتلبية والدعاء وسؤال الله المغفرة لهم وللمسلمين كافة أثناء وقوفهم على جبل عرفات شرقي مكة امس الاحد قائلين 'لبيك اللهم لبيك'. وعند الظهيرة كان الحجاج لا يزالون يتوافدون على المنطقة التي امتلأت بآلاف الخيام في سهل عرفات على مسافة 15 كيلومترا شرقي مكةالمكرمة التي بقوا فيها حتى غروب الشمس ثم توجهوا الى مزدلفة لاستقبال اول ايام عيد الاضحى المبارك. وبكى رجال يرتدون ملابس الحج البيضاء ونساء محجبات في خشوع تحت الشمس الحارقة، بينما كانت رشاشات للمياه معلقة على أعمدة تنثر رذاذ الماء في الهواء لتلطيف الجو. وكانت الحرارة في يوم عرفة معتدلة بالمعايير السعودية إذ بلغت نحو 30 درجة مئوية. وكان الحاج المصري اشرف علي من بين كثيرين وصلوا قبل بزوغ الفجر، بعضهم وصل مترجلا والبعض في حافلات وآلاف آخرون فوق اي مركبة اتيحت لهم. وقال اشرف علي 'يذكرنا يوم عرفة بيوم القيامة... يوم الحشر... يوم الهول العظيم... يوم نقف بين يدي الله عز وجل ينتظر كل منا رحمة الله تبارك وتعالى'. وبدأت نفرة الحجيج عقب مغرب يوم امس حيث يفيضون إلى مزدلفة لجمع الحصى استعدادا لشعيرة رمي الجمرات الاثنين. وأجرت السلطات السعودية تجديدات خلال العام المنصرم لتسهيل حركة الحجيج داخل الحرم المكي وعلى جسر الجمرات. وفي كانون الثاني (يناير) عام 2006 سحق 362 شخصا تحت الأقدام أثناء رمي الجمرات في أسوأ كارثة خلال موسم الحج منذ عام 16 عاما. وتقول الحكومة السعودية إنها ستمنع المواطنين والمقيمين في المملكة من أداء الحج دون تصريح رسمي الأمر الذي كان يزيد الزحام. وذكرت وسائل الاعلام السعودية أن المملكة منحت 1.72 مليون تأشيرة حج للمسلمين خارج البلاد وحصل 500 ألف مقيم على الأقل على تصاريح بالحج بينما رفضت منح تصاريح لزهاء 125 ألفا آخرين. الى ذلك عرض التلفزيون الايراني لقطات تظهر بعض الحجاج يرددون هتافات تدعو بالموت لامريكا واسرائيل أثناء الوقوف بعرفات. وبالرغم من حظر الأنشطة السياسية خلال الحج عرض التلفزيون الإيراني لقطات لرجل دين إيرانيي يلقي خطبة على مجموعة من الحجاج الذين كانوا يرددون 'الموت لأمريكا' و'الموت لإسرائيل'. وقال آية الله محمد محمدي ريشهري رئيس بعثة الحج الإيرانية للحجاج إن بعض المسلمين شعروا باليأس 'في مواجهة هجوم الحضارة الغربية' إلا أن اليوم 'هناك صحوة إسلامية'. وعرض التلفزيون الايراني صورة لآية الله ريشهري الذي قال انه قاد الحجاج في ترديد الهتافات. ولم تشر السلطات السعودية حتى الآن إلى وقوع أي مشاكل أو كوارث مثل التي شابت الحج في أعوام سابقة من اندلاع حرائق وانهيار فنادق واشتباكات بين الشرطة ومحتجين وتدافع بسبب الزحام الشديد.
