التقى العميد السوري المنشق مناف طلاس الخميس وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في زيارة غير معلنة سابقا إلى أنقرة، وسط توقعات بالتحضير لمرحلة ما بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد. وقالت وزارة الخارجية التركية إن طلاس تناول الإفطار مع أوغلو في دار ضيافة رسمية، لكنه لم يدل بأي تصريحات، فيما ذكرت بعض المصادر أن رئيس الاستخبارات التركية حقان فيدان كان حاضرا في اللقاء. وتزامنت هذه الزيارة مع تصريحات لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حذر فيها من أن تقسيم سوريا سيؤدي إلى صراع مسلح بين أتباع المذاهب المختلفة, وقال إن الصراع المذهبي يتطور بشكل مختلف عن الصراع العرقي، وسيؤدي إلى ظهور وضع أكثر صعوبة. كما قال أردوغان في تصريحات صحفية إن الأسد بدأ يفقد السيطرة، ورأى أن قوى المعارضة باتت تتحكم بالأمور في سوريا. وقال طلاس في مقابلة صحفية أجريت معه في مدينة جدة السعودية ونشرت الخميس إنه يتطلع لدعم من المملكة العربية السعودية وقوى أخرى. وأكد ترحيبه بالتعاون مع المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر، لكنه شدد على ضرورة الحفاظ على المؤسسات الوطنية في سوريا، منوها إلى وجود أشخاص داخل نظام الأسد لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين، حسب قوله. وكانت تقارير أشارت إلى أن طلاس انشق عن النظام السوري الشهر الماضي وتوجه إلى فرنسا، وقد رحبت الولاياتالمتحدة بانشقاقه، حيث صرح المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي بأنه "مسؤول كبير في الجيش السوري وصديق للأسد. نعتقد بالتالي أنه ينبغي عدم الاستخفاف بهذا الانشقاق". وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن زيادة الانشقاقات عن الجيش السوري التي شملت طلاس المقرب من الأسد تظهر أن الموقف يتغير في البلاد. كما وصف رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا انشقاق طلاس بأنه "ضربة هائلة" لنظام الأسد، وأكد أن المعارضة ستحاول التعاون معه. وينتمي طلاس إلى الطائفة السنية، وهو نجل وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس الذي خدم لفترة طويلة في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي. ومناف طلاس أهم الضباط السوريين الذين انشقوا منذ بدء حركة الاحتجاجات في منتصف مارس/آذار 2011، وكان قائد اللواء 105 في الحرس الجمهوري، لكنه أقصي من مهامه منذ نحو السنة بعد أن فقد النظام ثقته به. يذكر أن طلاس ظهر للمرة الأولى منذ انشقاقه مساء الثلاثاء من مدينة جدة ليعلن رسميا انشقاقه عن النظام، كما أكد لوسائل الإعلام أنه لم يغادر سوريا ليقود المرحلة الانتقالية ردا على ما تردد من تخمينات.