الرباط :افادت مصادر شبه رسمية ان عدد ضحايا الاضطرابات الجوية التي عصفت بالمغرب خلال الاسبوع الماضي تجاوزت ال30 ضحية كان اخرهم في الدارالبيضاء حيث لقي 3 اشخاص مصرعهم نتيجة انهيار منزل بالمدينة.وكانت وزارة الداخلية المغربية قد اعلنت مساء الجمعة ان حصيلة ضحايا الاضطرابات الجوية بلغت 22 قتيلا بسبب فيضانات الوديان وانهيار المنازل الطينية، فيما بلغت الخسائر المسجلة في منطقة سيدي سليمان/وسط البلاد في إثر فيضان واد بهت 2252 منزلا غمرته المياه، و328 منزلا آخر تضرر بشكل جزئي و189 انهار بشكل كامل. وفي باقي المناطق غمرت المياه، حسب البلاغ، 220 منزلا وانهار 50 منزلاً منها مبنياً بالطين بشكل كامل، في تازة وفاس مولاي يعقوب، والعرائش وبني ملال وشتوكة آيت باها. وتسببت العاصفة الثلجية في منطقة ازيلال في مقتل ستة أفراد من أسرة شيخ قبيلة 'أوعلي تا' بعد انهيار بيتهم وهم ابن شيخ القبيلة وزوجته وأبناؤه الأربعة، في وقت تحدثت تقارير عن سقوط ضحيتين وحالت العاصفة الثلجية التي تحاصر المنطقة دون نقل القتلى إلى المستشفى بسبب عزلة المنطقة، وإغلاق جميع معابرها ومسالكها. ولقي ثلاثة أشخاص حتفهم في انهيار جدار أحد المستودعات وأصيب شخصان آخران بجروح إثر انهيار سقف منزل بالدارالبيضاء جراء الامطار الغزيرة والرياح القوية التي شهدتها المدينة خلال ال48 ساعة الأخيرة. وأوضح مصدر طبي أن شخصين من بين الضحايا الثلاثة توفيا بقسم المستعجلات للمستشفى الجامعي ابن رشد الذي نقلا إليه إثر إصابتهما بجروح خطيرة في انهيار جدار مستودع خاص بمعدات البناء فيما كان الشخص الثالث قد لقي حتفه في الحادث نفسه قبل وصوله إلى المستشفى. وأصيب عاملان آخران بجراح خفيفة السبت عقب انهيار جزء من سقف منزل في طور البناء بأحد شوارع عمالة مقاطعات البرنوصي بسبب الامطار القوية. كما أدت هذه الامطار، خلال اليوم نفسه، إلى انهيار جزء من سقف منزل مأهول بالسكان يعود تاريخ بنائه إلى سنة 1950، دون أن يخلف ذلك أي إصابات. وكان جزء من فندق 'لنكولن' العتيق بالدارالبيضاء قد انهار يوم الأحد الماضي، دون أن يخلف الحادث أية خسائر بشرية ومادية. وسبق لمديرية الأرصاد الجوية الوطنية أن أعلنت أن الدارالبيضاء عرفت خلال الأيام الماضية تهاطل أمطار مصحوبة برياح قوية قد تصل سرعتها إلى 80 كلم في الساعة. وقالت السلطات المحلية بمنطقة خنيفرة الجبلية أن شخصين لقيا مصرعهما السبت بسبب الأمطار الغزيرة التي عرفتها المنطقة. واوضحت المصادر ان امرأة مسنة لقيت مصرعها إثر انهيار سقف المنزل المبني بالطين الذي تقطنه لوحدها فيما تم العثور على جثة حارس بمريرت على ضفة وادي 'تيغزة'. وكان شخصان لقيا مصرعهما وأصيب آخر بجروح يوم الخميس في انهيار منازل طينية في مناطق قروية بخنيفرة، وذلك جراء الأمطار الغزيرة التي عرفتها المنطقة والتي أسفرت أيضا عن انهيار اسطبل وثمانية منازل بتونفيت، وثلاثة إسطبلات بتيكيوين، دون وقوع ضحايا. وتم يوم الجمعة في منطقة الصويرة العثور على جثتي امرأة وحفيدتها، كان قد أعلن عن فقدانهما بعد أن جرفتهما مؤخرا السيول الناجمة عن مياه الامطار. وأوضح بلاغ للسلطات المحلية أنه تم العثور على جثة المرأة، التي تبلغ من العمر 30 سنة، في حين عثر على جثة الطفلة (ثماني سنوات) بأحد الوديان قرب برج البارود (حوالي 3 كلم من الصويرة). وجرفت السيول في 16 كانون الثاني/يناير الماضي، ثلاثة أفراد من عائلة واحدة وعثر على جثة الأب (36 سنة) بعد تسعة ايام بأحد الوديان. كما أفاد بلاغ للمكتب الوطني للسكك الحديدية أن