لندن :في بادرة تعتبر الاولى من نوعها من طرف مسؤول عربي رفيع قام وزير الدولة للتعاون الدولي القطري د. خالد العطية بزيارة الليبي عبد الباسط المقرحي في سجنه باسكتلندا.واكد مصدر موثوق ان الوزير قام بهذه الزيارة يوم الخميس الماضي بناء على تعليمات من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بصفته رئيسا لمؤتمر القمة العربية التي قررت عند انعقادها بالدوحة دعم قضية عبد الباسط المقرحي، ورافق الوزير في زيارته سفير قطر لدى المملكة المتحدة خالد المنصوري. واوضح المصدر ان الحكومة القطرية قررت تحريك آليتها الدبلوماسية لاقناع السلطات البريطانية وخاصة الحكومة المحلية الاسكتلاندية لتجنب التعقيدات البيروقراطية من اجل نقل عبد الباسط المقرحي الذي ادين في انفجار طائرة 'بان امريكان' ببلدة لوكربي وذلك لتنفيذ اتفاق نقل المساجين المبرم بين ليبيا وبريطانيا. وجاء التحرك القطري عقب رسالة بعثها عبد الباسط المقرحي بواسطة المحامي الجزائري سعد جبارا لامير دولة قطر والتي طلب فيها منه التدخل لانهاء معاناته وعدم السماح له بالموت داخل السجن بعيدا عن وطنه واهله. وذكر المصدر ان التدخل القطري يمكن ان ينهي العجز الذي لحق بالعرب في مساعدة ليبيا اثناء العقوبات التي واجهتها لسنوات طويلة بسبب اتهامها بالتورط في انفجار لوكربي، ولم يستغرب المصدر مبادرة قطر للافراج عن المقرحي نيابة عن الدول العربية، اذ سبق للحكومة القطرية ان ساعدت في مجهودات الافراج عن الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الذين تمت ادانتهم بالتورط في اصابة اطفال ليبيين بمرض الايدز وموت عدد منهم. واضاف المصدر ان قطر قامت بمساع كبيرة لصالح الاتحاد الاوروبي في عملية الافراج عن الممرضات البلغاريات ولا غرابة في ان تقوم بمجهودات مماثلة لصالح المجموعة العربية والرأي العام العربي بصفة عامة والليبي بصفة خاصة. وعلمت 'القدس العربي' ان الحكومة القطرية ستدعو الامين العام للجامعة العربية للتحرك من طرفه طبقا لقرار القمة العربية التي انعقدت بالدوحة بهذا الخصوص. وكان عبد الباسط المقرحي اشتكى لزائريه في السابق من تخلف الجهات العربية الرسمية والشعبية عن زيارته بالسجن، في حين زارته شخصيات رسمية وبرلمانية وشعبية من افريقيا واوروبا. وتجدر الاشارة الى ان عبد الباسط المقرحي يمكنه الحصول على حق الاستئناف من جديد ضد حكم ادانته بعد قرار لجنة مراجعة الاحكام الاسكتلندية احالة القضية الى القضاء الاسكتلندي بسبب وجود حقائق كثيرة تشير الى عدم سلامة الادلة التي ادت الى ادانته. وكان الوزير القطري قد سافر مباشرة الى اسكتلندا عقب زيارة له الى طرابلس حيث التقى رئيس الوزراء البغدادي المحمودي والوزير المسؤول عن الشؤون الاوروبية بوزارة الخارجية الليبية عبد العاطي العبيدي، الاسبوع الماضي. 'القدس العربي'