بطولة العالم للكرة الطائرة: المنتخب الوطني يتكبد الهزيمة الرابعة    عاجل: إحباط محاولة تهريب كمية من الأدوية إلى بلد مجاور بمعبر الذهيبة..    اليوم 28 جويلية: رد بالك تعوم في البلاصة هاذي !    حمام الغزاز: وفاة شاب في اصطدام دراجة نارية بشاحنة خفيفة    أمنية تونسي: نحب نفرح من غير ''لايك'' ونحزن من غير ''ستوريات'' ونبعث جواب فيه ''نحبّك''    عاجل/ نحو الترفيع في قيمة الخطايا المرورية وتشديد العقوبات وسحب رخصة السياقة في هذه الحالات..    إجراءات رقمية جديدة لتسريع الانتفاع بامتياز FCR للتونسيين بالخارج    ''جواز سفر في نصف ساعة'': وزارة الداخلية تعزز خدماتها للجالية بالخارج    نفق بئر القصعة يُغلق اليوم... إليك الطريق البديل!    جهاز الكشف عن تعاطي المخدرات ...يقدر بحوالي'' 5 ملاين''    رابطة حقوق الإنسان تدعو إلى التدخل للإفراج عن التونسي المشارك في سفينة "حنظلة"..    زوجة حاتم العوينى المشارك في سفينة حنظلة تكشف سبب رفضه التوقيع على وثيقة الترحيل    صادم/ تعلقت بزنى محارم..ينشر مقاطع جنسية لأجل المال والمشاهدات على "التيكتوك"..    الصوناد تطلق خدمة الإرساليات الخاصة بفواتير الإستهلاك مجانا    ريال مدريد يشعل الميركاتو: نجوم كبار على باب الخروج وصفقات نارية في الطريق!    سحب رخصة السياقة يعود بقوة...وقانون الطرقات الجديد يدخل حيز التنفيذ قريبًا!    غرامات تصل ل 50%.. علاش مهم تودّع قوائمك المالية قبل الآجال؟    وزارة الداخلية تكشف عن جملة من الخدمات متوفّرة للتونسيين بالخارج..    محرز الغنوشي: ''السباحة ممكنة بالسواحل الشرقية من قليبية الى جرجيس''    الحماية المدنية تحذّر: البحر ما يرحمش...احترم الاعلام    الحماية المدنية تتدخّل لإطفاء 179 حريقا خلال ال24 ساعة الفارطة    بن عروس : زياد غرسة يفتتح الدورة الثالثة والأربعين لمهرجان بوقرنين الدولي    لقاء يجمع سفير أمريكا بتونس بالمخرج التونسي مجدي السميري    تعرف على أسوأ أنواع الفواكه لبدء يومك    شنوة يصير كان تحط اللوز في الماء؟ برشة توانسة ما يعرفوش    رد بالك من التسمم ! هكا تغسل الغلة والخضرة بطريقة صحية ؟    بطولة أوروبا لكرة القدم سيدات: إنقلترا تتوج باللقب على حساب إسبانيا    الجولة القارية الفضية لألعاب القوى بألمانيا: رحاب الظاهري تنهي سباق 2000 متر موانع في المرتبة السادسة    مباراة ودية: الترجي الجرجيسي يفوز على النجم الساحلي    مفزع/ 30 بالمائة من الشباب يقودون السيارات تحت تأثير الكحول..!    تنبيه هام لمستعملي هذه الطريق..#خبر_عاجل    نابل: إنتاج الكروم المعدّة للتحويل يتجاوز 17 ألف طن رغم تراجع المساحات    السلوفيني بوغاتشار يتوج بلقبه الرابع في طواف فرنسا للدراجات الهوائية    في اليوم العالمي لالتهاب الكبد: دعوة وطنية للتوقي من الخطر الصامت    النادي الإفريقي: راحة للاعبين قبل العودة للتمارين    تركيا: حرائق الغابات تقترب من رابع أكبر مدينة في البلاد    بعد السيطرة على "حنظلة".. الخارجية الصهيونية تصدر بيانا    محمد عساف في مهرجان قرطاج: "هنا نغني كي لا نصمت، نغني كي لا تنسى غزة"    تحذيرات من البحر: حالتا وفاة وشاب مفقود رغم تدخلات الإنقاذ    تتغيب عنه الولايات المتحدة.. المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية ينطلق في نيويورك بمشاركة واسعة    قيادي في "حماس" يدين إنكار ترامب لوجود مجاعة في قطاع غزة    طقس اليوم.. درجات الحرارة في ارتفاع طفيف    بطولة إفريقيا للكاراتيه: محمد عياط ووفاء محجوب يُهديان تونس ميداليتين ذهبيتين    صيف المبدعين ..