الامطار القوية بعدة مناطق من المغرب والفيضانات التي عرفتها جهة الغرب أدت إلى توقف حركة القطارات بين سيدي قاسم وطنجة. وأوضح البلاغ يوم السبت أن المكتب عبأ كافة الإمكانيات البشرية والتقنية لاستئناف الحركة العادية للقطارات بمجرد ما تسمح بذلك أحوال الطقس. وتواصل اجهزة الدولة ومنظمات المجتمع المدني تقديم المساعدات لاغاثة سكان منطقة سيدي سليمان (وسط البلاد) التي غمرت المياه بسبب فيضانات وادي بهت حسب المصادر الرسمية الاف الهكتارات فيها واتلفت على الاقل 70 الف هتكار من الاراضي الزراعية. ونتج فيضان واد بهت عن ارتفاع منسوب مياه سد القنصرة بمعدل 114 بالمئة، مخلفا تدفقا للمياه بصبيب تجاوز 300 متر مكعب في الثانية عند المصب، وتجمعت هذه المياه بواد بهت الذي يمر عبر سهل الغرب، مدينة سيدي سليمان والمناطق القروية المجاورة. وتذهب الدولة في بعض المناطق الى فتح السدود خوفا من فيضانات بسبب امتلائها لاول مرة منذ عشرات السنين حيث تراوحت نسبة ملء السدود المائية إلى الخميس الماضي ما بين 30 و105 في المئة. وأفاد تقرير رسمي أن كمية المياه المعبأة بسد الوحدة الذي يعتبر أكبر سد في المغرب، وثاني سد على المستوى الإفريقي بلغت 3 مليارات و663 مليوناً و155 ألف متر مكعب أي بنسبة 99 في المئة، فيما لا تتجاوز الطاقة الاستيعابية للسد 3 ملايين و712 مليون متر مكعب. وأشار التقرير إلى أن مخزون سد إدريس الأول الذي يعتبر بدوره ثالث سد بالمغرب بعد سدي الوحدة والمسيرة قد بلغ ملياراًَ و156 مليوناً و523 ألف متر مكعب أي بنسبة 102 في المئة، في حين لا تتجاوز طاقته الاستيعابية ملياراً و130 مليون متر مكعب، كما بلغ مخزون سد اسفالو 92 مليوناً و781 ألف متر مكعب أي بنسبة 30 في المئة والذي تصل طاقته الاستيعابية إلى 307 ملايين متر مكعب. وأضاف التقرير أن الكمية المخزنة بسد الساهلة الذي يعتبر من السدود المتوسطة بلغت 63 مليوناً و373 ألف متر مكعب أي بنسبة 102 في المئة، في حين لا تتجاوز الطاقة الاستيعابية للسد حوالي 62 مليوناً و22 ألف متر مكعب، فيما بلغ مخزون سد بوهودة 57 مليوناً و742 ألف متر مكعب أي بنسبة 105 في المئة في حين لا تتجاوز طاقته الاستيعابية 55 مليوناً و10 آلاف متر مكعب. وتم تسجيل نسبة ملء تقدر ب7.74 في المئة بسد عبد الكريم الخطابي، كما تم تسجيل 94 في المائة كنسبة ملء بسد الجمعة بنواحي بلدية تارجيست. ويعد الحجم الإجمالي للامتلاء على مستوى إقليم تاونات هو الأعلى على مستوى الجهة التي تبلغ إجمالا 4 مليارات و898 مليون متر مكعب. وأفادت وكالة الحوض المائي لسبو أن سد إدريس الأول بالاقليم سجل إلى غاية يوم الاربعاء الماضي معدل ملء استثنائياً بلغ 102 بالمئة. وأوضح المصدر ذاته أنه للمرة الأولى منذ بدء تشغيله سنة 1973، خزنت هذه المنشأة المائية، والتي تعد ثالث أكبر سد في المغرب (3330 كلم مربع)، موارد مائية بلغت ملياراً و156 مليون متر مكعب. ويخزن سد إدريس الأول، الذي سجل في اب/اغسطس الماضي معدل ملء بلغ نسبة 30 بالمئة، المياه انطلاقا من واد ايناون وواد سبو. وأشارت الوكالة إلى أن هذه الوضعية المائية لها انعكاسات إيجابية على احتياطيات المغرب من الماء وإنتاج الطاقة الهيدرو-كهربائية، مؤكدة أن 'نسبة الملء هاته لا تشكل أي خطر على الساكنة المجاورة'. وقال عبد الكبير زهود الوزير المغربي المكلف بالماء والبيئة إن نسبة ملء السدود بلغت 11 مليارا ونصف مليار متر مكعب، وهي وضعية تشكل استثناء مقارنة مع ما تم تسجيله خلال السنوات الماضية. 'القدس العربي' من محمود معروف:
