القدس(ا ف ب)الفجرنيوز:مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية "الاسرائيلية" يتبادل المرشحون الهجمات بشراسة بعدما حجبت الحرب على قطاع غزة الحملة الانتخابية وتعوض اللوائح الكبرى عن الوقت الفائت بتشديد لهجتها على وقع صور وشعارات مدوية.وتجتاح شبكات التلفزيون منذ بضعة ايام اعلانات انتخابية للاحزاب ال33 المتنافسة في الانتخابات التشريعية المقررة في العاشر من شباط/فبراير لتشكل الشاهد الوحيد الحقيقي على الحملة الانتخابية الجارية وسط لامبالاة عامة. وتشهد البلاد تراشقا محتدما منه ان "نتانياهو كان اسوأ رئيس وزراء في تاريخ اسرائيل" وان "ليفني غير مؤهلة للمنصب" ولو ان خبراء الحملة الاستراتيجيين يعلمون ان تأثير هذه الشعارات سيكون هامشيا. ويسعى حزب كاديما (وسط اليمين حاكم) للتصدي لتقدم الليكود (يمين) وزعيمه بنيامين نتانياهو الذي تولى رئاسة الحكومة بين 1996 و1999 مرددا "لا يمكن الوثوق به". ويصور كاديما في اعلاناته نتانياهو كشخص عصبي متوتر ومنافق ويورد تأكيدا على ذلك تصريحات ادلى بها في الماضي وتبين انها عارية عن الاساس عارضا في الوقت نفسه في الاعلان جهازا لكشف الكذب يرسم تذبذبات عالية. ويرد الليكود حاملا بالعنف ذاته على تسيبي ليفني زعيمة حزب كاديما والمنافسة الرئيسية لنتانياهو. ويعتبر الحزب في اعلانه "انها ليست مؤهلة للمنصب" عارضا صورة لوزيرة الخارجية تحني رأسها وتخبئ وجهها بيدها وكأنها محبطة امام حجم المهام. غير ان حجة نتانياهو الرئيسية تبقى مداخلة تلفزيونية قام بها عام 2005 وانتقد فيها آنذاك الانسحاب من غزة وفق خطة وضعها ارييل شارون مؤسس كاديما محذرا من خطر الصواريخ التي "ستصل الى اشدود وعسقلان" في جنوب "اسرائيل". ويختتم الاعلان "من الذي تنبأ عام 2005 بما سندركه لاحقا عام 2009؟ انه نتانياهو". ويبدو في مطلق الاحوال ان الهجوم "الاسرائيلي" على غزة حسم الانتخابات اذ حقق الليكود وحزب "اسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف اللذان يأخذان على الحكومة انها اوقفت الحرب قبل الاوان تقدما كبيرا في استطلاعات الرأي التي تتوقع ان تفوز الكتلة اليمينية بسبعين مقعدا من اصل 120. وقال المعلق السياسي على التلفزيون شلومو يروشلامي ان "هذه العملية العسكرية قتلت الانتخابات. ان رياحا يمينية تهب على البلاد ويبدو ان هذا الاقتراع تحول الى استفتاء على نتائج العملية في غزة". ورأى المرشح العمالي دانيال بن سيمون ايضا ان الحرب بلبلت الحملة الانتخابية وقال "قبل يومين كان الموضوعان المطروحان المجتمع والاقتصاد وفجأة اصبح الامن هو الموضوع المطروح". وقال مختزلا الصورة "اليسار في ضياع واليمين وجد طريقه". ويبدو ان مشاهد الحوادث المسلحة في غزة رغم وقف اطلاق النار وعمليات اطلاق الصواريخ المتفرقة على جنوب اسرائيل تعزز موقع اليمين. ورغم المسائل المهمة المطروحة لا يبدي "الاسرائيليون" اهتماما بهذه الانتخابات التي تدور المنافسة فيها بين شخصيات معروفة سبق وشغلت العديد من المناصب الرسمية. واوضح ياريف بن اليعازر خبير الشؤون السياسية "هناك عدم اكتراث ناتج عن فقدان الثقة بصورة اجمالية في السياسيين وقد بات العديدون يعتبرونهم فاسدين". ولم يحسم حوالى 30% من الناخبين خيارهم بعد ويتوقع المعلقون نسبة قياسية من المقاطعة. وقالت مايا جاكوبز المتحدثة باسم كاديما "اننا نعي اللامبالاة هذه. ومن المقرر ان نقوم بتحركات كثيرة الاسبوع المقبل لتجشيع الناس على التصويت. الحملة يخيم عليها الجمود ونأمل في تنشيطها".