الصالون الجهوي للجمعيات بالمنستير،في تكريس معتمدية قصرهلال للتصحر الجمعياتي بسلطة القانون مراد رقية الصالون الجهوي للجمعيات بالمنستير في تكريس معتمدية قصرهلال للتصحّر الجمعياتي بسلطة القانون لقد انتظم مؤخرا وبين يومي25و26 جانفي2008 بقصرالمعارض بالمنستير ،المعتمدية الوحيدة ضمن والولاية الصالون الجهوي للجمعيات بمشاركة مختلف المعتمديات،ومن بينها معتمدية قصرهلال،مدينة 2 مارس1934 ونغتنم هذه الفرصة للوقوف على واقع العمل الجمعياتي بمدينة 2 مارس1934،المدينة التي كان لها قصب السبق في انشاء الأب الروحي للتجمع الدستوري الديمقراطي ألا وهو الحزب الحر الدستوري التونسي عندما انسدت الأبواب في وجه جماعة العمل التونسي،وكان لها قصب السبق أيضا في انشاء الشركات الصناعية في قطاع صناعة النسيج التقليدي منذ 1913،وكذلك التعاونيات حتى قبل مبادرة الزعيم النقابي الخالد محمد علي الحام الى انشائها؟؟؟ واذا ما اطلعنا على مضمون كتاب الأستاذ الحبيب ابراهم "قصرهلال من النشأة الى الاستقلال"وهو أحد المؤلفات المعتد بها حول تاريخ قصرهلال،خاصة منه الفصل المتعلق ب"الحياة الجمعياتية" والذي يمتد من الصفحة93 الى الصفحة119 يلاحظ الزخم الجمعياتي المتميز الذي اختصت به مدينة قصرهلال في المستويات السياسية والنقابية والثقافية والاجتماعية والتربوية وهي المدينة التي أنجبت الرائد العصامي للتربية والنهوض الاجتماعي المرحوم الحاج علي صوة،ورائدة التعليم النسوي الحرفي والعام المنعّمة المربية زهرة سعيدان وقد شهدت مدينة قصرهلال هذا الزخم،وهذه الحركية الجمعياتية المتميزة زمن الاستعمار عندما كانت البلاد فاقدة لسيادتها وقرارها،واذا ماربطنا الوضع القائم أنذاك وما أنجزه من ابداعات واضافات متميزة على أكثر من صعيد في مجتمع شبه أمّي،تقل فيه الكفاءات والامكانيات،وتسيطر فيه المبادرة الفردية والتلقائية والعمل التطوعي لطغيان الهواية على الاحتراف،بالوضع القائم اليوم في الصحراء الجمعياتية التي تمثلها قصرهلال بدعم مباشر أكيد وصريح من الهياكل الادارية والتجمعية لاخضاع تكوين الجمعيات من المهتمة بحماية البيئة والمحيط المهددين بالبراكين الزبالية وتلويث مياه البحر والشرب،الى جمعيات الرفق بالحيوان الذي أصبح يعاني من ارتفاع أسعار العلف،والاجتماعية الباحثة عن نشر التوعية لمن يبحث عنها،والثقافية رغبة في اطلاق العمل الثقافي من براثن مغتصبيه منتحلي الصفة،الى تراخيص مسبقةمن وزارة الداخلية وتحديدا من ادارة الشؤون السياسية بالوزارة وفروعها بالولايات المختلفة؟؟؟ فالجمعيات القائمة هي "جمعيات مدجّنة"أو داجنة حاصلة على تزكية مسبقة من التجمع الدستوري الديمقراطي مما يبرر تعيين الطاقم المشرف أو هيئة الجمعية من قبل معتمد المدينة أو الكاتب العام لجامعة التجمع،ويبرر كذلك حرص القائمين على الجمعيات على رضى أولي الأمر أكثر من رضى القطاعات المفترض تنشيطها والنهوض بها.ومن وسائل مراقبتها وتوجيهها عن بعد السعي الى "تأبيد" قيادات هذه الجمعيات والمساومة على المنح التي تحصل عليها اذ أن الشرط في الحصول على المنح المجزية هو"الولاء السياسي" وحتى الشخصي ،وشد الحزام لخدمة الهياكل القائمة مما يبرر رداءة ومحدودية أداء العديد من هذه الجمعيات الخشبية الحاصلة على تأشيرتها من جامعة التجمع قبل ادارة الشؤون السياسية لوزارة الداخلية والتنمية المحلية؟؟؟ ولعل أبرز مثال ونموذج على التصحر الجمعياتي القائم بمدينة 2 مارس1934 نموذج "نادي 7 نوفمبر" الحاصل على منحة سنوية من بلدية قصرهلال قدرها سبعة آلاف دينار لأنها جمعية دائمة النشاط بدليل دوام اغلاق مقرّها الذي لا يفتح الا بعد أن يغرق أهالي قصرهلال في نوم عميق يحلمون فيه بمحيط جمعياتي نظيف محرر من الولاءات الضيقة ،ومن المساومات أو الشحن الألكتروني مثلما حصل مؤخرا في ظروف انعقاد الصالون الثقافي الأول"ايلاف" بدعم مباشر من ولاية المنستير قبل وزارة الثقافة وحماية التراث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