من أجل رفع المظلمة عن الطلبة :نظمت اللجنة الوطنية لمساندة الطلبة الموقوفين والمطلوبين للقضاء يوما تضامنيا حاشدا بمقر جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بسوسة. وحضر الاجتماع الذي التأم يوم الاحد 3/1/2008عدد هام من الشخصيات الوطنية والطلبة والنقابيين والرابطيين وممثلي منظمات المجتمع المدني والجمعيات الحقوقية . وحضر وفد من قيادة الديمقراطي التقدمي ممثلا في كل من السيدة مية الجرييبي الامينة العامة للحزب والسيدين عصام الشابي و الشاذلي الفارح عن المكتب السياسي. وحضر أيضا كل من السيد حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي والسيدة راضية النصراوي عن جمعية مناهضة التعذيب . بالاظافة الى السيد مختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وعدد آخر من الشخصيات الحقوقية والنقابية والطلبة وافتتح اليوم التضامني بمداخلة موسيقية أنيقة أثثتها فرقة النداء الموسيقية المعروفة. وتفاعل الحضور مع القطع الموسيقية الملتزمة خصوصا الطلبة الذين انشدوا في حماس فائق النشيد الرسمي للاتحاد العام لطلبة تونس وسط هتافات مدوية وشعارات تدعو الى إطلاق سراح المساجين ورفع الأيدي عن مناضلي وكوادر الحركة الطلابية .
وتولى في البداية السيد عبد الرحمان الهذيلي منسق اللجنة الوطنية لمساندة الطلبة الموقوفين والمطلوبين للقضاء بالترحيب بالحضور الكبير الذي يدل تواجده في مقر الحزب الديمقراطي التقدمي بسوسة عن تضافر جهود كل الأطياف السياسية والمنظمات والجمعيات الحقوقية في مطلب رفع المظلمة التي سلطت على طلبة سوسة .
وأحيلت الكلمة فيما بعد إلى الأخ رياض لحوار منسق اللجنة الجهوية للمساندة وعضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي .
وقدم "لحوار" نبذة عن الظروف التي تم فيها اعتقال الطلبة ، وقال "كتب علينا في تونس أن نكون اللجنة تلو الأخرى والضحية تبقى واحدة الا وهي الشعب التونسي بسياسييه وحقوقييه وعماله وطلبته."
وأضاف "ما حصل لطلبة سوسة له امتداد واضح ولا يمكن أن يكون تصعيدا معزولا من قبل السلطة .
وذكّر الأخ رياض بالمضايقة التي تعرض لها الحزب الديمقراطي التقدمي لدى عزم السلطات إخراجه من مقره المركزي بالعاصمة مما دفع بالأمينة العامة والسيد نجيب الشابي لخوض اضراب قاس عن الطعام امتد لأكثر من شهر
وقال لحوار "ان امتداد هذا التصعيد يتجلى أيضا في ما تعرضت له الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان من تعطيل لعقد مؤتمرها الوطني بتعلات واهية .
بالاظافة الى إضراب الجوع الذي خاضه عدد من أساتذة التعليم الثانوي من اجل الحق في الشغل .
وأضاف" رياض لحوار "في مداخلته "إن اعتقال أربعة من مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس وهم محمد أمين بن علي أحمد شاكر بن ضية عبد النايب مسعودي و كريمة بوستة ، رشيد عثماني وعبد الله الحاج علي . بالاظافة الى تسعة آخرين ملاحقين الى اليوم هو بالتأكيد تشفي وانتقام واضحين من كوادر الاتحاد العام لطلبة تونس الذين فازوا مؤخرا في انتخابات المجالس العلمية في كلياتهم .
وأضاف "هذه الهرسلة الجديدة تأتي لاستكمال ضرب العملين النقابي والسياسي داخل الجامعة التونسية بل و جاءت في وقت غير اعتباطي وهو انجاز الطلبة لامتحاناتهم في السداسي الأول. وقام منسق اللجنة الجوية للمساندة بإعطاء تفاصيل دقيقة عن القضية التي بدأت في شهر ديسمبر الماضي بتحركات خاضها الطلبة الاتي ذكرهم للمطالبة بتعجيل صرف الدفعة الأولى من المنح الجامعية لمستحقيها . وقال" بعد ان فشل الطلبة في إقناع المسئولين في ديوان الخدمات الجامعية للوسط -وهو الجهة الشاكية –بضرورة صرف المنح للطلبة المفقرين بالفعل وبعد ان ازدادت حالتهم المادية سوءا . وبعد عجز العديد منهم من دفع مصاريف الأكلة الجامعية وتعرضهم لتجويع حقيقي .تدخل الطلبة لتأطير توزيع الأكلة الجامعية مجانا على الطلبة العاجزين عن دفع ثمنها . وعلى الفور قامت السلطات المعنية بحملة لتشويه صورة مناضلي الاتحاد بتصويرهم كطلبة فوضويين لا يلتزمون بالقوانين ويحاولون التشويش على العاملين بالمطعم الجامعي .
