الكاتب هو الدكتور مصطفى يوسف اللداوي من سكان مخيم جباليا بقطاع غزة، سبق وأن أعتقل في السجون الإسرائيلية تسعة مرات، وهو مبعدٌ سابق من سجن غزة المركزي إلى جنوب لبنان مطلع العام 1991، وله العديد من المؤلفات التي تتناول الصراع العربي الإسرائيلي، وهو كاتبٌ منتظم يكتب باستمرار عن شعبه وقضيته، ويحاول أن يغوص في أسرار العدو ويكشف عن سياساته وممارساته، في الوقت الذي لا يغيب قلمه عن القضايا العربية والقومية، وهموم الإنسان العربي من المحيط إلى الخليج. الأسرى والمعتقلون بين دفتي كتاب الأسرى الأحرار صقورٌ في سماء الوطن، كتابٌ جديد للدكتور مصطفى اللداوي، من إصدار دار الفارابي اللبنانية في بيروت، يتناول قضة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية، ويعتبر الكتاب مرجعاً شاملاً لحياة الأسرى والمعتقلين، حيث جاء في مجلدين كبيرين، حويا أشياء كثيرة تتعلق بالحياة الاعتقالية في السجون الإسرائيلية. وقد اعتمد الكاتب في كتابه "المنهج الوصفي" حيث استعرض الجوانب العامة لحياة الأسرى، المعلنة والخفية، القديمة والجديدة، التي كانت واندثرت أو التي بقيت وتطورت، واستعرض في وصفٍ دقيق غير ممل ما يواجهه الأسرى والمعتقلون من ما قبل مرحلة الاعتقال حتى ما بعد مرحلة الحرية، في تصويرٍ دقيقٍ، يحمل القارئ إلى داخل أسوار المعتقلات، وخلف جدران الزنازين، وإلى داخل عنابر وأقسام السجون. ولعل المعتقلون يجدون في هذا الكتاب جديداً، غير الأحداث التي مرت عليهم، فليس كل ما بين دفتي هذا الكتاب قد مر على كل سجينٍ ومعتقل، ولكنه بمجموعه وشموليته قد مر على جميع الأسرى والمعتقلين، ولعل القارئ الذي كان أسيراً سيجد نفسه بين ثنايا هذا الكتاب، بل إن ما سيقرأه سينعش ذاكرته، وسيعود به إلى السنوات التي قضاها خلف القضبان، والتي ربما نسي بعض تفاصيلها في خضم الحياة، في الوقت الذي يساوي فيه الكاتب بين جميع الأسرى، حيث تعمد ألا يذكر اسم أسير، أو يغفل آخر، فقد جاء الكتاب في جزئيه خالياً من أي اسم، لئلا يعظم اسير ويهمل آخر، وإنما هم متساوون جميعاً في القدر والقيمة والدور والأجر. إنه كتابٌ جامعٌ، يوثق الأحداث والعادات، يجسم الغرف، ويعيد بناء الخيام، ويصور بدقة الأسلاك، ويرصد سلوك الأسرى، والعلاقات البينية بينهم، ويصور معاناتهم، ويكشف عن أمراضهم، ويضع القارئ أمام العنجهية الإسرائيلية في معاملة الأسرى المرضى والمعوقين، ويبين أصناف الأسرى وفئاتهم العمرية من الرجال والنساء والأطفال، ويعرض لأسرى القدس وابناء الأرض المحتلة عام 1948، ويوثق الأسرى العرب إلى جانب الأسرى الفلسطينيين، ويسجل معاناتهم المضاعفة، واحساسهم المضاعف بالعذاب، والسبل التي يقوم بها الفلسطينيون للتخفيف عنهم، وتعويضهم عن أهلهم وأسرهم. كما يرسم الكتاب صور التحدي، وأمارات الرجولة والبطولة، في سير الأسرى الأبطال وصمودهم الأسطوري أمام مختلف وسائل التعذيب، ويوثق نضالهم داخل السجون، وإدارتهم للعمل الوطني من خلف الجدران، ومبادراتهم للإصلاح والوحدة ورأب الصدع، والرسائل التي يرفعونها للقادة والزعماء، ومتابعتهم للمناسبات والأيام الوطنية، بل إدارة بعضهم للعمل