تونس- فريد خدومة مراسل الفجر نيوز مرض كلب والينا أدام الله ظله فتوقف الحال في أرض التيه، منعونا من إصدار الصحف ... ونظم الشعر ...والرقص والغناء، منعونا من السير ليلا على الكورنيش والتلذذ ب''الآيس كريم''، منعونا من السباحة .. بل منعونا من الاقتراب من الشاطئ، ولأول مرة في التاريخ منعوا الشقراوات من اغتصاب شمسنا ومياهنا في الصباح والمساء، الأئمة من فوق منابرهم تدعو للكلب المقدس بالشفاء أدام الله كلب والينا وأبعد عنه الأدواء والأنواء والإعياء أمي اشترت من الشموع سبعا وغرامين من الجاوي العجمي وأمتطت أتانها ويممت شطر ضريح الغوث الأكبر يا كبير يا ابن الأكابر ألطف بالكلب وبابن الكلب وأعد له نباحه فإنا خبرناك في أكثر منها وأشد وأعتى فكانت سيوفك تقطع الرقاب بلا فرسان أعدك أن أذبح على أعتابك ديكا ''أفرما'' إن عاد للكلب نباحه سألت الوالدة في حيرة فتمتمت وقالت في حكمة: إن فقد كبيركم كلبه هنتم عليه، قالت عرافة قريتكم كان في من قبلكم ....وحدثتنا عن براقش قلنا على غير عادتنا براقش ..هيه...ما الجديد براقش قالت''لما ضربت الأخماس في الأسداس نبئت أن كلبة سيدكم سليلة براقش فأخاف أن تكون لعنة الجدة تسربت إلى الأحفاد بطبع الوراثة''، لمّا مرض كلب والينا اهتم الشرطي واغتم واضرب عن حلق لحيته حتى سرت شائعة بأن الرجل أكرمه الله بالولاية، فقائل بأن كراماته منقولة تواترا وقائل خلوا سبيله فإنه مأمور لمّا مرض كلب والينا تعطل الحال في أرض التيه فقلّ الظلم والتعدّي وفشت المحبّة وقلّ أن يكتب أرباب المجتمع المدني بيانا، لمّا مرض كلب والينا أحس القوم بطعم الراحة وحلاوة النوم، لمّا مرض كلب والينا أدرك القوم أن السر كل السر في الكلب، فأسرعوا في سرهم بالدعاء على الكلب...