تونس تشارك في معرض ليبيا للإنشاء    غرفة القصابين: معدّل علّوش العيد مليون ونص    نيويورك: الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات المؤيدين لغزة    تونس: الإحتفاظ بعنصر تكفيري مفتّش عنه    علم تونس لن يرفع في الأولمبياد    جبل الجلود تلميذ يعتدي على أستاذته بواسطة كرسي.    مهرجان سيكا جاز: تغيير في برنامج يوم الافتتاح    الفيلم السّوداني المتوّج عالميا 'وداعًا جوليا' في القاعات التّونسية    سامي الطاهري يُجدد المطالبة بضرورة تجريم التطبيع    دعما لمجهودات تلاميذ البكالوريا.. وزارة التربية تدعو إلى تشكيل لجان بيداغوجية جهوية    الطبوبي في غرة ماي 2024 : عيد العمّال هذه السنة جاء مضرّجا بدماء آلاف الفلسطينين    عاجل: وفاة معتمد القصرين    انطلاق فعاليات الاحتفال بعيد الشغل وتدشين دار الاتحاد في حلتها الجديدة    بنزرت: وفاة امرأة في حادث اصطدام بين 3 سيارات    اليوم: طقس بحرارة ربيعية    تونس: 8 قتلى و472 مصاب في حوادث مختلفة    البطولة العربية السادسة لكرة اليد للاواسط : المغرب يتوج باللقب    الهيئة العامة للشغل: جرد شركات المناولة متواصل    اليوم: تونس تحيي عيد الشغل    جولة استكشافية لتلاميذ الاقسام النهائية للمدارس الابتدائية لجبال العترة بتلابت    نتائج صادمة.. امنعوا أطفالكم عن الهواتف قبل 13 عاماً    اليوم.. تونس تحتفل بعيد الشغل    اتفاق لتصدير 150 ألف طن من الاسمدة الى بنغلاديش سنة 2024    الليلة في أبطال أوروبا... هل يُسقط مبابي «الجدار الأصفر»؟    الكرة الطائرة : احتفالية بين المولودية وال»سي. آس. آس»    «سيكام» تستثمر 17,150 مليون دينار لحماية البيئة    أخبار المال والأعمال    وزارة الفلاحة تضبط قيمة الكيلوغرام من التن الأحمر    لبنان: 8 ضحايا في انفجار مطعم بالعاصمة بيروت وقرار عاجل من السلطات    موظفون طردتهم "غوغل": الفصل كان بسبب الاحتجاج على عقد مع حكومة الكيان الصهيوني غير قانوني    غدا الأربعاء انطلاقة مهرجان سيكا الجاز    قرعة كأس تونس للموسم الرياضي 2023-2024    اسقاط قائمتي التلمساني وتقية    تأخير النظر في قضية ما يعرف بملف رجل الأعمال فتحي دمّق ورفض الإفراج عنه    تعزيز أسطول النقل السياحي وإجراءات جديدة أبرز محاور جلسة عمل وزارية    غدا.. الدخول مجاني الى المتاحف والمواقع الاثرية    هذه تأثيرات السجائر الإلكترونية على صحة المراهقين    قفصة: تواصل فعاليات الاحتفال بشهر التراث بالسند    وزيرة النقل في زيارة لميناء حلق الوادي وتسدي هذه التعليمات..    تحذير من برمجية ''خبيثة'' في الحسابات البنكية ...مالقصة ؟    ناجي جلّول: "أنوي الترشّح للانتخابات الرئاسية.. وهذه أولى قراراتي في حال الفوز"    الاستثمارات المصرح بها : زيادة ب 14,9 بالمائة    عاجل/ "أسترازينيكا" تعترف..وفيات وأمراض خطيرة بعد لقاح كورونا..وتعويضات قد تصل للملايين..!    مختص في الأمراض الجلدية: تونس تقدّمت جدّا في علاج مرض ''أطفال القمر''    يوم 18 ماي: مدينة العلوم تنظّم سهرة فلكية حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشّمس    مدينة العلوم بتونس تنظم سهرة فلكية يوم 18 ماي القادم حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشمس    إحداث مخبر المترولوجيا لوزارة الدفاع الوطني    أمير لوصيف يُدير كلاسيكو الترجي والنادي الصفاقسي    إصطدام 3 سيارات على مستوى قنطرة المعاريف من معتمدية جندوبة    خبراء من منظمة الصحة العالمية يزورونا تونس...