وتم توجيه تهم شديدة الخطورة ولا أساس لها من الصحة الى الطلبة الذين اشرفو على التحرك المذكور . ومن بين تلك التهم تعطيل الحق في الشغل والعمل وانتزاع ملك عقاري من يد صاحبه بالقوة –ويقصد هنا المطعم الجامعي كملك عقاري- والاعتداء على موظفين أثناء تأديتهم لواجبهم.
وقال لحوار" ان هكذا تهم تعتبر شديدة الخطورة على هؤلاء الطلبة ،إذ من المتوقع ان تصل عقوبتها الى سنوات من السجن .
وبخصوص الإجراءات القانونية التي اتبعتها اللجنة الوطنية للمساندة فور تشكلها قال رياض لحوار إن 28 محاميا يتولون الآن الدفاع عن الطلبة الموقوفين."
وناشد "لحوار" الحضور ضرورة مساندة الطلبة ماديا ومعنويا.وأضاف أنه رصد حالتين ماديتين لعائلات تعجز حتى على توفير "القفة "لأبنائها ، وهو ما يقتضي لزاما مد العون إليهم . هذا وتجاوب الحضور مع دعوات أعضاء اللجنة للمساندة المادية وقاموا بالتبرع لفائدتهم خلال الجلسة .
وأحيلت الكلمة فيما بعد إلى الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي السيدة مية الجريبي التي حيّيت لجنتي المساندة الوطنية والجهوية والحضور والوجوه الشبابية والطلابية التي اعتبرتها عنوانا للأمل والتفاؤل في هذا الوطن .
وقالت الجريبي ان الشباب الطلابي هو الأمل وعنوان الثبات أمام محاولات التصحر الثقافي الممنهج الذي تتبعه الحكومة الحالية. وشددت الجريبي على أن الحزب الديمقراطي التقدمي يدعم النضالات الطلابية دون شروط بل ويحثهم على الانخراط في الحياة العامة والنضال من اجل حريتهم وقيمهم المستقبلية والتعبير الحر . ودعت المتدخلة الى ضرورة التآزر من اجل دفع السلطات الى إطلاق سراح الطلبة الموقوفين وذكرت بان التعاطي الأمني وهو الشكل الوحيد الذي يجيد الحكم التعامل به لن يجدي نفعا مع الشباب الذي يشكو من تناقض بين منظومته الخاصة والطموحة الى الحرية والمشاركة وبين منظومة الحكم المتخشبة التي لا تراعي خصوصية الشباب ومطالبهم .
وقالت ان وجود كل هذا الحضور هنا هو دليل على وعينا جميعا احزابا سياسية ومنظمات حقوقية وطلبة بدقة المرحلة ووحدة الهدف الذي يناضل الجميع لاجله وهو الانعتاق والحرية وان العمل الميداني والتمسك بالحق هما السبيلان الى إطلاق سراح الطلبة
هذا وأحيلت الكلمة فيما بعد الى كل من السيدة راضية النصراوي والسيد حمة الهمامي والمختار الطريفي ليعبروا جميعا عن مساندتهم للطلبة الموقوفين والمطلوبين دون شروط .
وحرص المتدخلون على ضرورة التذكير بديكتاتورية النظام الذي يستهدف تجويع الطلبة وإقصائهم من الحياة العامة والتعامل معهم بالزجر والقمع .
وحثوا الطلبة والشباب على ضرورة تحريك أجزائهم الجامعية لمساندة زملائهم المعتقلين والمطلوبين. ونوه بعض المتدخلين بدور الأحزاب السياسية في دعم النضالات الطلابية في حين ألقى البعض الأخر اللوم عليها بتركيز اهتمامها على الشأن السياسي والحقوقي وإهمال الشباب والطلبة .
وفي تصريح لpdpأنفو قال الأخ رياض لحوار عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي أنه يستغرب عدم اهتمام بعض وسائل إعلام المعارضة بما تقوم به لجان المساندة من عمل لخدمة القضية وقال "أستغرب الا تكتب كل من صحيفتي مواطنون والطريق الجديد عن تحركات لجان المساندة المستمرة . وحثها على ضرورة تقديم الدعم والإسناد الإعلامي ألازمين لهذه القضية والاضطلاع بمسؤولياتها خدمة للإعلام النضالي الذي يعول عليه الكثيرون في فك العتمة التي يفرضها الإعلام الرسمي على تحركات المناضلين وأدوارهم .
وعلى اثر انتهاء الفترة الأولى من فعاليات اليوم التضامني قام الحضور بالخروج أما مقر جامعة الحزب بسوسة. ورفع المعتصمون هناك شعارات مدوية تطالب بإطلاق سراح الطلبة الموقوفين و وضع حد لبولسة الجامعة التونسية وإطلاق الحريات العامة وحاصر عدد هائل من عناصر الأمن بالزى المدني المعتصمين أمام المقر ودام الاعتصام الرمزي الذي يهدف يعتبر شكلا من أشكال المساندة قرابة الربع ساعة قبل أن يعود الحضور إلى المقر ويواصلوا بقية فقرات اليوم التضامني التي تتمثل في قطع موسيقية وشعرية ومداخلات للحضور.