العلماء هم ورثة الأنبياء أفرزت الحرب الصهيونية على غزة نوعين من العلماء : علماء مجاهدون عاملون يتقدمون الصفوف و يوجّهون الجماهير و يستنهضونها و يواجهون جور الحكام و خياناتهم و عمالتهم لأعداء الأمة واضعين نصب أعينهم حديث رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم : " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر " و رافعين لافتة كبيرة عنوانها : " من أصبح و لم يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم " و بذلك بذلوا كل الجهود المادية و المعنوية لنصرة أهلنا في غزة و تحركوا في كل الإتجاهات لنصرة المقاومة و دعمها حتى تحقق الإنتصار بإذن اللّه على العدو الصهيوني .... أما الصنف الثاني من العلماء فقد اختار الركون إلى الدعة و الوقوف على الربوة و موالاة الحكام في تخاذلهم و خيانتهم لقضية الأمة الإستراتيجية و عزلوا أنفسهم عن الجماهير المسلمة و أصبحوا مجرد أرقام لا قيمة لها فلم ينالوا من مواقفهم تلك إلا الخسران المبين و لله الأمر من قبل و من بعد .... ------------------------------------------------------------------------ المقاومة .... ثم المقاومة ..... ثم المقاومة ... سكتت مدافع الدبابات الصهيونية و توقفت القنابل الفسفورية عن الإنهمار على رؤوس السكان الآمنين في غزة و أعلنت المقاومة الفلسطينية انتصارها في هذه الجولة من المعارك مع الصهاينة في انتظار - ربما - جولات أخرى طالما أن الإحتلال لم يندحر وهو ما يجعلها في استعداد دائم و استنفار متواصل و لا تعني استراحة المحارب أن المقاومة قد توقفت إذ هي تبرز في أشكال أخرى ثقافية و إعلامية و اجتماعية و سياسية و اقتصادية و لا تقتصر على أهلنا في غزة بل تشمل كل أبناء الأمة العربية الإسلامية من جاكرتا إلى الرباط و أينما وجد إنسان عربي أو مسلم لأن الصراع متواصل و الجهاد ( بمفهومه الشامل ) ماض إلى يوم القيامة فلا مجال للإستكانة و لا مجال للقعود 1 – المقاومة الثقافية : بتنشيط الإنتاج الفكري و الثقافي و دعم الأقلام الموهوبة و توظيف المسرح و السينما و التظاهرات الثقافية لخدمة قضايانا و التعريف بواقع الأمة السياسي و الثقافي و الإجتماعي و مواجهة الحملات المعادية بطريقة علمية و تخطيط محكم و ناجع 2 – المقاومة الإعلامية : بتعبئة مختلف وسائل الإعلام من صحف و إذاعات و قنوات تلفزية و مواقع انترنت للتعريف بقضايانا و فتح قنوات الحوار لتدارس مشاكل الأمة و قضاياها المصيرية و تيسير التواصل بين أهل الإختصاص للإرتقاء بواقع الأمة حاضرا و مستقبلا 3 – المقاومة السياسية : من خلال رفع شعار " الحرية السياسية " و العمل على تحقيقه في واقع بلداننا حتى نظفر بانتخابات حرة و نزيهة و مؤسسات سياسية تعكس طموحات شعوبنا لأنه بدون حرية سياسية لا يمكن أن نتقدم و لا بد كذلك من نشر ثقافة حرية التعبير التي تعتبر الحجر الأساس لمقاومة الدكتاتورية و التسلط 4 – المقاومة الإجتماعية : بالإنحياز إلى صف الجماهير التي يعاني جزء كبير منها من الأمية و الفقر و البطالة و الظلم و لابد في ذلك من إحياء قيم التآزر و ترسيخ سلوكيات التضامن حتى نكون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمّى فلا بد أن تتكثف الجمعيات الخيرية و الطوعية لنجدة الضعفاء و المحتاجين و لا بد أن يتدعم النشاط النقابي حتى يكون نصيرا للعمال و الموظفين في مواجهة مظالم بعض أصحاب العمل ممن يهضمون حقوق العمال 5 – المقاومة الإقتصادية : بإعطاء الأولوية لمنتوج الدول العربية الإسلامية و مقاطعة كل الشركات و المؤسسات الأجنبية التي تدعم الكيان الصهيوني أو تتعامل معه و أصحاب رؤوس الأموال الذين يعادون الأمة العربية الإسلامية و شعوبها و ثقافتها و يشمل ذلك البنوك و المصانع و الشركات و المؤسسات الإعلامية و الثقافية و لا بد من الإشارة إلى أهمية تبادل التجارب و الخبرات بين مختلف مكونات الأمة العربية الإسلامية و في جميع المجالات خاصة و أن وسائل الإتصال الحديثة من قنوات فضائية و هاتف جوال و خاصةالإ نترنت قد سهّلت عمليات التواصل و نقل المعلومة و الصوت و الصورة بسرعة الضوء حمزة المورالي طالب - تونس - الخميس 22 جانفي 2009