التفاصيل    ربع نهائي بطولة مدريد : من هي منافسة وزيرة السعادة ...متى و أين؟    التوقعات الجوية اليوم الثلاثاء..أمطار منتظرة..    فرنسا تعزز الإجراءات الأمنية أمام أماكن العبادة المسيحية    الخليدية .. أيام ثقافية بالمدارس الريفية    زيادة في أسعار هذه الادوية تصل إلى 2000 ملّيم..    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجموعة مقالات للكاتب:مراد رقية
نشر في الفجر نيوز يوم 20 - 01 - 2008


مجموعة مقالات للكاتب:مراد رقية
مناظرة التأهيل العلمية والادارية في أقسام التاريخ
بالجامعة التونسية،محاكم تفتيش لاهانة الكفاءات الجامعية
التونسية"في أهمية الكفيل العلمي وتكريس الاذلال الممأسس"
لقد أقام فشل عديد الزملاء في اجتياز هذه المناظرة الدليل بما لم يعد يترك مجالا للشك بأن الصيغة الحالية والتي تعتبر مسودة رديئة للصيغة الفرنسية أصبحت في جانبيها العلمي والاداري فرصة ذهبية لتصفية الحسابات وللتنكيل بالكفاءات التونسية ،وكذلك لتكريس تفرد الكليات المركزية(كلية 9 أفريل للعلوم الانسانية والاجتماعية،كلية الآداب والعلوم الانسانية بمنوبة)باعتبار أقدميتها،ووفرة مدرسيها المنتسبين الى الصنف"أ"(أساتذة متميزين،أساتذة،أساتذة محاضرين) المحتكرين لسلطة القرار العلمي والاداري ضمن لجان الدكتوراه والتأهيل والترقية،ولم ينقص احداث سلك الدكتوراه والتأهيل بكلية الآداب بسوسة شيئا من ذلك التفرد على اعتبار ارتهان أساتذتها من الصنف"أ" لشيوخ وشيخات التدريس والبحث العلمي بكليتي 9 أفريل ومنوبة المكرسين لممارسات تتراوح بين المحسوبية المشحونة الكترونيا،والأنانية المرضية بتجميد الترقيات توفيرا للساعات الاضافية تأطيرا وتدريسا بالكليات الداخلية،وخاصة وأساسا نصفية الحسابات على أسس ومقومات مثلية"الذئب والحمل"للأديب الخالد جان دو لا فونتان.
وتتكرّس محنة ومعاناة الجامعي التونسي المنتسب الى أقسام التاريخ الذي جاوز سن الخمسين من خلال محطتين مذلّتين مهينتين للكفاءات الجامعية التونسية التي تعتز وتفاخر بأنها نشرت عديد الأطروحات والدراسات والمقالات في الدوريات التونسية(كراسات تونس،المجلة التاريخية المغربية ثم المغاربية،المجلة التاريخية العربية للدراسات العثمانية) اضافة الى عديد الدوريات الأجنبية،هاتان المحطتان هما المحطة العلمية،والمحطة الادارية،
*المحطة العلمية،ينظم نص قانوني شروط الترشح لخطة أستاذ محاضر والتي تجمع بين توفر عنصر الأقدمية الوظيفية في خطة أستاذ مساعد،وتوفر المنشورات والاصدارات التي يجب أن يبلغ عدد صفحاتها الى 250 صفحة منشورة وليست مرقونة(على اعتبار انخفاض تكاليف النشرويسرها للموظفين الكادحين لارتفاع أجور الجامعيين؟؟؟)هذا اضافة الى الأطروحة(في حين لا يطالب زملاؤنا في الشعب العلمية بأكثر من خمسين صفحة فقط؟؟؟).وتتميز هذه المحطة خلافا للصيغة الفرنسية الأصلية بأن المحدد الأساسي لاجتيازها بنجاح واقتدار هو ليس العنصر الابداعي والانتاجي المتوفرلدى المترشح،ولكن شبكة العلاقات مع شيوخ وشيخات التدريس والبحث بالكليات المركزية والتي تتدخل ايجابيا من خلال اختيار طاقم متناسق من المقررين يرجعون بالنظر الى أحد الشيوخ المتنفذين الحاكمين بأمرهم على مستوى المركز والداخل على السواء،والضامن من خلال شبكته وناموسه وتسلطه المقنن،فيضمن اختيار طاقم المقررين