واشنطن (ا ف ب)الفجرنيوز:اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان الجزائري لخضر بومدين (42 عاما) المعتقل السابق في سجن غوانتانامو والذي برأه القضاء الاميركي، وصل الجمعة الى فرنسا التي سيستقر فيها.وقال المتحدث باسم الوزارة اريك شوفالييه في بيان، ان "لاخضر بومدين وصل اليوم الى فرنسا آتيا من مركز غوانتانامو للاعتقال"، ولم يحدد مكان هبوط الطائرة. واضاف المتحدث "بعدما استعاد حريته، نأمل في ان يتمكن لاخضر بومدين من استعادة حياته الطبيعية. وقد قررت الحكومة ان تأخذ على عاتقها مهمة معالجته الطبية اذا ما استدعت حالته الصحية ذلك". وقال محاميه الاميركي روبرت كيرش ان لاخضر بومدين الذي سافر على متن طائرة عسكرية اميركية، سينقل الى مستشفى بضعة ايام لاجراء فحوص طبية. ثم ينتقل الى شقة وضعتها في تصرفه الحكومة الفرنسية ليتأقلم مع الحياة الطبيعية. وذكر مصدر قريب من الملف ان المعتقل السابق سيستسلم في فرنسا تأشيرة محدودة، ما يعني انه لا يستطيع التنقل بحرية في فضاء شنغن. وستوفر له الحكومة الفرنسية الوسائل التي تمكنه من الاندماج في المجتمع (تأهيل والمساعدة في البحث عن عمل ...). وذكرت مصادر متطابقة ان بومدين سيلتقي في فرنسا زوجته وابنتيه اللواتي وصلن من الجزائر قبل قليل. وفرنسا هي اول بلد في الاتحاد الاوروبي يستقبل معتقلا افرج عنه في غوانتانامو، وهو ليس مقيما ولا مواطنا فرنسيا. وقد اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الثالث من نيسان/ابريل ان فرنسا توافق على استقبال سجين سابق في غوانتانامو، واوضحت الخارجية الفرنسية ان هذا السجين هو لاخضر بومدين. وكان بومدين معتقلا في غوانتانامو منذ اكثر من سبعة اعوام. وكانت السلطات الاميركية تسلمت بومدين الذي اعتقل خلال خريف 2001 مع خمسة جزائريين اخرين في البوسنة حيث كان يقيم للاشتباه بانه كان يدبر اعتداء على السفارة الاميركية في ساراييفو ثم نقل مع رفاقه الخمسة الى غوانتانامو ما ان فتح المعتقل. وسرعان ما اسقطت التهم عنهم لكنهم بقوا معتقلين يدفعون ببراءتهم. وبعد معركة قضائية استمرت سنوات، برأ قاض اميركي لخضر بومدين بقرار اتخذه في تشرين الثاني/نوفمبر منتقدا ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش. ,اشادت منظمتان للدفاع عن حقوق الانسان الجمعة باستقبال فرنسا لبومدين، معربة عن الامل في ان تستقبل الولاياتالمتحدة وبلدان اوروبية اخرى على اراضيها سجناء آخرين لا يستطيعون العودة الى بلدانهم. وذكرت منظمة العفو الدولية في بيان صدر بعد ساعات من وصول بومدين الى فرنسا ان "الحكومة الفرنسية قامت بخطوة للمساهمة في طي صفحة مركز غوانتانامو للاعتقال". واضافت ان "على حكومات اخرى الاقتداء بهذه الخطوة الجديرة بالثناء. وعلى هذه الحكومات تقديم حمايتها الى هؤلاء الاشخاص الذين كانوا في غوانتانامو والذين ليس لهم مكان يذهبون اليه". واعتبرت المنظمة ان على الولاياتالمتحدة ان تستقبل على اراضيها المعتقلين الذين برأهم القضاء من اي تهمة بالارهاب، لكنهم لا يريدون ان يعادوا الى بلدانهم خوفا من تعرضهم للتعذيب. من جهتها، وصفت هيومن رايتس ووتش وصول بومدين الى فرنسا بأنه "مشجع جدا"، ودعت باريس الى ان تقدم له المساعدة للاندماج في المجتمع والا تعرقل حريته. وكتبت المنظمة في بيان "نأمل في ان يكون بومدين الاول من المعتقلين الكثيرين الذين ستوافق فرنسا وبلدان اوروبية اخرى على استقبالهم". وقد اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان بومدين الذي برأه القضاء الاميركي وصل الجمعة الى فرنسا.