تونس في 28 فيفري 2009 معز الجماعي الفجرنيوز تحدّث قلمي نيابة عنّي ،وعهدته صادقا في القول دائما، فقال: يوم الإضراب العام بالكليّات التونسيّة تحوّلت الى بنزرت، و تحديدا الى كليّة العلوم، لمواكبة أجواء هذه الحركة النّضاليّة بذلك الجزء، هذه الحركة الّتي كانت من أجل التّضامن مع المنظّمة النّقابيّة الطلاّبيّة (الاتّحاد العام لطلبة تونس) و الطّلبة المضربون عن الطّعام منذ ما يقارب نصف شهر يومها من أجل الحق في التّعليم و الرّجوع الى مقاعد الدّراسة. يومها شهدت حدثا من المضحكات المبكيات! طلبة قالوا انّهم من قائمة العمل النّقابي الدّيمقراطي!، سألتهم من يكونون تحديدا فهمهموا و تململوا و كحّوا و نفخوا و استنفروا و استداروا حول أنفسهم و بصّوا و قالوا :"طلبة تجمّعيّون..". ما أضحكني هو أنّ التجمّع (الحزب الحاكم) أصبح طارحا على نفسه العمل النقابي.. ! ! ! باللّه ماذا قدّم طلبة الدّستور للحركة الطلاّبيّة ما عدى الميوعة و التّهميش بإقامة الحفلات الرّاقصة، و التوظيف السّياسي عن طريق تعبئة الطّلبة للتّصفيق لأحدهم، كذب أو صدق لا يهم، من أجل بضع ملاليم ترمى عليهم كال….."حيوان أرقى من أن يلقّب عليهم". لم أسمع يوما بأنّ طلبة الدّستور، في الأجزاء الجامعيّة الّتي زرتها على الأقل، قد طالبوا بتحسين الأكلة الجامعيّة، أو ساهموا في فتح معضلة أزمة النّقل أو غيرها من الأزمات الّتي يمرّ بها الطّالب طيلة مرحلة دراسته الجامعيّة. لم أسمع يوما كذلك أنّ أحد طلبة الدّستور ضحّى بحريّته من أجل مطلب نقابيّ مشروع، لم أجد أحدهم يساند محجّبة و يساعدها على دخول الكليّة بعد منعها من طرف الأمن الجامعيّ و لم! و لم! و لم أجدهم غير كتّاب تقارير بارعين… فماذا يفعل هؤلاء بالجامعة؟. أتحدّاهم إن استطاع أبرزهم تحرير نصّ بالعربيّة، لا غيرها من اللّغات، أتحدّاهم إن عرفوا حتّى ابسط ضوابط "حزبهم"، أتحدّاهم إن علموا بقضيّة الحوض المنجمي أو غيرها من فضائح هذا النّظام و إن علموا كلّ ذلك و تمسّكوا بحزب الدّستور فهم لا يستحون و "إلي اختشوا ماتوا!". هل يعتبر انتماؤهم للحزب الحاكم ضرورة لإعطائهم الحق في النّشاط النّقابي الّذي لا يسمح بغيره في الجامعة حسب زعم راعيهم رئيس الحكومة منذ 1991؟. ثمّ لنغص أكثر في مباحث الأمور، ماذا قدّم هذا الحزب الحاكم لطلبة تونس منذ 53 سنة من الاستقلال ليكون له الحق في النّشاط النّقابي بشبابه داخل الجامعة؟ ماذا قدّم في عمر هذه الجامعة الّذي تجاوز ال50 سنة؟ إصلاح و إصلاح الإصلاح و إعادة الإصلاح و ما بعد الإصلاح… !!؟ مهزلة تليها أخرى. هل نسوا التّاريخ؟؟ هل تمّ نسيان تزوير ارادة الشّعب في الانتخابات سنة 1981 و 1989، لست أنا من ادّعى هذا بل وزراء ذاك الزّمان في شهادات أكّدوه.! هل نسوا قمعهم و ترهيبهم للحركة اليوسفيّة، و حركة آفاق، و العامل التّونسي، و الدّيمقراطيّين الاشتراكيّين، و غيرهم في الزّمن البورقيبيي، و حركة النهضة، و حزب العمّال الشّيوعي، و حزب التّحرير، و غيرهم في هذا الزّمان النّوفمبري!!!!!. كيف يمكن أن يكون، لمن زوّر إرادة شعبنا، الحق في النّشاط النّقابي داخل الجامعة. كيف يمكن ذلك بعد مقاطعة ممثّله لقمّة الجامعة العربيّة في خضم العدوان الغاشم على غزّة؟ و قلوبنا تخفق بمشاعر القوميّة و السّخط من العدوان. كيف يكون في الجامعة من منع عنّا القافلة المتّجهة الى غزّة من بريطانيا و الّتي مرّت دون السّماح لها بالمرور من المدن التّونسيّة الكبيرة و منع من لقائها الشّعب التّونسي ما عدى بعض التجمعيّين يهتفون بحياة الرّئيس !! و لم أفهم علاقة ذلك بقافلة تضامنيّة مع الشّعب الفلسطيني!!! سأوهم نفسي "علّهم يقصدون الرّئيس تشافيز"!؟؟ كيف يكون ناشط نقابيّ داخل الجامعة ممثّل عن من كان سببا بسياسته الاقتصاديّة الهشّة و الرّديئة في تدهور مقدرتنا الشّرائيّة ؟؟ اجتاح الفساد البلاد و تدهورت أحوالنا الاقتصاديّة و لم يعد رب العائلة قادرا على مصروف عائلة فيها طالب علم في الجامعة…و سأغضّ النّظر عن التّفويت في بعض ممتلكات الدّولة لبعضهم من العائلات، اللاّت لا أريد ذكرهم، فقد أصبحوا في وطننا من الآلهة المقدّسة.! ماذا قدّم لنا طلبة الدّستور "بآلافهم المؤلّفة" في الثّقافة؟ بل ما علاقتهم بالثّقافة؟! و لا يعرفون محمود درويش أو حتّى لا يحفظون بعض أبيات أبو القاسم الشّابي، لا يعرفون التّاريخ أو الجغرافيا، ثقافتهم هي "نانسي و روبي"و ستار أكادمي و الشّتم و السبّ في التّعليقات الرّياضيّة، الكويت و السّعوديّة تفوقنا في مؤشّر الثّقافة و ناميبيا تتقدّم على تونس في مجال الثّقافة ب10 نقاط.. هل أبناء الدّستور أكثر وطنيّة من البقيّة من أبناء هذا الشّعب ؟؟؟ لا أضنّ! لا أضنّ و أبناؤنا في سجون الظلم و الاستبداد، و أبناء الحوض ألمنجمي بين معتقل و فارّ و خائف و جائع و شهيد بالرّصاص أو تحت التعذيب، إنّي متأكّد أنهّم لا يعلمون بأبناء تونس المرميّين في ظروف قاسية في مراكز الإيقاف في ايطاليا، و لا غيرهم الّذين ابتلعهم البحر بمراكبهم الّتي اعتبروها مراكب الحريّة و الكرامة الاجتماعيّة… هل يحفظ أبناء الحزب الحاكم نشيد الوطن؟؟؟ هل يحفظون تاريخ التحرّر الوطني ؟؟؟ في ذلك شك…. أريد أن أترك ما تبقّى من ماء الوجه لهم! علّهم يستحضرون قيم الوطنيّة و المبادئ و الرّجولة، و إن لم يستحوا؟ فليفعلوا ما يشاءون، فإنّا على قلوبهم باقون، لن ننافق و لن نوافق و لن نهجر البلاد، فتونس للأحرار و ستبقى جامعتنا حرّة على الدّوام.. تونس في 28 فيفري 2009 نزار بن حسن شاب ديمقراطي تقدّمي