باريس(ا ف ب)الفجرنيوز:حكم القضاء الفرنسي الخميس بالسجن 18 عاما على الالماني كريستيان غانزارسكي بتهمة الضلوع في الاعتداء على كنيس جربة في تونس في نيسان/ابريل 2002.وبعد سبع ساعات من المداولات حكمت محكمة باريس الخاصة المؤلفة من سبعة قضاة و المتخصصة في مسائل الارهاب بالسجن 12 عاما على وليد نوار شقيق الانتحاري التونسي نزار نوار الذي فجر شاحنة مفخخة في كنيس جربة. وادى اعتداء جربة في نيسان/ابريل 2002 الى سقوط 21 قتيلا هم 14 سائحا المانيا وخمسة تونسيين وفرنسيان. وشكل مقتل الفرنسيين مبررا لبدء اجراءات قضائية في فرنسا. وادين غانزارسكي الذي لم يظهر عليه اي رد فعل عند تلاوة الحكم في حقه بتهمة "التواطؤ في جريمة اغتيال" لتلقيه مكالمة هاتفية من نزار نوار قبل ساعات قليلة من الاعتداء و"تشكيل عصابة مجرمين على علاقة بعملية ارهابية" لالتقائه عدة مرات زعماء في القاعدة بينهم اسامة بن لادن في باكستان وافغانستان. وكانت النيابة طلبت انزال عقوبة السجن ثلاثين عاما في حقه مع تثبيت ثلثي الحكم. وادين وليد نوار الذي كان الادعاء طلب حكما بالسجن 15 عاما في حقه مع تثبيت الثلثين بتهمة امداد شقيقه بمعدات بينها اوراق مزورة وهاتف مربوط بالاقمار الصناعية اشتراه في فرنسا. وقالت كاترين كريستينز ابنة احد ضحيتي الاعتداء الفرنسيين للصحافة لدى خروجها من قاعة المحكمة "تم احقاق الحق. حاولنا على مدى خمس سنوات ان نفهم منطق الارهابيين. الليلة نشعر براحة البال". ولم يأخذ قضاة محكمة الجنايات الخاصة باقوال غانزارسكي الذي اكد قبل ان ينسحبوا لاجراء مداولاتهم انه "لم يكن على علم اطلاقا بهذا الهجوم الذي لم يكن موافقا عليه" كما اصر على "الاعتذار مرة جديدة عن امر لم يرتكبه". ورأى محاميه سيباستيان بونو ان الحكم "ليس منطقيا ولا مقبولا". وتساءل "كيف يمكن الا يكون هناك في المانيا عناصر اتهام كافية لاعتقاله في حين يحكم عليه في فرنسا بالسجن 18 عاما؟" مشيرا بذلك الى خضوع غانزارسكي لجلسات استجواب مطولة لدى الشرطة البريطانية قبل ان يتم الافراج عنه عام 2002 في اطار القضية ذاتها. وفي غياب اي عنصر مادي اخر قامت تهمة التواطؤ بشكل تام على الاتصال الهاتفي القصير الذي اجراه الانتحاري بغانزارسكي في منزله في المانيا قبل ساعات من الاعتداء. وكانت اجهزة الاستخبارات الالمانية تتنصت على هاتف غانزارسكي بعدما رصدته وكان نص المكالمة المكتوب وتسجيلها في صلب المحاكمة. واعتبر الاتهام ان هذه المكالمة التي جرى نصفها بالعربية ونصفها الاخر بانكليزية رديئة تشكل دليلا على انه اعطى ضوءه الاخضر ومباركته لعملية كان من مدبريها الى جانب خالد شيخ محمد العقل المدبر لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 والمعتقل في غوانتانامو. غير ان بونو يرى ان تلك المكالمة غير المترابطة التي لم تستمر اكثر من 112 ثانية لا تسمح بالتأكيد بانه كان على اطلاع بما سيقوم به نزار نوار.