الرباط :تواصل اوساط اسبانية ازعاج المغرب بشكل أثار ردود فعل سياسيين وإعلاميين تحركوا في ما يشبه فصلا جديدا من فصول حرب صامتة ومستمرة بين الرباطومدريد.واذا كانت هذه الاوساط الاسبانية تنتمي اساسا الى اليمين السياسي وتحديدا الى الحزب الشعبي فإن اسبانيا الرسمية لا زالت تلتزم الصمت منذ شن الحرب الجديدة على المغرب والتي حملت عناوين متعددة منها وضعية مصور صحافي اسباني في المغرب بعد رفض الجهات المعنية تجديد بطاقة اعتماده وطرد مبشرين اسبان وتحريف صحافي اسباني لتقرير اوروبي حول وضعية حقوق الانسان بالمغرب وتصدير الطاطم المغربية الى اوروبا. وبرز خلال الايام الماضية اسم انطونيو غوتيريس نائب مدينة مليلية عن الحزب الشعبي في الكورتيس (البرلمان الاسباني) الذي طالب الحكومة الاسبانية اتخاذ ما يلزم حتى لا يطرد الصحافي الاسباني رافييل مرشانتي من المغرب الذي كان يعمل مصورا صحافيا في وكالة رويترز. وقالت وزارة الاتصال المغربية في حينه ان الاعتماد من عدمه قرار سيادي مغربي وخاضع للقانون، مضيفة ان الصحافي المعني حاول ان يجعل من نفسه خصما سياسيا للمغرب من خلال انتقائيته للصور التي يبثها ويلتقطها وفي بعض الاحيان يقوم بما يشبه التمثيل لاعطاء صورته بعدا سياسيا. وقال مسؤول بوزارة الاتصاال المغربية ل"القدس العربي" ان مرشانتي كان يتعمد الوقوف في صفوف المعطلين المعتصمين امام البرلمان بالرباط واستفزاز الشرطة ليقول انه تعرض للضرب كما تأخذ الوزارة على الصحافي الاسباني التقاط صورا غير لائقة لمواطنين مغاربة. ووجدت الاوساط المناهضة للمغرب في وضعية الصحافي مرشانتي منفذا لشن هجوم اعلامي على المغرب واستعمال عبارات مسيئة في اشارة الى اتهامه للنظام المغربي بالدكتاتورية والفساد والقول ان ثروة المغرب مملوكة للعائلة المالكة التي اتهمها ايضا بالاستحواذ على تجارة المخدرات والهجرة السرية. صحيفة "العلم" لسان حزب الاستقلال المغربي الحزب الرئيسي بالحكومة اتهمت امس الاربعاء البرلماني الاسباني بجعل قضية الصحافي الاسباني موضوع ابتزاز سياسي وبالتدخل في الشؤون الداخلية للمغرب ومحاولة جعل العلاقات بين البلدين موضوع مزايدات انتخابية وحزبية. وقالت "العلم" ان عددا من المسؤولين والجمعيات والصحافيين الاسبان لا يلتزمون بحدودهم المهنية وينصبون انفسهم في كثير من الاحيان اطرافا في شؤون لا تخصهم. واضافت ان المغاربة لا يتعلموا من مصور صحافي او من نائب لا يقدر مزالق قدميه ولا يضبط عبارات لسانه. ووجه رئيس مجلس النواب المغربي انتقادات حادة إلى اسبانيا، وقال إنها لا تملك أي دروس يمكن أن تقدمها إلى المغرب، ودعا إلى ضرورة فتح ملف الغازات السامة التي استعملتها اسبانيا في شمال المغرب بداية القرن العشرين. وقال مصطفى المنصوري إن هناك حملة قوية وشرسة لتشويه صورة المغرب خلال الفترة الأخيرة، مصدرها إسبانيا، مشيرا إلى التقرير الذي تم تسريبه إلى الإعلام من طرف صحافي في جريدة "إيل باييس" والتصريحات التي أدلى بها البرلماني الإسباني. وانتقد المنصوري بشكل مباشر اسبانيا حين قال إنها لم تستطع فتح ماضيها في مجال حقوق الإنسان مثلما فعل المغرب، مشيرا إلى الصعوبات التي وجدها القاضي الاسباني بالتاثار غارثون في هذا المجال. وعمم الصحافي الاسباني اغناسيو سيمبريرو مراسل يومية "الباييس" الاسبانية بالرباط رسالة يسيء فيها للصحافة المغربية التي وصفها بالحمقاء والسلطات المغربية التي وصفها بالمجنونة بعد نشر الصحف المغربية للتحريفات التي ادخلها سيمبريرو على تقرير الاتحاد الاوروبي. وفي المقابل وجهت صحف مغربية نقدا للتدبير المغربي للملفات التي يثيرها الاسبان بالاشارة الى اعتذار الحكومة المغربية رسميا للسلطات الاسبانية عن ابعاد مبشرين اسبان "دون اشعار السفارة الاسبانية بالرباط" في الوقت الذي ارتكب فيه مسؤولون اسبان انتهاكات تجاه المغرب والتدخل بشؤونه الداخلية مثل تحركات مندوب المخابرات الاسبانية في مدينة الناظور واستقبال السفير الاسباني بالرباط لرئيس جمعية للشاذين جنسيا بالمغرب والتي يوجد مقرها بمدريد واعلان دعمه له ولحقوقه ولجمعيته دون ان تكلف مدريد نفسها بتقديم ليس اعتذارا بل توضيحا. وقال علي انزولا رئيس تحرير يومية "الجريدة الاولى" ان "رغم كل هذه الوقائع لم تستدع الخارجية المغربية سفيرها بمدريد للتشاور وبدلا من ان تسيتدعي السفير الاسباني بالمغرب لتطلب استفسارا لما يحصل قدمت له اعتذارا رسميا فقط لانها لم تشعره بقرار طرد رعاياها الذين لم يحترموا القانون المغربي". وتساءل انوزلا ان كانت هذه الوقائع لا تستدعي تنبيه الجارة الاسبانية الى تجاوزها اللياقة الدبلوماسية في التعامل مع المغرب واتخاذ نفس الموقف الذي اتخذته السلطات مع ايران التي قال وزير الخارجية المغربي انها احتقرت المغرب.