تونس زياد الهاني الفجرنيوز: الندوة الصحفية التي عقدتها النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين يوم الإثنين 4 ماي 2009 بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، لتقديم تقريرها حول الحريات الصحفية في تونس، عرفت تطورات مثيرة للجدل. وكان من المفترض أن تحظى هذه الندوة بتغطية إعلامية واسعة تتناسب مع حجم الحدث وما أثاره من جدل. لكن الواقع كان مغايرا تماما!؟ وحدها جريدة «الصباح» نشرت مقالا للزميلة سعيدة بوهلال عن الندوة والتقرير الصادر عن النقابة. في حين قامت صحف «لابريس» و«الصحافة» و«الشروق» بنشر برقية صادرة عن وكالة تونس إفريقيا للأنباء تضمنت عرضا لما سمّته "فحوى تقرير لجنة الحريات بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة"!؟ وبقراءة البرقية تبيّن أن اللجنة المعنيّة ليست هيكلا قانونيا جديدا تكوّن في تونس، ولكنها لجنة الحريات التابعة للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين!؟ وما تمّ تقديمه على أساس أنه «تقرير»، هو في الواقع مشروع التقرير الذي تقدمت به اللجنة المذكورة للمكتب التنفيذي للنقابة حسب مقتضيات القانون الآساسي والنظام الداخلي للنقابة!؟ أي أن الوكالة لم تنشر التقرير الصادر عن جهة قانونية ألا وهو النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين. لكنها نشرت مشروع وثيقة داخلية اشتغلت عليها لجنة تابعة للنقابة، وقدمته على أساس أنه هو التقرير!؟ برقية وكالة تونس إفريقيا للأنباء هذه تقدّم لوحدها درسا بليغا في واقع الأعلام في بلادنا ومسؤولية المؤسسات الرسمية في حالة التردي التي يتخبط فيها. أين هذه البرقية الصادرة عن مؤسسة إعلامية عمومية حساسة تشغّل مجموعة من أفضل الكفاءات الصحفية في بلادنا من المقاييس المهنية!؟ أين مبادئ دولة القانون والمؤسسات في سلوك مؤسسة عمومية تتعامل مع الهياكل القانونية مثل النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بمنطق تغليب الموالي على الممثل القانوني!؟ ولا أزيد على ذلك شيئا!؟ نص الخبر الذي نشرته وكالة تونس إفريقيا للأنباء فحوى تقرير لجنة الحريات بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة تونس 4 ماى 2009 (وات) - اكد تقرير لجنة الحريات التابعة للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين التمسك بقيم ومبادىء اليوم العالمي لحرية الصحافة والحرص على الاسهام في مزيد الارتقاء بالاعلام وتوفير الظروف الملائمة للاداء الاعلامي الذى يستجيب لطموحات المجتمع التونسي. ولاحظ التقرير السنوى الذى يصدر بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة حول /واقع الحريات الصحفية في تونس/ انه لا يمكن التغافل عن نقاط الضوء التي من شانها ان ترتقي بالاداء الاعلامي الوطني سواء كان ذلك على مستوى التشريع او الانجاز وذلك اعتبارا للدور الهام الذى يضطلع به القطاع في نحت مجتمع تعددى حداثي. وابرز ان تطوير الاعلام هاجس الصحافيين كماهو هاجس السلطة اذ انه المراة العاكسة لما يعتمل ويتحقق بالبلاد موضحا ان الاعلام الجيد هو الذى يحظى بالمصداقية ويحتاج الى سيولة الخبر والكفاءة في تناول المستجدات وتوفير ظروف الممارسة المهنية وضمان الحقوق المادية والمعنوية للمهنيين. وذكر التقرير بما اكده الرئيس زين العابدين بن علي في عديد المناسبات على مزيد فتح الافاق والدعوة