عندما يحشر الإسلام زيفا وبهتانا في أفكار سلفية أو عمليات ارهابية خولة الفرشيشي عندما يحشر الإسلام زيفا وبهتانا في أفكار سلفية أو عمليات ارهابية طرح المفكر الإسلامي شكيب ارسلان تساؤلا ابستومولوجيا عن أسباب تقدم الغرب وتأخر المسلمين فتنوعت الإجابات واختلفت بين فريق آثر تقليد الغرب و آخر خير العودة إلى جملة البني الفكرية والفقهية التي استخلصها معاصرو الإسلام الأولون كعنوان أول للرجوع المغلق إلى التراث الإسلامي:مؤسسات حكم وحركات دينية وانساق فكرية وتشريعية . هكذا تشكلت ملامح الفكر السلفي الذي حول النص إلى سلطة قمعية تخرس صوت كل ناقد متهما بتهم عدة كالزندقة والهرطقة والى ما غير ذلك من مفاهيم التكفير... و تجد هذه الأفكار السلفية رواجا كبيرا في أوساط الشباب والفئات الشعبية وبعض الحركات الأصولية المتطرفة نتيجة تسلط الأنظمة الحاكمة والانغلاق السياسي الذي يحرم الشباب من المشاركة الحرة والمستقلة في الحياة العامة إضافة الى سياسة التجويع والتفقير:كثرة الضرائب وغلاء المعيشة. و ساهمت استقالة المعارضة ومكونات المجتمع المدني عن أدورها الرئيسية في انتشار الأفكار الاسلاموية الجديدة. فقد بقيت القوى و المؤسسات التقدمية و الديمقراطية نخبوية و لم تتمكن من الامتداد إلى الشارع واكتفت بنضال المقرات والصحف ولم تقدم برامج حقيقية بديلة للواقع يجدها الشباب ملبية لقناعاته ولطموحه. لقد امتدت في شارعنا نظرة ماضية تجسدت في الدعوة إلى إحياء التراث كمؤسسة سياسية واقتصادية واجتماعية و يقدم بعض دعاة إحياء التراث دعواهم بشعارات مختلفة:الإسلام هو الحل,وكل محدثة بدعة في أطار تشويه الحداثة ومنجزاتها . هنا نطرح السؤال الاتي: هل نستطيع فعلا التصدي لظاهرة الأفكار السلفية بأخرى عقلانية تقدمية دون أن نتجرد من الإسلام دينا يحث على قيم العقل والتسامح والتعايش السلمي بين الديانات والحضارات وتاريخنا الإسلامي يشهد على ذلك ؟. أتصور من موقعي كشابة مسلمة عربية أن امتلاك الدين كوسيلة سياسية يضر كثيرا الدين نفسه ويحشره في متاهات الإرهاب والشمولية رغم براءته من ذلك فكلنا مسلمون ولا نحتاج إلى أوصياء ووسطاء بيننا وبين الله سبحانه وتعالى لذلك وجب علينا فصل الدين عن السياسة. وان تتقدم جميع الأحزاب ببرامج سياسية بحتة وان تبتعد عن توظيف الدين في مقترحاتها دون أن تفصله من دائرة الهوية للمواطن والوطن مع مراعاة الأقليات الدينية الأخرى ورعايتهم وفق ميثاق الحقوق و الواجبات وهكذا لا يتاجر بالدين أحدا سواء السلطة أو المعارضة . وبالتالي يصبح الدين أداة تنويرية خاصة أن تاريخنا الإسلامي يحمل الكثير من الجوانب المضيئة ويكفينا فخرا ان ابو ذر وسلمان الفارسي وعلي بن طالب مسلمون ومواقفهم من قضايا العدالة والمساواة مواقف تقدمية رغم الحقبة التاريخية التي عاشوا فيها بل تتجاوز مواقفهم تلك بعض مواقف النخب العربية المعاصرة التقدمية جدا... إن طرح إشكالية التراث والعودة إليه في وقتنا الراهن كمؤسسة سياسية ارتدادا عن العقل وذلك لان التجربة السياسية كانت وليدة ظروف موضوعية انتهت بانتهاء التجربة ولا فائدة من التعسف على ظروفنا الموضوعية الحالية التي لاتحتمل ولادة تجربة ماضية وإقناع الشباب بجدوى هذه الأطروحة لا يكون إلا بإشراكه في مشروع تنويري وطني يقوم على قراءة التراث الإسلامي من جوانبه السياسية قراءة خارجية تسعى الى المساهمة في إعادة صياغة الماضي برؤية نقدية ومجردة .ونكون قد حققنا الامان من الانزلاق في متاهات الإرهاب والأصولية المتطرفة . وننقذ شبابنا من الاستقالة الفكرية والسياسية ونشركه في عملية التنمية دون إقصاء أو تهميش وبالتالي نحمي منجزات ومكتسبات الحاضر كعلمانية الدولة وفصل الدين عن السياسة وتثبيت شبابنا على هويته العربية الإسلامية وهنا تحصل المصالحة الحقيقية بين ارثنا و حاضرنا ونكون قد حمينا دين الإسلام من تهم الإرهاب والتطرف. فهل تتجاوز السلطة والمعارضة الخلافات من أجل مشروع مشترك ينقذ شبابنا ويرتقي بوطننا؟ خولة الفرشيشي