العسكري، وتوجيههم للخلايا والمجموعات المقاتلة، وقيامهم بربط العناصر، وإحياء الخلايا الميتة، والتنسيق بين مختلف المجموعات في كل المناطق الفلسطينية. يبين الكتاب ملاحم الإضرابات العظيمة التي خاضها الأسرى، ويشرح وسائل خوضها، وسبل استمرارها، وكيفية المفاوضات التي تجري مع إدارات السجون، والأهداف التي تعلن، والانجازات التي يكتسبونها وينتزعونها من السجان الإسرائيلي، في رصدٍ دقيقٍ لما تم تحقيقه، وما عجزوا عن انتزاعه، ويقف أمام مضاعفات الإضراب، وحالات الاستشهاد التي وقعت، لكنه يبين ايضاً اشكال الإضراب الأخرى غير الإضراب عن الطعام. ويتعرض الكتاب إلى الحياة الأكاديمية الكاملة التي شكلها الأسرى والمعتقلون على مدى سنوات الاعتقال الطويلة منذ النكبة وبعد النكسة، ويستعرض المعاناة التي واجهها الأسرى خلال مسيرة التعليم والدراسة، والعقبات التي وضعتها إدارة السجون للحيلولة دون استكمالهم للدراسة، أو رفع مستواهم العلمي والثقافي. ويتناول الكتاب بدقةٍ متناهية أدوات التعذيب الإسرائيلية المختلفة، ومفردات التعذيب الجديدة والمبتكرة، ويتحدث عن أدوار المحققين والحراس والجنود والمجندات، ويتعرض إلى تركيبتهم النفسية، ودوافعهم الداخلية، والعوامل المؤثرة في سلوكهم تجاه الأسرى والمعتقلين، ولا يغفل الكاتب استعراض ظاهرة العملاء والجواسيس وغرف العصافير وأجهزة فحص الكذب، والأفخاخ والشباك الأمنية الإسرائيلية التي تستهدف الإيقاع بالأسرى وإجبارهم على الاعتراف. ولا يغفل الكاتب المحاكمات الإسرائيلية، والأحكام المختلفة التي تفرضها المحاكم الإسرائيلية عليهم، ويتحدث عن حقوق الاستئناف والصفقات التي تتم بين الدفاع والنيابة، في بيانٍ شافٍ لمعاناة المحامين الفلسطينيين، وحرمان الأسرى من حقوقهم في الدفاع وفي أن يكون لهم محامي يدافع عنهم، ويبين أشكال الاعتقال الإداري، وسبل التجديد، والجهات التي تملك حق التمديد، كما يتطرق إلى موضوع الإبعاد ويبين التأصيل الإسرائيلي له، ويفصل حالة الإبعاد الأكبر التي تمت إلى مرج الزهور اللبنانية، بالإضافة إلى مبعدي كنيسة المهد في بيت لحم. أشياء كثيرة سيجدها القارئ خلال استعراضه للكتاب الذي تجاوزت صفحاته في المجلدين أكثر من ألف صفحة، ومما سيجده وسائل الإفراج عن الأسرى، وسبل تمكينهم الحرية، بلغةٍ حماسية، مليئة بالقوة والحيوية، تستشعر العزة، وتتحدث بقوة، وتظهر في ثنياها تباشير الأمل، ودلائل اليقين بأن الحرية ستحقق، وعودة الأسرى إلى بيوتهم مهما طالت فإنها ستكون قريبة. الكاتب وهو الدكتور مصطفى يوسف اللداوي من سكان مخيم جباليا بقطاع غزة، سبق وأن أعتقل في السجون الإسرائيلية تسعة مرات، وهو مبعدٌ سابق من سجن غزة المركزي إلى جنوب لبنان مطلع العام 1991، وله العديد من المؤلفات التي تتناول الصراع العربي الإسرائيلي، وهو كاتبٌ منتظم يكتب باستمرار عن شعبه وقضيته، ويحاول أن يغوص في أسرار العدو ويكشف عن سياساته وممارساته، في الوقت الذي لا يغيب قلمه عن القضايا العربية والقومية، وهموم الإنسان العربي من المحيط إلى الخليج. صورة:http://www.alfajrnews.net/atp/ar/images/newspost_images/kitab-moutafalidaoui2013-.jpg