------------------------------------------------------------------------ معركة غزة ..... و الطابور الخامس .... سمحت معركة غزة التي خاضها المجاهدون بكل اقتدار في مواجهة آلة الحرب الصهيونية المدعومة أمريكيا و أوروبيا بفضح العديد من الأطراف المرتبطة بالمشروع الصهيوني الإمبريالي السائر في ركب الإستعمار الجديد في تناقض تام مع مصالح الأمة العربية الإسلامية و قد عملت هذه الأطراف من خلال انبثاثها في العديد من وسائل الإعلام المكتوبة و السمعية و المرئية و كذلك المتواجدة منها في بعض الجمعيات و المنظمات و المؤسسات إلى التشويش على الأداء المتميز للمقاومة و ما حققته من انتصارات على العدو الصهيوني و في نفس الوقت سعت بكل ما أوتيت من إمكانيات و وسائل و علاقات و تأثير في صنّاع القرار إلى بث حالة الوهن و الإستسلام و الخنوع و التأكيد على أنه لا قبل للمقاومة و من يدعمها من أبناء الأمة المخلصين بمواجهة الصهاينة المتفوقين عسكريا و حاولوا بكل ما أوتوا من قوة طمس حقيقة أن " إرادة الشعوب من إرادة الله و إرادة الله لا تقهر " و أن الإحتلال مهما طال فهو إلى زوال و قد قهرت أمم و شعوب عديدة عبر تاريخ الإنسانية الطويل جيوش جرارة لم تستطع أن تخمد فيها جذوة المقاومة و قد دحرت الأمة العربية الإستعمار العسكري الفرنسي و البريطاني بإرادة فولاذية تمسّك بها أبناء الأمة دون أن تلين لهم قناة لدرجة أن الإستعمار الفرنسي ظل يمنّي نفسه باحتلال الجزائر الحبيبة إلى الأبد و لكنه لم يستطع أن يركّع شعبنا الجزائري البطل على مدى 132 سنة ( 1830 - 1962 ) و قدّم القوافل تلو القوافل من الشهداء تجاوز عددهم المليون و نصف المليون و قد ارتكب الإستعمار الفرنسي مجزرة رهيبة سنة 1945 سقط خلالها في يوم واحد أكثر من 000 45 خمسة و أربعين ألف شهيد .... و بعد كل تلك التضحيات نال الشعب الجزائري استقلاله الذي ظل و لا زال غصّة في حلوق المستعمرين ..... هذا هو التاريخ الذي يريد الطابور الخامس أن يطمسه و يلغيه من كتب التاريخ المقرّرة في المدارس و الجامعات و من التداول في وسائل الإعلام حتى ينشأ جيل فاقد للهوية و للحصانة العقائدية و الفكرية و له القابلية الكاملة للإستعمار الثقافي و الفكري و من أكثر الجمعيات الناشطة في إطار هذا الطابور الخامس الماسونية العالمية و النوادي المرتبطة بالصهيونية على مستوى عالمي وهي نوادي " الروتاري " و " الليونز " و " الكيوانيس " و نوادي " البحر الأبيض المتوسط "
Rotary club - kiwanis club - lyon's club - club mediterranee و تتواجد هذه الجمعيات في أغلب البلدان العربية و الإسلامية خاصة منها المصنّفة في القاموس الغربي بأنها " معتدلة " و يضاف إليها منظمة " شهود يهوه " التي تنشط في تونس و المغرب و لبنان و العديد من البلدان العربية الأخرى و تحاول استدراج الشباب و حتى الكهول للتخلي عن الإسلام و تبني معتقداتها الفاسدة و كذلك " يهود الدونمة " الذين ساهموا بدسائسهم و مؤامراتهم و نفاقهم من خلال إدعائهم بأنهم مسلمون من إسقاط الخلافة العثمانية بإسطنبول سنة 1924 و لازال لهؤلاء بعض التأثير في بعض الأوساط التركية و يساهمون في ربط الصلة بين العديد من المنظمات المنحرفة و الكيان الصهيوني أما الجمعيات المنحرفة الهدّامة الأخرى و التي نشأت كلها في شبه القارة الهندية و إيران خلال القرن التاسع عشر و أخذت تنتشر و تتمدّد في إفريقيا و بعض البلدان العربية فيأتي على رأسها " البهائية " التي تعتبر أخطر فرقة باطنية منحرفة زاد انتشارها خاصة بعد انتصار الثورة في إيران بسبب محاصرتها و ملاحقة أنصارها ففرّعدد كبير منهم إلى مصر و تونس و المغرب و لبنان و أخذوا يبثون عقيدتهم الباطنية الفاسدة خاصة في أوساط الشباب و وقع في حبالهم العديد منهم و يحضى هؤلاء بشبه حصانة بسبب ارتباط أنظمة البلدان التي يتواجدون بها بالغرب و وجود حتى بعض المسؤولين السياسيين و الإعلاميين كأعضاء فيها مع العلم أن المقر الرئيسي لهذه الفرقة الضالة يوجد تحت حماية دولة الكيان الصهيوني في جبل الكرمل بمدينة " حيفا " الفلسطينية ... و إضافة للبهائية توجد فرق منحرفة أخرى وهي " القاديانية " و " الأحمدية " و " الإسماعيلية " التي لقيت و تلقى دعما ماديا و إعلاميا من أعداء الأمة بهدف تشويه الإسلام و عقائده و بث روح الوهن و التخاذل في صفوف أبنائه و يندسّ عدد كبير من أنصار هذه الفرق الضالة المنحرفة في العديد من المواقع المؤثرة و تشترك كل هذه الجمعيات و المنظمات المنضوية تحت لواء الطابور الخامس في مسألة رئيسية وهي إنكار الجهاد و بالتالي تدعو إلى الإستسلام و القبول بما يمليه الإستعمار الجديد على مجتمعاتنا باحث في التاريخ الحديث المهدية في 20 جانفي 2009