الملتزمين بأوامر شيخهم وشبكته نسبة من الايجابية تصل الى خمسين في المائة أو مايزيد عن ذلك،هذا على كلا المستويين أي مستوى الكليات المركزية(9 أفريل،منّوبة) أو في مستوى كلية آداب سوسة التي يتعمد ويتلذذ أساتذتها الاستقالة عن أداء الواجب بالانتساب الى لجان التأهيل(الا في حالة وحيدة وسوف لن تتكرر)فسحا للمجال أمام القوى العظمى أو قوى الاستكبار شبه العلمي الممثلة في شيوخ وشيخات البحث والتدريس الذين يحتكرون سلطة القرار العلمي والاداري المرتبطة بالأهواء الشخصية والرغبة في التشفي لاعتبارات مهنية ونقابية وعقائدية(مثال ذلك امتحان تأهيل الأستاذ الحناشي والاشتباك بين رئيس اللجنة وأحد المقررين ي على خلفية الصراع على النقابة الأساسية بكلية آداب منوبة ورغبة الأسانذة من الجيل الثالث في تهميش وتحييدأساتذة الأمس ؟؟؟).وحتى اذا حظي الملف العلمي بالقبول فان رحلة العذاب وامتهان الكرامة لمن جاوز الخمسين تنتقل الى المحطة الموالية المكملة لما أبقته المحطة الأولى من فتات وغبار كرامةارضاء للنوازع والأهواء المرضية المغلفة قانونيا واداريا ضمن "اللجان السيادية؟؟؟"
*المحطة الادارية،يطالب المترشحون ضمن هذه المحطة بالخضوع الى مسلكين تحددهما الادارة العامة للتعليم العالي بحسب مقاييس تحددها هي،أولهما مسلك انجاز الدرس وحضور المقابلة مع أعضاء اللجنة،وثانيهما يقتصر على المقابلة دون الدرس،
+ في الحالة الأولى يقوم المترشح بانجاز درس في الاختصاص يلقيه في ظرف نصف ساعة بعد تمكينه من اعداده بتوفير مايحتاجه من مصادر ومراجع متوفرة بالمكتبة على مدى ست أو سبع ساعات،ثم يلقى الدرس فيلعب طاقم المحكمين في هذه المرحلة دور ووظيفة المتفقدين الذين يخضع تقييمهم لاعتبارات تتغلب فيها الأهواء والولاءات على المصداقية والمقدرة العلمية والبحثية،ويأتي بعد ذلك دور المقابلة التي يقع فيها الخوض مجددا وللمرة الثانية في الملف العلمي الذي لا يضمن حصوله على تأشيرة لجنة التأهيل العلمية في المحطة الأولى،حصوله على ذات التأشيرة في المحطة الثانية مما يؤكد تغلب الأهواء والاعتبارات الذاتية على التقييمات الموضوعية مما يسلط ضغوطا ومهانة واذلالا لا يرضاه حتى العبيد والأقنان لأنفسهم فيغيب التكريم والثناء للخدمات والمجهودات والتضحيات المبذولة،ويسيطر الاذلال والملاحظات الكريهة التي يراد منها جعل المترشح في أسوأ وأرذل حال وهو في سن الخمسين؟؟؟
أما في الحالة الثانية فيقع الاقتصار على المقابلة فقط ومناقشة الأعمال والاصدارات ثم يقع تقييم الملف،ويختم اللقاء بالمفاوضة على غرار جلسات المحاكم (مع الملاحظة أن المحاكمة هي علمية وشخصية وليست جزائية؟؟؟)وحتى في هذا المستوى فان زميلا لنا تقدموا للمناظرة في صيغتها المزدوجة،أي التي تجمع بين الدرس والمقابلة،وهو الزميل المتميز بدراسة طويلة ومعمقة بالجامعات الفرنسية،وبانجازه لبحث قدّم له المفكر الكبير محمد أركون لاقى انتشارا واستحسانا كبيرين حتى في اليابان.ولكن هذا الزميل المتميز بعزة نفس مبالغ فيها،وبتشبثه بكرامته،وبكرهه للضيم،وعدم قبولهب"ابتلاع الأفاعي"لم يعجب الأساتذة القيّمين على سلك التأهيل بسوسة عندما قدم لهم ملفه في مناسبة أولى لتحرريته،وعندما قدم ملفه للجنة التأهيل بكلية 9 أفريل نجح في الشق العلمي من المناظرة،ورفض في الشق الاداري لمجرد نقده لمدرسة"فرناند بروديل"التاريخية وهو ما لم يعجب رئيس اللجنة الذي قرّر رفض ترقيته لاعتبارات تبدو شخصية انطباعية بعيدة كل البعد عن الاعتبارات العلمية التي زكاها قبلهم الأستاذ محمد أركون بقبوله وتكرمه التقديم لبحثه الذي بلغ صيته اليابان وما أدراك ما اليابان؟؟؟
