شن مرشح سابق للرئاسيات في الجزائر هجوما شديد اللهجة على أحزاب التحالف الرئاسي واتهمها بأنها ليست إلا مجرد أحزاب "للتعالف" و"المكارشة" مهمتها حفظ ديمومة النظام لا أكثر ولا أقل. وأشار أستاذ الفكر الإسلامي والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية في الجزائر الدكتور أحمد بن محمد في تصريحات خاصة أن تعديل الدستور بات من شبه المؤكد لتمرير العهدة الثالثة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وقال: "اللقاء الذي اعتادت الأحزاب الثلاثة التي تختلف من حيث الأسماء لكنها مسمى واحد، هو جزء من الوسائل التي تعتمدها السلطة المركزية من أجل تحقيق أهدافها، فهي واجهات لوسائل مدنية وتعددية واجهة، واثنان من هذه الأحزاب وفقا على السير باتجاه إرادة السلطة والتي يبدو الآن أنها تكاد ترسو على التعديل الدستور بما يضمن استمرار الحكم الحالي من حيث واجهته الرئاسة وعمقه الجنرالات المتنفذون". ونفى الدكتور بن محمد أي دور سياسي فاعل لهذه الأحزاب الثلاثة، وهي جبهة التحرير الوطني، وحركة مجتمع السلم، والتجمع الوطني الديمقراطي، وقال: "لا توجد مشاركة من طرف هذه الأحزاب بقدر ما يمكن أن نتحدث عن مكارشة، فهذه الأجهزة السياسية تخدم مصالحها السياسية ولا ترفض أي أمر أو نهي يصدر عن السلطة، فقد قامت هذه الأحزاب، على الأقل بعض الإسلاميين بدور عراب السلطة، وكي لا تتهم السلطة بأنها ضد الثورة اتكأت على الجهاز الذي ورث الثورة حزب "حيدرة" وأعني جبهة التحرير، وحتى لا تتهم بأنها تحارب تحكيم الإسلام استندت إلى جهة كانت تتبنى الإسلام أما الآن فهي تتبنى ما تسميه ببرنامج الرئيس، مثلما أنها تتكئ على عكاز ثالث هو جهاز يجمع على العموم عناصر تلتقي في الاستئصال وفي الالتصاق بعمق السلطة، هذه هي الأدوات التي تقوم بدور العراب لسلطة واجهتها الرئاسة في حين أن همها ديمومة النظام الذي يحكم البلاد منذ 1962 ونجا من هزات عنيفة في السنوات 62، و63، و67، و68، و86، و88، و90، و91". وقلل بن محمد من أهمية اللقاء الثلاثي الذي سيجمع قادة الأحزاب الثلاثة يوم الأربعاء (30/1)، وقال: "هذا التحالف هو عبارة عن واجهة ثلاثية لمنح السلطة شرعية والادعاء بأنها تعددية إلى جانب زركشتها الكاذبة من حيث أنها وطنية وديمقراطية وإسلامية، وهي ليست أحزاب مشاركة بل معالفة وليست ائتلافا بل اعتلافا"، كما قال. على صعيد آخر انتقد الأستاذ الجامعي الجزائري دعوة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في كلمته في الاحتفال الذي أقيم مؤخرا بمناسبة انتهاء سنة الجزائر عاصمة للثقافة العربية لإصلاح مناهج التعليم وجعلها أكثر عقلانية، وقال: "مما يضحك أو يبكي أن هذا النظام الذي جعل من الجزائر عبارة عن ورشات متعددة، يصل اليوم إلى إعادة النظر في المنظومة التربوية وعشرات آلاف تلاميذ الثانويات في الشارع يتظاهرون ضد ما تهيئ له السلطة التي لم تكن يوما تأبه للقلم بقدر ما كانت تتكئ على السيف، وقد قال الرئيس السابق هواري بومدين ذات مرة لأحد زملائه في الطفولة: "يا هذا تعالى لتستلم مسؤولية في الدولة"، فقال له زميله: إنني أريد أن أكمل دراستي، فقال له بومدين: "ماذا تفعل بالدراسة إذ لا يوجد من بين أعضاء مجلس الثورة شخص له شهادة البكالوريا"، هذه هي علاقة النظام الذي يريد إصلاح المناهج التعليمية، فبعد إلغاء البكالوريا الإسلامية وتعديل برامج التعليم عبر بعض الأشخاص الذين لا يحسنون التحدث بالعربية الدارجة حتى، يضعف الطالب والمطلوب"، على حد تعبيره. ووصف بن محمد الدعوة إلى إصلاح مناهج التعليم بأنها دعوة للإفساد، وقال: "لقد قال تعالى (إن الله لا يصلح عمل المفسدين) وقال أيضا (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون)، فهذه الآيات قيلت في قوم أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم تقل في أيامنا هذه، ولكننا لا نستطيع أن نمنع أنفسنا عن التفكير فيها ونحن نرى واقع الجزائر اليوم بين يدي أطباء موهومين"، على حد تعبيره.