الكاتب سامي النّيفر .. حقول اللّوز الشّاسعة وبيت جدّي العامر بالخيرات    تاريخ الخيانات السياسية (28).. نهاية بابك الخُرّمِي    استراحة صيفية    في مهرجان الحمامات الدولي .. وائل جسار يبهر الجمهور    تحذير    اليوم: غلق نفق محول بئر القصعة    ماذا حدث على ركح رباط المنستير؟    القصرين: صابة قياسية وغير مسبوقة من الفستق    مؤشر الشمول المالي 2025: ارتفاع قياسي في عدد مالكي الحسابات المصرفية والمالية    مختصة: التغذية المتوازنة تقي من الإصابة بعدد من الأمراض النفسية..    كوكو شانيل: وقت قالت ''الأناقة هي الرفض''...شنوّت تقصد وكيفاش المرأة التونسية تطبّق هذا الشعار؟    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    بلدية تونس تنظم الجائزة الكبرى لمدينة تونس للفنون التشكيلية 20َ25    عاجل/ التحقيق مع أستاذة في الفقه بعد اصدار فتوى "إباحة الحشيش"..    يوم غد السبت مفتتح شهر صفر 1447 هجري (مفتي الجمهورية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ميانمار تستصرخ وتستغيث د. مصطفى يوسف اللداوي
نشر في الفجر نيوز يوم 24 - 04 - 2013

بعيداً في أقصى جنوب شرق آسيا، وبصوتٍ خافتٍ ضعيفٍ لا يكاد يُسمع، ولا تبين كلماته من أنات الألم وآهات الوجع، من تحت الأنقاض، ومن داخل المسالخ والمذابح، ومن بين الأزقة المهدمة، وبقايا البيوت المخربة، ومن بين أصوات الرصاص، ووقع الفؤوس، وضربات السكاكين والسيوف، يستغيث مسلمو ميانمار، ويجأرون إلى الله بالدعاء، يسألون المسلمين النصرة، ويطلبون من المجتمع الدولي النجدة، ومن كل أصحاب الضمائر الحية الوقوف معهم، فقد ساءت أحوالهم، وقتل رجالهم ونساؤهم، وحرقت بيوتهم، وسرقت ممتلكاتهم وحاجياتهم البسيطة، فلا شئ من آثارهم قد سلم، ولا بيت من بيوتهم قد بقي، كل شئ قد نُسف ودُمر، بحقدٍ ولؤمٍ لا يعرفه الإنسان، وكرهٍ وعنفٍ لا يملكه الحيوان.
في أحياء ميانمار يُشنق الأطفال، ويعلقون على الأعمدة والنوافذ، وتتدلى أجسادهم من السقوف، تلتفُ على أعناقهم الصغيرة اللدنة، حبالٌ خشنة، مفتولةٌ بالحقد، ومجذولةٌ بالشر، يخنقون أنفاسهم، يحرمونهم من الحياة، يحرقونهم وهم أحياء، يقطعون أوصالهم، يستأصلون أعضاءهم، يعبثون بأجسامهم تمزيقاً وبقراً وتقطيعاً، لا تأخذهم بهم رأفةٌ ولا رحمة، رغم أنهم أطفالٌ صغار، أولادٌ وبنات، لا يعرفون من الحياة شئ، حتى براءة الأطفال التي كانت لهم، قد نزعوها منهم، حرموهم من طفولةٍ طاهرةٍ بريئة، لا تحمل الحقد ولا الكره، ولا تعرف الشر ولا الضرر، ولكنهم وأدوا طفولتهم، وقتلوا براءتهم، وتعمدوا نشر صورهم وهم يعضون على ألسنتهم نتيجة الحنق، أو تسيل الدماء من أطرافهم وهم يحاولون رفض الشنق، ومقاومة الموت.
بناتنا في ميانمار تنتهك أعراضهن، ونساؤنا يصرخن وهن على فراش الهتك قبل القتل، أيا أيها المسلمون أين أنتم، وا إسلاماه أنقذونا، أغيثونا، كونوا معنا، امنعوا السيف الذي يقطع أوصالنا، انزعوا من أيديهم الخنجر المغروس في أجسادنا، أطفئوا النار التي تخرج من بطونهم كاللهب، وترمي بنارها كالشرر، تحرق وتدمر، أوقفوا أقدامهم التي تدوس كالفيلة، وتخرب كالعير، فأقدامهم قد ساخت في بطوننا، وأرجلهم قد لونتها دماؤنا، وبقايا أجسادنا قد علقت بأجسامهم، وهم يفرحون بما يرتكبون، ويطربون لما يسمعون، ولا يأبهون لأحد، ولا يخافون من منتقم، ولا يتوقعون أن يهب لنجدة المسلمين معتصم، فقد أيقنوا أن معتصم هذا الزمان، قد أصابه النعاس، أو نال منه التعب، فخلد إلى النوم، أو أصابه هو الآخر الموت، فأوغلوا في القتل، وبالغوا في التعذيب والطرد والتطهير.