ان مناظرة التأهيل في صيغتها الاذلالية والمهينة بامتياز وتميز ونحن نستعد للاحتفال بخمسينية الجامعة التونسية أصبحت تكرّس"محاكم التفتيش" التي تحاسب المترشحين لا باعتبار كفاءتهم ومكانتهم المشهود بها محليا ووطنيا ودوليا،ولكن باعتبار ولاءاتهم وقوة صداقاتهم والالتزام بالرأي السائد لدى شيوخ وشيخات البحث والتدريس الحاكمين بأمرهم،وهذه المعاملة البائسة المؤسس لها والتي أصبحت له سلطة القانون لا تليق برياض الأطفال وبالمعاهد الثانوية فكيف يكون الأمر اذا ما تعلق بخيرة ونخبة الجامعة التونسية التي يراد لها الاستكانة والخضوع لهذه العبودية"المعصرنة"؟؟؟
-----------------------------------------
محطة قطار الساحل الملغاة مقبرة لآمال أهالي قصر هلال
الطامحين لغد أفضل ومشرق
أعود مرة أخرى لموضوع الغاء انجاز محطة قطار الساحل أو"الميترو" التي انتظرها أهالي قصر هلال كثيرا،بعد أن تم تجميدها وتأجيلها من قبل عديد المجالس البلدية،ويعتبر هذا الالغاء غير المبرر فضيحة بكل المقاييس،اذ بعد أن كانت قصرهلال مدينة العطاء والتألق والكرم في عهد الخير والمصلح الحاج علي صوّة(1870-1953) الذي انفق جل ثروته الخاصة داخل وخارج قصرهلال،بناء وتجهيزا وتحبيسا،فحقق طموحات وآمال عديد المدن والقرى والفئات الاجتماعية المحدودة الدخل،عندما كانت البلاد مشلولة خاضعة للاحتلال تنعدم فيها المشاريع والاحداثات بأنواعها،أصبحت الآن لا تقدرحتى أن تضيء على نفسها،وتضمن الحد الأدنى من المشاريع والمرافق ذات المصلحة العامة لأنها ابتليت بنوعية رديئة من المسؤولين"غير المسؤولين"الا على مصالحهم الضيقة ونزواتهم الطفولية الطفيلية،فيقع الغاء مرفق عمومي،يوفر الراحة والأمان والتنقل لأعداد وافرة من العملة والطلبة والتلاميذ ،فيحميهم برد الشتاء،وحر الصيف،ويوفر لهم الأمان ليلا بتوفر دوام الموظفين المكلفين بالمرفق،لا لشيء الا أن بعض المتساكنين المتنفذين القريبين من المحطة،الذين بينهم عضو بلدي "قادر" سيضطرون الى قطع بضع مئات من الأمتاراضافية،فتدخلوا لدى أولي الأمر"من غير أمر"لالغاء المشروع؟؟؟؟
فبقدر ما تميز الحاج علي صوّة،ببسط اليد وفعل الخير،وتحقيق المأمول والمنشود،فظل ذكره خالدا،ومدحه الشعراء،وكتبت حوله المقالات الصحفية،ونعته البعض ب"نوبل تونس"،بقدر ما تميز هؤلاء المغامرون،المسؤولون زورا وظلما عن القرار البلدي،وحتى غير البلدي،بقتل المشاريع قبل وأثناء وبعد انجازها،فهؤلاء هم المتآمرون على حاضر ومستقبل المدينة،التي ابتليت بهم،ومن الضروري أن يلجأ أهالي قصرهلال الى الادارة العامة للسكك الحديدية بتونس،ويطالبونها بالوفاء بالتزاماتها وباستكمال المشروع المغتال زورا وظلما وبهتانا،والذي لم يعجبه الأمر عليه أن ينتقل للاقامة بمكان آخر لثبوت عدم وجود ضرر مباشر من استكمال الانجاز،لأن المصلحة العامة لمدينة قصرهلال فوق كل اعتبار،اضافة الى أن أهالي المدينة لم ينتخبوا ولم يختاروا هذا المسؤول المتدخل في احباط والغاء المشروع،وليس له الحق في الحديث باسمهم نيابة عنهم؟؟؟؟
