واشنطن (ا ف ب)الفجرنيوز: قال البيت الابيض ان الولاياتالمتحدة لديها مشاريع مبادرات اخرى لتشجيع الحوار مع ايران بعد الرسالة التاريخية التي وجهها الرئيس باراك اوباما مباشرة الى القادة والشعب الايرانيين معلنا فيها "بداية جديدة". وشكلت رسالة اوباما المصورة التاريخية بمناسبة رأس السنة الايرانية (نوروز) خطوة جديدة في استراتيجية دبلوماسية ترتسم ملامحها لحمل ايران الى طاولة الحوار او تحمل العواقب في حال رفضها. وردا على سؤال عما اذا كانت الادارة الاميركية تأمل ان تطلق الرسالة حوارا متواصلا مع ايران في وقت تسعى فيه واشنطن وحلفاؤها الى وقف برنامج ايران النووي قال الناطق الرئاسي الاميركي روبرت غيبز ان "ستكون ثمة حاجة الى تقييم كامل مع سياساتنا". واكد للصحافيين ان مبادرات اخرى تم اعدادها لمتابعة الوضع "ثمة مبادرات اخرى، لكن لا يسعني اليوم الحديث عن اي منها". لكن صحيفة تيويورك تايمز ذكرت السبت نقلا عن مسؤولين ودبلوماسيين لم تورد اسماءهم ان بين الاجراءات التي تدرسها الادارة الاميركية رسالة مباشرة يوجهها اوباما الى اية الله علي خامنئي مرشد الجمهورية الاسلامية ورفع حظر الاتصالات المباشرة بين دبلوماسيين اميركيين غير كبار ونظرائهم الايرانيين عبر العالم. ودعا اوباما في رسالته الى وضع حد لعقود من العداء وعرض اجراء حوار "نزيه" مع الجمهورية الاسلامية. وفي خروج عن سياسة سلفه جورج بوش اعتبر اوباما ان الاحتفالات بعيد النوروز تشكل "بدايات جديدة" مشددا على ان ايران يمكنها ان تستعيد "المكانة التي تستحقها" في العالم اذا ما تخلت عن الارهاب واعتنقت السلام. واضاف "على مدى ثلاثة عقود كانت العلاقات بين بلدينا متوترة. لكن في هذه المناسبة نتذكر الانسانية المشتركة التي تجمع بيننا". وردت ايران مرحبة بخطوة الرئيس الاميركي لكنها حضته على اتخاذ اجراءات ملموسة لتصحيح "الاخطاء" الاميركية المرتكبة في السابق. وقال علي اكبر جوانكر احد كبار مستشاري الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بمبادرة اوباما "نرحب برغبة رئيس الولاياتالمتحدة وضع خلافات الماضي جانبا". واضاف "لكن تنفيذ ذلك لا يتم بنسيان ايران التوجهات الاميركية العدائية والعدوانية السابقة"، مؤكدا "على الادارة الاميركية ان تدرك اخطاءها الماضية وتصلحها لوضع الخلافات جانبا". والعلاقات الدبلوماسية بين البلدين متوقفة منذ عام 1980 في اعقاب الثورة الاسلامية الايرانية واحتجاز دبلوماسيين اميركيين رهائن في طهران لاكثر من عام. وكان بوش وضع ايران ضمن "محور الشر" الى جانب كوريا الشمالية والعراق ابان حكم الرئيس صدام حسين، ثم قاد الاتهامات الدولية لايران بالسعي لانتاج قنبلة نووية ودعم منظمات مثل حزب الله الشيعي في لبنان وحركة حماس الفلسطينية. وتقول سوزان مالوني الخبيرة في شؤون ايران في مؤسسة "بروكينغز" ان "الجزء الاهم من الرسالة هو ان الرئيس اوباما ابتعد صراحة عن تقليد ادارة بوش الذي كان يسعى دائما الى زرع الشقاق بين قادة ايران وشعبها". واضافت "في هذه الحالة لدينا الرئيس اوباما يتوجه مباشرة الى القيادة ويشير الى البلاد على انها جمهورية ايران الاسلامية وهو امر ان لم يكن غير مسبوق فهو على الاقل غير اعتيادي من قبل رئيس اميركي". وتؤكد الحكومة الايرانية التي فرضت عليها عقوبات دولية تعهد اوباما بتشديدها في حال رفضت ايران غصن الزيتون الذي مده لها، ان برنامجها النووي له اغراض سلمية فقط. وقال وزير الطاقة الايراني برويز فتاح "هذه الرسالة ايجابية .. رغم وجود بعض النقاط السلبية فيها".. وتعتبر رسالة اوباما مؤشرا على ان ادارته تعترف بايران كشريك محتمل يمكن التفاوض معه، رغم انه رفض استبعاد العمل العسكري لوقف ايران عن امتلاك اسلحة نووية. وكان اوباما تعهد في حملته الانتخابية العام الماضي الدخول في حوار مع خصوم واشنطن. وفي كلمته اثناء تنصيبه في 20 كانون الثاني/يناير، قال "سامد لكم اليد اذا كنتم مستعدين لتخفيف قبضتكم". واعلنت الولاياتالمتحدة ان ايران ستدعى الى مؤتمر يعقد في لاهاي 31 اذار/مارس حول افغانستان تشارك فيه وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون.