بيان الاتحاد العام التونسي للشغل بمناسبة الذكرى 59 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان يحيي العالم اليوم وكافة الشعوب والأمم المحبة للسلام الذكرى التاسعة والخمسين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان , هذا الإعلان الذي كان ثمرة نضالات خاضتها الفئات المضطهدة من أجل عالم أفضل تسوده الحريات وتترسخ فيه العدالة وتتوفر فيه الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للجميع الحق في شغل قار يضمن العيش الكريم الحق في التعليم المجاني , في الصحة للجميع , الحق في الحماية الاجتماعية والحق في التنظيم وفي الانتساب النقابي وفي النشاط الحر بعيرا عن كافة الضغوطات وعن مختلف التأثيرات . إنها الحقوق التي أضحت مهددة في ظل ما يشهده العالم من تغيرات اقتصادية عميقة مع نهاية الحرب الباردة, تحولات أدت إلى تمكن أقلية في العالم من التحكم في مسار الإنسانية بقيادة أمريكا وحلفائها, فأصبحت تتصرف في الثروات وتعمل على تحديد مصير الشعوب في كافة أصقاع الدنيا. هو الواقع الذي قضى على حق الشعوب في رسم مستقبلها فتعددت التدخلات العسكرية الوحشية في مناطق عديدة من العالم اعتداءات مست وطننا العربي في العراق ولبنان والجولان واستمرت في فلسطين بدعم واضح للكيان الصهيوني فيما يقترفه من جرائم في حق الشعب العربي الفلسطيني وهي السياسة التي اقترنت بجملة من التراجعات في مواقع أخرى حيث تراجع حق الشغل وأضحى امتيازا تتمتع به فئات دون غيرها وأضحى الحق في التعليم المجاني وفي الصحة للجميع مستهدفا وبات الحق في النشاط النقابي الحر والمستقبل, من أجل تأييد الوضع, مهمشا واختلت التوازنات بين مداخيل الضمان الاجتماعي ونفقاته باعتبار العلاقات الشغلية الهشة التي تضرب التصنيف المهني تخلق تشغيلا مردوده دون الحدود الدنيا التي ضمنتها الطبقة العاملة في مسارها النضالي. إن النضال من أجل الحقوق الاجتماعية التي تظل الدرع الأساسي في التقليص من حدة تأثيرات الاقتصاد المعولم رهين توفر مناخ من النشاط النقابي الحر من ركائزه احترام استقلالية التنظيمات النقابية في قراراتها وتوفير الحماية الملائمة للمسؤول النقابي في عمله, وهو المناخ الذي يقتضي ظرفا تتعمق فيه الممارسة الديمقراطية والحريات العامة والفردية عبر استغلال كافة الطاقات الحية من لأجل الارتقاء بالحوار ترسيخا لأسس مجتمع جوهره تحول الاختلافات في الرؤى التصورات إلى ديناميكية بناء في إطار التسليم بأن النجاة جماعية أو لا تكون في ظل عالم تهزه عواصف شتى وتحكمه بؤر توتر متعددة. إن السلام في العالم رهين تمكين الطبقة العاملة وكافة الأجراء من حقهم في الثروات ومن حقوقهم الاجتماعية الأساسية, والسلام في وطننا العربي رهين تحرير العراق وفلسطين وإيقاف التحرشات على سوريا والكف عن التدخلات العدوانية على لبنان حفاظا على وحدة ترابه.