واذا لم يتمكن أهالي قصرهلال من الحيلولة دون الغاء المشروع،من خلال التدخل لدى الدوائر المسؤولة،فيحسن بهم أن يدرجوا لوحة رخامية،فوق جدران هذه المحطة المقبورة،والتي أصبحت تتبع عالم الأموات الذي تكفل به مكاس مختص ضمن هيئة بلدية قصرهلال،ويكتبون على اللوحة الرخامية التي يمكن أن يطلع عليها أهالي قصرهلال المتنقلين عبر قطار الساحل(الذي هو بين قوسين في حاجة أكيدة لتجديد عرباته المتحفية الشبيهة بقطارات الوسترن؟؟؟؟)ويمكن أن يشاهدها الراكبون ذهابا وايابا من داخل القطار ،
"هنا قبرت آمال وطموحات أهالي قصرهلال 2 مارس1934 في الغد
الأفضل بتكريس سياسة الأمر الواقع من الهيئة البلدية الحالية الغائبة عن الوعي
المغتالة للمشاريع والمرافق ارضاء لبعض المغامرين المتنفذين من الأثرياء
الجدد من الذين لا يستحقون الانتماء الى مدينة الحاج علي صوّة"
وتوضع أضواء كاشفة فوقها حتى يشاهدها المارون ليلا ونهارا،فيطلعون على طبيعة المأساة المستشرفية والقائمة زورا بحجة القانون،التي يعايشها أهالي قصرهلال ،المحاصرة من الخارج بتجاهلها وحرمانها من حقها في الامكانيات،وداخليا بابتلائها بنوعية رديئة من المسؤولين ،غير الغيورين،الملتزمين بتحطيم المدينة،والغائها والوقوف كالغربان فوق أطلالها؟؟؟؟
-----------------------------
أحمد عيّاد(1890-31 أوت1949)
ولد بقصرهلال،وتعلم بالكتاب على يد المؤدب المعروف ب"المؤدب الأحمر"وتعاطى التجارة بقصرهلال في القطن ومواد الصباغة،وانخرط في الحزب الحر الدستوري منذ تاسيس شعبة قصرهلال اواخر سنة1921،وكان بحكم تجارته دائم التنقل بين قصرهلال والعاصمة حيث ربطته بزين العابدين السنوسي صداقة وثيقة حتى جعل من"دار العرب"مكانا يقضي به الليل احيانا،ولقد كانت هذه الدار ملتقى الأدباء والمفكرين والسياسيين والفنانين،وتخرج منها جيل كامل من حملة الأقلام.
وأحمد عياد هو ابن الحاج سالم عياد الذي كان عدل اشهاد وتاجر لمواد ومنتوجات النسيج والصباغة،وكذلك اماما أول بقصرهلال،فعزل عن الامامة بسبب اجتماع سياسي عقده أواخر سنة1921 تأسست خلاله شعبة قصرهلال التي أصبح عضوا في هيئتها الأولى،وقد يكون بذلك أول من تعرض الى اضطهاد لأسباب سياسية بقصرهلال،وقد كان لأحمد عياد دور مميز في الدعوة الى عقد المؤتمر الاستثنائي للحزب الحر الدستوري حين أمضى صحبة أحمد ساسي على برقية تعلن عن استقالة الشعبة ريثما تقع تسوية الخلاف ،أو ينعقد "مؤتمر عام"في القريب العاجل.
ثم تجند مع رفاقه بالشعبة الدستورية لدعوة الشعب الشقيقة بمدن البلاد وقراها الى حضور المؤتمر المقررليوم الجمعة 2 مارس1934،وقد نصت جريدة الارادة على ذلك في أعداد 28 فيفري و2 مارس و11 مارس 1934،كما نصت على أنه لم يجد في مهماته الترحيب دائما،وقد جاء في عدد 11 مارس 1934 أن أحمد عيّاد كان يعرض على مخاطبيه الالتقاءب"أساتذته" أي القادة المنشقين،وأنه لقي باحدى القرى الرفض والسخرية،وتذكر المصادر المتاحة الدور الكبير الذي لعبه أحمد عيّاد في تحديد موعد المؤتمر وتنظيمه،والربط بين مختلف أطرافه.
بدأ التنكيل بأحمد عياد قبل مؤتمر1934 بكثير اذ كان معروفا بنشاطه السياسي،فنشرت له جريدة "الصواب" ليوم 9 ديسمبر 1921 نص برقية شجب فيها مقابلة الاصلاحي حسن قلاتي من طرف المقيم العام،وحصرفيها تمثيل الأمة في الحزب الحر الدستوري الذي دعاه ب"حزب الأمة"،وقد جاء في جريدة"الزهرة" ليوم 19 سبتمبر1933 أن عيّاد كان معارضا للسلطة في قضية التجنيس،وأن محمد الزواري عامل المنستير دعاه حين كان متغيبا بالعاصمة،فدعا أخاه،و"أجله ثلاثة أيام ان لم يأت له بأخيه فانه يودعه السجن عوضه وبالنيابة عنه.