في ميانمار ترتكب اليوم جريمةٌ كبيرة، لم يعرف العالم مثلها من قبل، ترتكبها الحكومة البورمية، ويقوم بها الجيش، وينفذها مواطنون بوذيون حاقدون، يكرهون الإنسان، ويحقدون على المسلم، ويحاربون شهادة التوحيد، ويريدون أن يطفئوا كلمة الله، وأن يقتلوا حفظة كتاب الله، وأن يخرسوا الأصوات التي تنطق ب"لا إله إلا الله"، فلا تصدقوا أن الحكومة هناك تمنع أو تصد، إنها تفتك وتقتل، ولا تصدقوا أنها تحمي وتدافع، إنها تعتدي وتقاتل، فلا تقبلوا منها تبريراً أو تفسيراً، ولا تقدروا لها حجة أو تسمعوا منها قصة، فلا يبرؤها من الجريمة اعتذار، ولا يطهرها محاولة استدراك، فقد قتلوا وطردوا مئات آلاف المسلمين، ومازلوا على دمويتهم يمضون، ينفذون بخطةٍ ومنهج، ويقتلون برغبةٍ ونهم، تزيدهم الدماء المسفوكة وحشية، وتعمق أصوات الاستغاثة لديهم الحقد والكره الدفين.
العالم كله يشهد هذه الجرائم ويرصدها، ولكنه يقف أمامها عاجزاً ولا يحرك ساكناً، وقد كان بإمكان المجتمع الدولي أن يتحرك نصرةً لهم، وأن يوقف المجازر التي ترتكب بحقهم، فهو لا يحتاج إلى دليل، ولا تعوزه قرينة، فكل الجرائم ترتكب في ميانمار في وضح النهار، وبعلم واعتراف السلطة الحاكمة، فإلام الصمتُ وحتى متى، فلا بد من تحركٍ فاعل، وإرادةٍ صادقة، ترغم الحكومة وتجبرها على التراجع والكف عن هذه الممارسات الدموية، علماً أن ما قد لحق بالمسلمين كثير، وأكثر بشاعةً وفظاعةً من الخيال، فلا يعوضهم عنه اعتذار، أو توقفٌ عن أعمال القتل، فالخسارة أكبر من أن تعوض، وأعظم من أن تستدرك، فقد طالت المسلم ودينه، ودمرت بيته ومدرسته ومسجده، وحرقت قرآنه ومزقت كتبه، وهدمت مقابره واعتدت على حضارته.
ألا ترى الصين ما يجري بالقرب منها، وعلى حدودها وفي مناطق نفوذها، وهي التي ترعى حكومة ميانمار وتساندها، وتشترك معها في تجارةٍ واستثمار، وترتبط معها بمصالح ومنافع، ألا ترى وهي واحدة من القوى العظمى المنوط بها حفظ السلم والأمن الدولي، وصيانة حقوق الإنسان وضمان عدم الاعتداء على معتقداته، أن ما يجري من حليفها في ميانمار إنما هو جريمة كبيرة، واعتداءٌ غاشمٌ على الإنسان، ألا تملك القدرة على وقف الظلم، ومنع القتل، والانتصار للقيم الإنسانية التي تدعو لها، إنها وروسيا واليابان ودول العالم التي تدعي الحضارة والمدنية والتطور، إنهم جميعاً شركاء في الجرم، ومسؤولون أمام العالم عما يجري في هذه البقعة الصغيرة المجاورة لهم، ضد مسلمين ضعفاء، ومواطنين عزل من كل سلاح، فعليهم أن يتحركوا بسرعة لوقف الجريمة، وإعادة الحقوق لمسلمي ميانمار، وضمان الأمن لهم في المستقبل.
أيها المسلمون لا تنسيكم همومكم الخاصة محنة إخوانكم المستضعفين في ميانمار، ولا تنشغلوا عنهم بمشاكلكم، فهم لم يتخلوا يوماً عنكم، ولم يتأخروا عن نصرتكم، فرغم فقرهم فقد كانوا لمقاومتنا يتبرعون، ورغم جوعهم فقد كانوا تضامناً معنا يضربون ويصومون، ورغم القهر فقد كانوا نصرةً لقضايانا يتظاهرون ويعتصمون، وهم عنا بعيد، لا يصيبهم من عدونا سوء، ولا يلحق بهم منه شرٌ ولا ضرر، وهم يتطلعون إلى اليوم الذي يدخلون فيه المسجد الأقصى، مقاتلين من أجله، وعاملين على تحريره، ليكونوا يوماً ممن أكرمهم الله سبحانه وتعالى بالصلاة فيه، فثورا لأجلهم، وانتفضوا نصرةً لهم، وكونوا لهم سنداً يقويهم، وعوناً يرفع عنهم الظلم، ويوقف فيهم القتل.
بيروت في 24/4/2013


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.