تونس(11 - 6 2009)(كونا)الفجرنيوز:شدد الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلو هنا اليوم على أهمية ضبط تقويم هجري موحد يعزز شعور الامة الاسلامية بالانتماء الى دين مشترك.واكد اوغلو في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى العلمي حول توحيد التقويم الهجري اهمية هذا التقويم بما يرسخ قيم الاسلام وتقاليده في وقت تشن فيه حملات على المسلمين تستهدف النيل من رموزهم الدينية ومن مقدساتهم. واعتبر ان الامر لم يعد قابل اليوم للتذرع بعدم القدرة على ضبط مواعيد الاعياد الدينية في ظل تطور وسائل الرصد الفلكي وحساب الازمنة ووسائل القياس وتكنولوجيا المعلومات. واوضح انه لايوجد اي تناقض بين العلم والدين في هذه المسالة داعيا الامة الاسلامية الى توحيد صفوفها والتنسيق في ما بينها والتضامن في انشطتها لتجاوز هذا الاختلاف. وتطرق اوغلو في هذا السياق الى بما بذلته منظمة المؤتمر الاسلامي من جهود لاعداد تقويم هجري موحد تلتزم بمقتضياته كافة الدول الاسلامية من منطلق الايمان بان المناسبات الدينية فرصة لتقريب قلوب المسلمين في اوقات محددة ومشتركة. واكد دور مجمع الفقه الاسلامي الدولي في حسم هذه المسالة فقهيا وعلميا قبل ان تتدخل المنظمة لاخذ القرار السياسي في هذا الشان. من جهته اكد وزير الشؤون الدينية التونسي بوبكر الاخزوري في كلمته خلال الجلسة "ان ما يجمع بين المسلمين من روابط الايمان والعقيدة والتطلعات حري ان يوثق عرى التواصل والتكامل والتضامن بين الاشقاء في السراء والضراء للسير قدما في تحقيق الرقي الحضاري المنشود". واوضح في هذا الصدد ان قضية الاختلاف في تحديد مواعيد الاعياد والمواسم تظل من ابرز شواغل المسلمين في المشرق والمغرب مذكرا باتفاق المسلمين على ان الشهر القمري يكون 29 ويكون 30 يوما لكنهم يختلفون في كيفية تحديده سواء باعتماد الرؤية او الحساب. وقال الاخزوري ان من الاجدى وعلى غرار ما هو معمول به في بلاده الجمع بين ما وصل اليه الحساب وبين الرؤية بما يضمن الالتزام بالنص من جهة واليقين العلمي من جهة اخرى. واستشهد باعتماد الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور منذ النصف الثاني من القرن الميلادي الماضي هذا المنحى حيث اكد ان "اعتماد الحساب في مداخل الشهور العربية لا يصادم اصلا من اصول الدين الاسلامي ولا يخالف احكامه وان المسألة في اصلها عادية لا عبادية". واكد الوزير التونسي ان تجاوز المسلمين لمعضلة الاختلاف في هذه القضية يعد من اسمى ما تصبو اليه بلاده. ويتضمن برنامج الملتقى خمس أوراق علمية يقدمها أمين عام مجمع الفقه الاسلامي عبد السلام العبادي ومفتي الديار التونسية عثمان بطيخ ومدير البحوث العلمية بمدينة تونس للعلوم عبد القادر الوسلاتي ومدير المعهد التونسي للرصد الجوي سمير بن عبدالله والعالم العربي محمد الأوسط العياري صاحب اختراع الشاهد لتوحيد رؤية الهلال في الدول الاسلامية. وتتركز تلك الاوراق حول (اثبات الشهور القمرية..التحديات والحل) و(توحيد الأهلة بين الشريعة والحساب) و(الظروف العلمية لرصد الهلال) و(التقويم الهجري الاداري في تونس) و(منظومة الشاهد لتوحيد رؤية الهلال وارساء الميقات القمري). ومن المنتظر ان تتمخض عن هذا الملتقى دعوة علمية لاعتماد تقويم موحد بين الدول الاسلامية.