ثم كان المؤتمر،وكانت حوادث سبتمبر 1934 اذ قام صحبة محمد براهم ومحمد الحجري بتسليم العريضة الى كاهية المكنين،وتلاحقت ضروب التنكيل من النفي الى القصرين ورمادة وقبلّي،الى السجن مرارا بسوسة وتونس،الى التعذيب البدني،فقد أجبر على الزحف على الحصى عاري الركبتين،فسمع وهو يردد،"اضربوا،ان فرنسا قد انتهت ما دامت تلتجىء الى الضرب"،وكانت نتيجة قولته ضربة على فمه هشمت أسنانه،هذا بالاضافة الى ما انجر عن ذلك من ضياع مصالحه التجارية ومصالح عائلته.
وعندما أنشأت البلدية يوم 23 سبتمبر 1948،لم يكن استقبال الأسرة الهلالية للمولود الجديد بالابتهاج،فقد صدرت عن أهالي قصرهلال في ماي 1949 عريضة يحتجون فيها على احداث البلدية،وقد أحالت الوزارة الكبرى العريضة على عامل المنستير مستغربة من"استياء أولئك الأهالي من تأسيس غايته منفعتهم وتنظيم شؤونهم،وخدمة مصالح البلد الاجتماعية والصحية وغيرها"،فنشر أحمد عيّاد الذي حافظ دائما على رأيه الحر،وكلمته الحرة بجريدة"تونس" يوم 10 أوت1949 أي قبل 21 يوما من وفاته مقالا يوضح أسباب الرفض،ويمحو الاستغراب،ويتلخص في أن،
*البلدية مرفوضة لأنها مفروضة ضد كل"ديمقراطية،وضد أبسط مبادىء الحرية".
*تجربة الأمة التونسية مع البلديات تجربة فاشلة فيها ابتزاز للأموال،بدون قضاء المصالح،أو تحقيق النظافة.
*البلدية في شكلها المفروض،جور جديد لا يرفع الا بتحقيق حرية الانتخاب،وحرية المجالس البلدية في ميزانيتها وضعا وتصرفا،وختم بأن البلدية يجب أن تكون"مقبولة ومطلوبة ومرضية".
دعاه الحبيب بورقيبة في خطاب6 مارس1959 ب"صاحب الفكر الحر"وفي خطاب 3 جانفي1967 ب"الدستوري الناشز والمتنطع"
-------------------------
دارشباب قصرهلال
معصرة زيتون عتيقة
في قلب مدينة2مارس
1934
لقد سبقت الاشارة في فرصة سابقة الى أهمية اسهام مدينة قصر هلال في العمل الجمعياتي منذ مرحلة الحماية الفرنسية بمختلف تجلياته السياسية والنقابية والاجتماعيةوالثقافية مما جعلها منارة متميزة لا في منطقة الساحل وحسب بل في كامل الوطن التونسي،وذلك لأسبقيتها في تركيز التعليم العصري للبنين والبنات،العام والمهني مما أثر ايجابا على انشاء التنظيمات والمنظمات والجمعيات،وأتاح احتضان عديد الأنشطة مما برر الى حد كبير مع جملة عوامل
أخرى اختيار قصرهلال لاحتضان مؤتمر 2 مارس 1934؟؟؟
ولعل التذكير ببعض المحطات البارزة في المجال الجمعياتي الشبابي يعيد الى الأذهان هذه الفرادة والأسبقية مثال ذلك انشاء فرع كشفي في 3 ديسمبر1937،والشبيبة الدستورية في 28 مارس1937،وجمعية الشبان المسلمين في أفريل1946،وكذلك النادي الرياضي الهلالي بين1946 وصائفة1949،والنادي ثم الشباب الأدبي الهلالي بين 1947 و1950
وبرغم زخم هذا النشاط الشبابي تأسيسا وتنشيطا في هذه المرحلة فان شباب قصرهلال لم يستحق في مرحلة ما بعد الاستقلال سوى تلك المعصرة القائمة في قلب المدينة الى جوار دار التجمع الدستوري،والتي لا تليق بشباب قصرهلال وبتضحياته بالنفس والنفيس المتراكمة قبل وبعد الاستقلال؟؟؟
