تونس"الفجرنيوز"صفاقس 3 سبتمبر 2012 بسم الله الرحمان الرحيم:شهدت ولاية صفاقس على امتداد الأشهر الأخيرة جملة من الأحداث كان من أبرزها إضرابات جهوية تباينت حول تقييمها الآراء على أساس ما جرى في مستشفى الهادي شاكر و ما شهدته معتمدية الحنشة مؤخرا من توترات بمناسبة تجديد هيئة إحدى الجمعيات التنموية بالإضافة إلى احتجاج شباب الثورة على اجتماع ما يسمى ب"نداء تونس". و أخيرا ما جرى في مسيرة "مجالس حماية الثورة " مؤخرا من اقتحام سيارة لجموع المتظاهرين في حادث خطير كاد أن يؤدي إلى نتائج مأساوية . ويهمنا في المكتب الجهوي لحزب المؤتمر من اجل الجمهورية أن نؤكد على ما يلي : 1 ) انحيازنا الثابت إلى مطالب جماهير شعبنا بالتسريع في التحقيق الناجز و الكامل لأهداف الثورة و في طليعتها صياغة دستور الجمهورية الديمقراطية و القطع الجذري مع منظومة الفساد و الاستبداد و محاسبة قتلة الشهداء و فتح ملفات المحاسبة و تطهير الإدارة و القضاء و الإعلام و التصدي لعودة فلول التجمع المنحل بأي صيغة وتحت أي لافتة كانت و الإسراع في تفعيل مشاريع التنمية الجهوية المتوازنة و ضمان حق الشغل . 2 ) تمسكنا بالحق في حرية التعبير و التنظم السياسي و دفاعنا المبدئي على الحق النقابي و استقلالية منظمتنا العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل . و في سياق إقرارنا بشرعية الاختلاف و الصراع الديمقراطي يهمنا أن نذكر بان المرحلة الحالية التي يمر بها المسار الثوري تقتضي التوافق على الانتصار إلى أهداف ثورتنا المجيدة و التمسك بما أفرزته الشرعية الشعبية و الثورية كما عبرت عنها انتخابات 23 أكتوبر و اعتبار أن التناقض الرئيسي في هذه المرحلة يبقى هو الفرز بين قوى الثورة مهما اختلفت مشاربها الفكرية و الإيديولوجية من ناحية و قوى الردة ممثلة في بقايا التجمع المنحل و حلفائه من الفاسدين و من انحاز إليهم موضوعيا أو عضويا من ناحية أخرى . ومن هذا المنطلق نعتبر أن المطالبة بتحقيق أهداف الثورة و النضال من اجل الحقوق الاجتماعية و الاقتصادية يقتضي وعي القوى السياسية و النقابية المناضلة بطبيعة التحديات و المخاطر التي تتهدد مسار الثورة حتى لا تختلط الأوراق و لا تتداخل الأهداف النبيلة لهذه النضالات مع مؤامرات المتربصين بثورتنا و الطامحين للعودة من الشباك تحت عناوين الادعاء بفشل الحكومة و الطعن في شرعيتها و ركوب آلام المحرومين واعتماد إعلام فاسد يمارس الشحن و التحريض و نشر الأخبار الزائفة . 3 ) نحذر أعداء الثورة و قوى الردة من الانزلاق بالتجاذب السياسي الحالي إلى متاهات العنف و استغلال التحركات الشعبية المشروعة لبث الفوضى و ترهيب المواطنين و استهداف امن الناس و نطالب بتحقيق دقيق في موقعة السيارة و غيرها من أشكال العنف التي رافقت الأحداث التي شهدتها صفاقس في الأشهر الأخيرة كما ندعو كل القوى السياسية المنحازة لأهداف الثورة إلى سد الطريق أمام كل من يريد الانحراف بالصراع السياسي إلى متاهات العنف و الخلط بين الدفاع عن التعبير و الدفاع عن "المجرمين" و المفسدين الفاسدين و صناع الفوضى كما نهيب بالقوى النقابية و الحقوقية وسائر مناضلي المجتمع المدني بالجهة إلى الناي بمنظماتنا و جمعياتنا الوطنية عن كل أشكال التوظيف "الحزبي" المحكوم بروح التوتر الإيديولوجي المعطل لمسار الثورة و استكمال القطع مع منظومة الفساد و الاستبداد . 4 ) نؤكد حق شباب الثورة في الاحتجاج السلمي على عودة تجمعييي و دساترة و فاسدي الجهة إلى نشاطهم العلني الاستفزازي و نذكر بموقف حزبنا من اعتبار ما يسمى بحزب "نداء تونس" مجرد واجهة لعودة التجمع المنحل الذي حسم فيه الشعب التونسي منذ أعلن بثورته المظفرة أولا ثم من خلال انتخابات 23 أكتوبر رغبته في القطع الجذري مع الدكتاتورية البورقيبيبية و النوفمبرية و ذراعها السياسي و الأمني المتمثل في حزب الدستور و التجمع اللاديمقراطي و نذكر مرة أخرى بتمسكنا في المؤتمر من اجل الجمهورية بضرورة إصدار قانون يمنع كل من شارك في إفساد الحياة السياسية و دعم الاستبداد بتحمله لمسؤولية في التجمع المنحل من المشاركة في الحياة السياسية لمدة لا تقل عن العشر سنوات لتامين مرحلة الانتقال الديمقراطي و عزل كل من تربوا في ثقافة الإقصاء و التآمر و الحكم الفردي. المجد و الخلود لشهداء ثورتنا الابرار الخزي و العار لاعداء الثورة وفلول الفساد و الاستبداد و من تحالف معهم المكتب الجهوي بصفاقس لحزب المؤتمر من اجل الجمهورية الكاتب العام ياسر الرحماني