الى الجراة والحرفية في تناول جميع مشاغل المواطنين واهتماماتهم لايمانه بدور الاعلاميين في تكريس الديمقراطية ونشر ثقافة المعرفة والتحديث. وابرز ما وجده الاعلاميون لدى رئيس الدولة من انصات ومبادرة بمزيد تحسين اوضاع الاعلام والاعلاميين مؤكدا تجاوب السلطة مع تشخيص اهل المهنة لواقع ممارستها ومكامن الوهن قصد تلافيها ليكون الاعلام الوطني قادرا على التعبير على الحراك ومحفزا لرفع التحديات في ظل اوضاع اقليمية ودولية معقدة وشائكة . كما قدم تقرير لجنة الحريات جملة من المؤشرات حول تعزز المشهد الاعلامي في تونس بانتظام صدور الصحف الحزبية وبعث عنوان حزبي جديد هو جريدة /التونسي/ الناطقة باسم حزب الخضر للتقدم وظهور مجلة شهرية جديدة مستقلة تحمل عنوان /رؤى/ الى جانب صدور العدد الاول من مجلة المغرب الموحد والانطلاقة الجديدة لقناة /نسمة تي في/ كفضائية مشيرا الى ما تقبل عليه /دار الصباح/ من عملية تطوير وتحسين وضعية الصحافيين وظروف عملهم ضمن توجه من شانه ان يسهم فى دعم منافسة الصحافة المكتوبة لسيل الاعلام والنهوض بالوظيفة الاعلامية الوطنية المستقلة فضلا عن اطلاق جرائد الكترونية اضافية. وفي الجانب التشريعي تناول تطور مهام المجلس الاعلى للاتصال والهياة العليا لحقوق الانسان والحريات الاساسية والمجلس الاقتصادى والاجتماعي وتعديل الاتفاقية المشتركة القطاعية لمؤسسات الصحافة المكتوبة الى جانب اصدار انظمة اساسية وهياكل تنظيمية وعقود تعاون تامل النقابة في ان تعود بالنفع على اوضاع الصحافة والصحافيين. اما بشان النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ذكر التقرير بانتخابات اعضاء اللجان القارة الجارية في صائفة 2008 التي شارك فيها 442 صحفيا من مختلف الموءسسات الاعلامية العمومية والخاصة لاختيار 72 عضوا من جملة 166 صحفيا مترشحا.كما تحدث عن الجلسة الانتخابية الاولى لصندوق التازر بين الصحفيين التونسيين ليوم 30 ديسمبر 2008 ولاحظ التقرير انه رغم جملة الصعوبات التي تلاقيها الصحافة المكتوبة في تونس والشبيهة لتلك المسجلة بالبلدان المتقدمة فان القطاع سجل تطورا من حيث الشكل والمحتوى. كما تعرض الى الموءشرات الجيدة المسجلة في المشهد الاعلامي السمعي البصرى على مستوى الحوارات الاذاعية وفسح المجال للاحزاب ومكونات المجتمع المدني ومن خلال تنامي الاقبال على متابعة البرامج التلفزية معربا عن الامل في ان يتوخى القطاع مزيدا من الجراة في طرح القضاياواعطاء الاولوية للخبرات والكفاءات التونسية. وعبر التقرير عن التطلع الى ان يشهد الاعلام الجهوى الذى يسجل حضور حوالي مائة وخمسين صحفيا محترفاتطورا نوعيا سيما من حيث ملامسة مشاغل المواطنين الحقيقية . وقدم التقرير في كافة محاوره جملة من المقترحات ابرزها العمل على مزيد تحسين الاوضاع المادية والمعنوية والمهنية للصحافيين في عديد المؤسسات وفتح المجال امام مصادر الخبر بصورة اشمل سواء على المستوى المركزى او في الجهات وتنمية اعلام القرب في كافة المجالات. ودعا الى ضرورة احترام المهنة الصحفية والالتزام بميثاق شرفها والعمل بقواعد الكتابة الصحفية والسهر على ضمان انتاج حرفي يعكس تنوع وثراء المشهد السياسي والفكرى والثقافي موءكدا الحرص على تنقية المهنة من كل ما يشوبها ويعيقها عن اداء رسالتها. http://www.tap.info.tn/ar/index.php?option=com_content&task=view&id=63771&Itemid=227