وقد تفطن بعض المسؤولين السابقين لهذه الوضعية البائسة على اعتبار أن البناية أو"المعصرة"لم تعد لائقة بعد بناء دار الثقافة والتجمع المحولة الى دار التجمع فقط بتدخل أحد الكتاب العامين للجامعة،فوقع اللجوء الى احاطتها بعدد كبير من الأقواس اخفاء لعيوبها وعوراتها،فلماذا لم يفكر مسؤولو قصرهلال الاداريين والبلديين والتجمعيين أقرب الأجوار الى هذه المعصرة وعلى مدار عقود في هدم هذه المعصرة،وفي استغلال الفضاء الخاص بها في تركيز مركب شبابي يليق بمدينة 2 مارس وبتضحيات الأجيال المتعاقبة كفاحا ونكريسا للسيادة وبناء الدولة؟؟؟
وبرغم حضور المندوب الجهوي للشباب والرياضة والتربية البدنية بالمنستير لمناسبة توزيع جوائز موقع الواب الذي نظمته ادارة دار الشباب بقصرهلال أثناء انعقاد الجلسة التمهيدية لبلدية قصرهلال يوم16 نوفمبر2007 فلم يفكر أحد من المسؤولين الحاضرين"الغيورين على مصالح وشؤون المواطن والمدينة"بتذكير وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية بتقصيرها في واجباتها نحو مدينة 2 مارس التي أعطت الكثير ولم تنل شيئا من الوزارة سوى"معصرة الزيتون"التي هرمت وشارفت على الوفاة،برغم ما تزخر به من بعض المنشطين الأكفاء من الذين يغيرون حقيقية وليس رياء على المدينة وشبابها،والذين فرض عليهم مجرد الحلم بمستقبل مشرق لشباب قصرهلال يبدو مؤجلا الى ما شاء الله،فأين هياكل قصرهلال المحسوبة على المدينة المطالبة بضرورة التزام الواطن بواجباته الجبائية في اطار العرس الجبائي المنتظم بصفة دورية في اطار "يوم الجباية المحلية"فأي جباية مع غياب الانجازات أو حتى مجرد التلويح بها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
------------------------------
سؤال الى وزارة الداخلية والتنمية المحلية التونسية
هل تجسّم معتمدية قصرهلال وبلديتها على أرض الواقع
مقولة"ادارة تخدم المواطن أو تلتزم بخدمة المواطن"؟؟؟
يجدر بنا الاشارة بداية وقبل الخوض في هذه المسألة التي تشغل بالحاح بال المواطن الهلالي التذكير ببعض التواريخ المرجعية من خلال الاشارة الى احداث مركزالخلافة بقصرهلال في أكتوبر1864 تولاه الحاج خليفة الكعلي الى غاية استقالته في 6 سبتمبر1887،ونصّب اثره صهره محمد الناصر بن الحاج سالم بن المحرصية،والذي تولاه الى غاية12نوفمبر1893 قبل أن يعزل ويعيّن مكانه حسين بن خليفة المكسي الذي كان قبل ذلك شيخا على جرابة المكنين وقصرهلال.وقد كان ارتكابه لخطأ مهني سببا في الغاء الخلافة التي تتخذ من"دار النزالة" مقرا لها في 17 جانفي1897 واعادة الحاقها بخلافة المكنين،وقد ظل أهالي قصرهلال يطالبون باسترجاعها الى غاية 2 فيفري1951.
وقد أنشأت بالمدينة في29 أفريل1946 لجنة تباشر الشؤون البلدية دعيت ب"لجنة الأعيان"يرأسها عامل المنستير،وكاهيته كاهية المكنين،ويمثل السكان فيها أربعة أعيان عن كل مشيخة،فكان ممثلو المشيخة الجوفية أي الشمالية،أحمد بن محمد الممّي ومحمد بن يونس الكعلي ومحمود بن أحمد سعيدان وامحمّد بن عمرنوّار،وكان ممثلو المشيخة القبلية أي الجنوبية،حسن بن صالح الزرّاد وعلي بن محمد النكتي وحميدة بن محمد القصّاب وصالح بن عمر الديماسي.ونشأت البلدية يوم23 سبتمبر1948 وكانت تركيبتها على النحو التالي،
-الرئيس/الهادي صفر عامل المنستير.
-كاهيته/محمد السبعي كاهية المكنين.
-المستكتب المترجم/حسن بن محمود بن محمد الزرّاد.
