تونس - محمد الحمروني :ذكرت تقارير صحافية أن الدكتورة ألفة يوسف رفعت نهاية الأسبوع الماضي قضية عدلية لدى المحكمة التونسية ضد صحيفة «العرب» ومراسلها من تونس، بسبب نشرها تقريرا كشف تحول صفحة الدكتورة يوسف على «الفايس بوك» إلى منبر للنيل من المقدسات الإسلامية وعلى رأسها النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم.ولم يتسلم مراسل «العرب» بتونس أي إخطار رسمي في هذا الشأن، كما لم يبلغه أي استدعاء بهذا الخصوص. ويمكن للنيابة العامة أن ترفض قبول القضية إذا رأت أن الاتهامات الموجهة لمراسل «العرب» غير مدعمة. واعتبرت يوسف أن ما جاء في المقال يمثل قدحا في شخصها وثلبا لها، وهو ما أثر على سمعتها، ولكنها لم تنف في المقابل ما جاء على صفحتها في «الفايس بوك» بالشذوذ، وهو ما رأى فيه البعض محاولة للالتفاف على جوهر الموضوع. جاء ذلك بعد نشر صحيفة «العرب» الصادرة بتاريخ 13 أبريل الجاري تقريرا جاء تحت عنوان «بعد الرسوم الدنماركية.. صفحات «فايس بوك» تونسية تهاجم الرسول صلى الله عليه وسلم»، تحدث فيه كاتبه عن «تصاعد الهجمة التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية خاصة شخص الرسول الأعظم على صفحات «الفايس بوك» بتونس في الآونة الأخيرة. وذكر المقال أن صفحة أستاذة الحضارة ألفة يوسف على «الفايس بوك» تحولت في الأيام الأخيرة إلى فضاء يلعن فيه الرسول عليه الصلاة والسلام ويكال له أكثر النعوت قبحا. وأكد التقرير أن آخر «الموضوعات المثيرة للنزاع، ما طرحته الدكتورة على صفحتها في شكل سؤال بدا بريئا وهو: لماذا رفض الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتزوج علي بن أبي طالب على فاطمة الزهراء؟ ليتحول بعد ذلك الحوار إلى حملة تشهير بالمسألة الجنسية في تراثنا نقلا عن أحد المواقع المسيحية المتخصصة في شتم الإسلام». ووفق التقرير، فقد بلغت حدة الهجوم على المقدسات الإسلامية بإحدى المتدخلات وتسمي نفسها «أجفان» إلى اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بالشبقية وبالشذوذ. ولم تعلق يوسف على ما جاء في المقال، كما أنها لم تنف تحول صفحتها إلى منبر للنيل من المقدسات، ولكنها بررت ذلك بإيمانها «العميق» ب «حرية التعبير»، فيما شن «مريدوها» حملة ثلب على صاحب المقال مستعملين نعوتا بذيئة غير لائقة وتضع أصحابها تحت طائلة القانون، وذلك دون أن يتعرضوا من قريب أو بعيد لما جاء في المقال. وركز هؤلاء في تهجماتهم على حق يوسف وكل مرتادي «الفيس بوك» في التعبير عن آرائهم ونقد ما يرونه معيبا. في المقابل تركزت حجج المدافعين عن المقال على أن السب والنيل من المقدسات لا يمكن أن يدخل أبدا في إطار حرية التعبير. وفي هذا الإطار كتب الباحث في الإسلاميات الدكتور سامي إبراهم مقالا بعنوان «حرية التعبير والمعتقد في ظل احترام المقدس» أكد فيه على أن عددا كبيرا ممن تستضيفهم الأستاذة ألفة يوسف على صفحتها «يخلطون بين نقد الظاهرة الدينية ورموزها وهو أمر مشروع.. وبين الثلب والسب والشتم والتعدي على مقدسات ورموز المؤمنين». وأضاف أن