توالت الإدانات الإسلامية ضدّ استمرار تطاول الإعلام الصهيوني على الأديان السماوية والأنبياء، خاصة بعدما قامت القناة العاشرة في التليفزيون "الإسرائيلي" مؤخرًا بالإساءة إلى نبيّ الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم.واستنكرت رابطة العالم الإسلامي باسمها واسمِ جميع المسلمين ما وقع في برنامج "هيساردوت" (البقاء على قيد الحياة) الثلاثاء الماضي من إساءة للنبيّ عليه الصلاة والسلام. وقال الأمين العام للرابطة عبد الله بن عبد المحسن التركي، في بيانٍ له: "إنّ استمرار القناة العبرية في الإساءة إلى رسل الله وإثارتها مشاعر مليارات من الناس في العالم، يدلّ على مخطط خبيث لبعث الفتن وإثارة الكراهية والصراع بين الأمم"، مشيرًا إلى أن الإساءة الجديدة جاءت بعد أن أساءت القناة قبل أيام قليلة إساءة بالغة إلى المسيح عيسى ابن مريم. وأكّد التركي "أن هذا العمل المشين يتنافَى مع الأعراف والمواثيق الدولية التي ترفضه أشدّ الرفض لما فيه من خطر على الاستقرار في العالم، وطالب المجتمع الدولي ومنظماته، وعلى رأسها هيئة الأممالمتحدة باتخاذ الإجراءات التي توقف استمرار الإساءة إلى رسل الله وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم”. كما أدانت بشدة الحركةُ الإسلامية لفلسطينيي 48 بقيادة الشيخ رائد صلاح مسلك القناة العاشرة قائلة: "إن نبح الكلاب لا يضرّ السحاب في علوها وارتفاعها؛ لأنها فضلاً عن أنها لا تسمعه فإنها لا تراه؛ لأن الصغار لا يُرَوْنَ من العلياء". وأكدت الحركة أن "الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمسيح ابن مريم عليهما السلام ولأيّ نبي ورسول هي مساس بمشاعر كل مسلم على وجه الأرض". ومن جانبه قال قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي: إنّ ما حدث بالبرنامج يدلّ على مدى الحقد الأعمى والتعصُّب ضد الإسلام والمسلمين.. وإن عدم وقف هذه الأعمال يدلّ على وجهة النظر الرسمية لحكومة الاحتلال". وكانت الحكومة الفلسطينية برئاسة رئيس الوزراء إسماعيل هنية دعت أمس الأربعاء أبناءَ الأمتين العربية والإسلامية الخروجَ في مسيراتٍ جماهيريةٍ حاشدةٍ؛ تنديدًا بالإساءة للرسول الأكرم في التليفزيون "الإسرائيلي"، مطالبة أئمة المساجد والخطباء في فلسطين والعالَمين العربي والإسلامي بفضح ممارسات الاحتلال تجاه الأنبياء والرسل عليهم السلام. وندّد الدكتور طالب أبو شعر (وزير الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة هنية) بما بثَّته القناة الصهيونية العاشرة، مستغربًا عدم حذف إدارة القناة هذا المشهد، غير آبِهَة بمشاعر المشاهدين من العرب المسلمين. وقال التميمي: "لقد صُدمت مشاعر المسلمين في فلسطين وعلى امتداد العالم الإسلامي من استمرار الحملة الهابطة التي تعرَّض لها الإسلام ونبيه عليه وعلى جميع الرسل والأنبياء صلاة الله وسلامه عليهم"، لافتًا إلى أن "هذه الحملة تجاوزت تمامًا كل حدود النقد المباح وأدب الحوار الجائز عند الاختلاف؛ لتنقلب سبابًا خالصًا وازدراءً مقصودًا لدينٍ يتبعه ويَدين به أكثر من مليار من البشر". وكانت القناة العاشرة "الإسرائيلية" أثارت الأسبوع الماضي أيضًا الغضب في أوساط المسلمين والنصارى بعد أن أساء أحد المذيعين بها للسيد المسيح عليه السلام وأمه السيدة مريم العذراء.