تونس - محمد الحمروني : ذكرت مصادر إعلامية إيطالية أن إضراب الجوع الذي يشنه منذ مدة مهاجرون سريون تونسيون موقوفون في أحد مراكز تجميع وترحيل اللاجئين بجزيرة لامبيدوزا الإيطالية كان وراء المواجهات العنيفة التي جدت بين الموقوفين ورجال الشرطة يوم الأربعاء الماضي وخلفت 60 جريحا.وقالت لاورا بولدريني الناطقة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في إيطاليا «حسب حصيلة جزئية جرح حوالي أربعين مهاجرا في هذه الحوادث التي لا سابق لها»، بينما ذكرت وكالة الأنباء الإيطالية أن ستة منهم أدخلوا إلى المستشفى وبعضهم تسمموا بالدخان، موضحة أن 22 من أفراد قوات الأمن جرحوا أيضاً. وتابع المصدر نفسه أنه ليس بين الجرحى مصابون بجروح خطيرة. من جهته، قال قائد شرطة اغريجنتي جيرولامو فاتسيو أنه «حدث تمرد للمهاجرين الذين يبلغ عددهم حاليا 860 في المركز. بعضهم حاولوا اقتحام البوابة لكن قوات الأمن تصدت لهم». وأضاف أن «حريقا اندلع في جناح يضم مهاجرين وأدى إلى تدميره جزئيا». وتمكن رجال الإطفاء من السيطرة على الحريق. وقد أعلنت وسائل إعلام إيطالية عن عودة الهدوء إلى المنطقة التي شهدت يوم الأربعاء الماضي مواجهات عنيفة بين المهاجرين السريين ورجال الأمن. وقالت «الجمعية التونسية لمواطني الضفتين» إن الوضعية في لامبيدوزا تعرف تدهورا متواصلا, وإن حالة من الثورة انطلقت في مركز الاحتجاج بالجزيرة, حيث توقف السلطات الإيطالية نحو 1000 مهاجر سري من بينهم 863 تونسيا. وقالت الجمعية في بيان حصلت «العرب» على نسخة منه إن الاضطرابات الأخيرة انفجرت على إثر نشر صحيفة «الصباح» التونسية تقريرا إخباريا أكدت فيه توصل الجهات الرسمية الإيطالية ونظيرتها التونسية إلى اتفاق يقضي بترحيل 1200 مهاجر إلى تونس. وأوضحت الجمعية أن المواجهات التي دارت بين قوات الأمن والمهاجرين أدت إلى إصابة 14 شخصا نقلوا إلى مستشفى المدينة واصفة تدخل قوات الشغب بالعنيف. وأشعلت سحب الدخان السوداء والكثيفة المنبعثة من المعتقل غضب سكان الجزيرة الذين يواصلون احتجاجاتهم منذ شهر على تحويل ثكنة عسكرية قديمة إلى سجن للمهاجر. وكان مئات المهاجرين غير الشرعيين فروا نهاية يناير الماضي من مركز استقبالهم في الجزيرة احتجاجا على ظروف احتجازهم فيه وعلى تسريع الجهات الإيطالية الرسمية لإجراءات الطرد المتخذة بحقهم. ونظم المهاجرون مسيرة احتجاج بعدما اقتحموا سياج المركز وتجمعوا أمام مقر البلدية قبل أن ينضم إليهم بعض سكان الجزيرة. فيما تظاهر أكثر من 3000 شخص من سكان الجزيرة ضد فتح مركز الإيقاف والترحيل. يذكر أن نحو 30 ألفا من المهاجرين السريين وصلوا إلى الشواطئ الإيطالية خلال سنة 2008 مسجلين بذلك زيادة بنحو %75 عن سنة 2007، ويربط عدد من المراقبين بين هذا الارتفاع الكبير في عدد المهاجرين وتسريع الحكومة الإيطالية في إجراءات طردهم 2009-02-20