-المستشارون/محمد بن العامري الكعلي،أحمد بن الحاج ابراهيم بورخيص،أحمد بن عمر القنّوني،الهذيلي بن علي رضوان،يحي بن علي ابراهم،صالح بن محمد سعيدان،محمد بن سالم بن الشيخ،ثم أضيف اليهم الصادق بن علي الديماسي.
وبرغم الأسبقية التي تميزت بها مدينة قصرهلال في المجال الاصلاحي والجمعياتي من خلال احتضان أولى التجارب النعاونية الصناعية منذ1913 واحتضان مؤتمر2 مارس 1934 وفي المجال الاجتماعي من خلال الدور المحوري والمتميز للخير الكبير والرائد العصامي للنهوض الاجتماعي الحاج علي صوّة(1870-1953)مما جعلها منارة مميزة جهويا ووطنيا حتى أطلق عليها تسمية"ليون الصغيرة"لنشاطها الصناعي المتميز ولحركتها التجارية التي كانت مضربا للأمثال ومثالا يحتذى داخليا وخارجيا من خلال اطاراتها الصناعية وكفاءاتها الادارية المرموقة والخلاقة،الا أن قصرهلال تعيش هذه الأيام أوضاعا صعبة مفروضة عليها من الخارج والداخل على السواء يتضامن في تكريسها والحيلولة دون تغييرها هيكلان اداريان الأول نشأ سنة1948 والثاني نشأ سنة1966 يرجعان بالنظر لوزارة الداخلية والتانمية المحلية هما بلدية ومعتمدية قصرهلال اللذان أصبحا متضامنان وملتزمان باجماع عامة سكان المدينة في تكريس جمودها وحرمانها المقصود والمتعمد من الامكانيات والتجهيزات التربوية والصحية والثقافية والشبابية والطفولية لتحويلها الى "منطقة منكوبة"،وكذلك من الأنشطة الجمعياتية والثقافية التي تليق بماضي المدينة وبتضحياتها التي لا تدخل تحت حصر؟؟؟
فاذا كان هذان الهيكلان ملتزمان حقا بمقولة"ادارة تخدم المواطن"أو تلتزم بخدمة المواطن فمن يحاسبها على ما يتخبطان فيه من سوء تصرف وجمود وانعدام مبادرة جعلت من مدينتنا "منطقة ظل عصرية"جذابة الواجهة خالية من الامكانيات قياسا أساسا على مركز الولاية المحتكر لكل التجهيزات والامكانيات والاعتمادات،فمدينة قصرهلال مدينة يقاطعها الجميع ويتشفى منها الجميع لاعتبارات غير معلنة،فأصبحت بوابة ومعبرا لزيارات المسؤولين والزوار الأجانب والوطنيين والجهويين لسائر المعتمديات الأخرى كما لو كنا لا نرجع بالنظر الا نظريا لولاية المنستير وليس لنا مكان تحت الشمس يتناسب مع ماندفعه من ضرائب للمجموعة الوطنية برغم الاسهامات والتضحيات المتعددة لمدينة 2 مارس 1934 المدونة منها وغير المدونة زمن الكفاح التحريري وفي مرحلة بناء السيادة؟؟؟
أصبحت مدينة قصرهلال،مدينة محاصرة،متنكر لها،ومضحى بها بامتياز،فبعد أن كانت زمن الكفاح تنفق بسخاء على الجميع أفرادا وهياكل أصبحت الآن تستجدي المرافق والامكانيات،وتقبّل الأيادي لتنال الفتات أو مجرد الضحك على ذقون متساكنيها في وجود هيكلين اداريين ضربا كل الأرقام القياسية في انعدام المبادرة والغاء الحقوق والامكانيات والفرص ،ملتزمين ب"تثليج" المدينة وبالحيلولة دون تمكينها حقها من الخدمات والأنشطة المتعددة.ولعل أبرز القطاعات المنكوبة بمدينة2 مارس 1934 منارة الاصلاح والنهوض على الدوام قطاع الثقافة الذي التزمت كل من المعتمدية والبلدية وجامعة التجمع بالحجر عليه والغائه وافراغ هياكله تكريما لتضحيات الشهداء ولرواد الحركة الابداعية التي انطلقت مع ولادة"جمعية هلال المراسح"التمثيلية في25 ديسمبر1927،كما تصرّ المعتمدية على عدم تجديد هيئة جمعية صيانة مدينة قصرهلال تكريسا لتحقيق الفراغ الكامل بالمشهد الجمعياتي بقصرهلال محضنة الخلق والابداع الكارهة للرضى بالدون وللرداءة المفروضة؟؟؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.