هؤلاء «راحوا منذ أحداث غزة يعبرون بكل الأساليب المثيرة المستفزة التي تتنافى مع أبسط قواعد أخلاق الحوار وقيم الجدل يصفّون حساباتهم الأيديولوجية الضيقة مع الدين.. مع إسقاطات غير منهجية ولا موضوعية وبخطاب يجرح مشاعر المؤمنين». ووصف إبراهم هؤلاء بالموتورين الذين يفرغون مكبوتاتهم الإيديولوجية «غير عابئين بما يمكن أن يخلفه ذلك من حزن وألم وغيض في نفوس المؤمنين». وتساءل الباحث التونسي: «ماذا يمكن أن نعتبر وصف الرسول الذي يقتدي به التونسيون ويكنون له المحبة القصوى بالشبقي والمتحرش جنسيا بابنته وحفيده!». وعبر الباحث التونسي عن تحفظه من صمت الأستاذة يوسف وتعليقها الخجول المحتشم على ما ورد على صفحتها من «صفاقة وسوء أدب وتجاوز في حق النبي محمد صلى الله عليه وسلم» كما قال. أما الدكتور خالد الطراولي، رئيس حزب «اللقاء الإصلاحي الديمقراطي» فأكد في مقال بعنوان «هل أدافع عن محمد صلى الله عليه وسلم في بيتنا» أنه ليس من الحرية الطعن في هوية الشعوب ومرجعيتها ومقدساتها وما تحمله من كتاب ورسالة ورسول! ودان الطراولي سقوط البعض «في الكلمة المبتذلة والشتم المجاني المبني على جهل مدقع أو حقد دفين أو حسابات سياسية أو طموحات شخصية لأذية فرد أو مجموعة، خاصة إذا كانت هذه الشخصية فريدة وكانت خير بني آدم، صلى الله عليه وسلم». ووصف الطراولي ما حدث «بالمفاجأة التي أطلت علينا هذه الأيام في تونس الإسلام والهوية، وتونس الزيتونة من بعض الأقلام لتقيم (مهرجانا) في سب وشتم الذات الإلهية والقرآن الكريم خاصة الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، على مرمى ومسمع الجميع على إحدى مدونات أستاذة جامعية تونسية». وأضاف: «لقد أطلت علينا مثل هذه العقليات وهذه الأقلام المشبوهة ضاربة عرض الحائط بمنظومة القيم التي نحملها، ومستخفة بهويتنا وهويتها، وطاعنة في مقدسنا وشاتمة لرموزنا، غير أني -ودون استنقاص دورها- أعتبرها ضحية ثقافة وسياسة ومنهج مهتز في التعامل مع الظاهرة الإسلامية عموما، سعى في الكثير من تاريخه إلى خض علاقاتنا بالأجداد وتهميش مرجعية الأحفاد». يذكر أن عديد الجهات ومنها الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس كانت نبهت السلطة في أكثر من مناسبة إلى ضرورة وضع حد للمساس المتكرر بالمقدسات الدينية في تونس، ومعاقبة المتسببين فيه، حتى تضع حدا لهذه الظاهرة التي باتت تتكرر بين الفينة والأخرى مثل دوس المصحف ورميه في المرحاض. وفي ادناه وصلات بعض المواضيع المتعلقة بقضية الدكتورة ألفة يوسف http://www.facebook.com/profile.php?id=1221400639&ref=mf#/profile.php?id=1221400639&v=feed&story_fbid=154597485292 وهذه وصلة مقال للدكتور سامي ابراهيم الباحث في الإسلاميات بالجامعة التونسية يحمل فيها الدكتورة المسؤولية عما جاء في صفحتها، وهي كانت حاضرة في النقاش ولم تنكر ما جاء فيه. http://www.facebook.com/profile.php?sid=50473bed6213320de81c62904abbcc89&id=1406463286&hiq=sami%2Cbrahem&ref=search#/note.php?note_id=70976989796&ref=mf