عالمات وواعظات ومرشدات يتحدثن عن نشاطهن في مجال التأطير الديني المغرب:ركزت مداخلات المشاركات في اللقاء الوطني الأول للعالمات والواعظات والمرشدات، المنعقد بقصر المؤتمرات في الصخيرات، الذي اختتم أمس الأحد، على دور المرأة العالمة في توجيه المجتمع، وأهمية تمتع المؤطرة بمؤهلات علمية وأخلاقية، ومعرفة بمجتمعها، للتأكد من المساهمة في إصلاحه. وأبرزت المشاركات أهمية توظيف علم المؤطرة في العمل الديني، ما يفرض تمتعها بثقافة شمولية، ومعرفة دقيقة بعقليات الناس، ما يستدعي تطوير سياسة القرب في المجال الديني. وقالت وداد العيدوني، عضوة المجلس العلمي المحلي بطنجة، وأستاذة جامعية، ل"المغربية"، إن "القرار الملكي، القاضي بانخراط المرأة العالمة في المجالس العلمية، يعتبر نقلة وإضافة للعمل في الشأن الديني والثقافي والعلمي"، مضيفة أن مثل هذه الملتقيات ستعزز عمل المرأة في الحقل الديني، وستعزز أواصر التعاون والتواصل بين جميع العالمات، من عضوات، وخليات المرأة والأسرة بالمجالس العلمية بالمملكة. وأفادت العيدوني أن 74 عضوة يوجدن بالمجالس العلمية، وأن "دورهن كعالمات هو إنجاز عمل متكامل، يهم الجانب الثقافي والديني والاجتماعي، وانخراط المرأة في العمل الديني، أتاح لها الانفتاح على كافة الشرائح الاجتماعية الأخرى من خلال أنشطة دينية وثقافية مختلفة، عبر تنظيم ندوات ومحاضرات هادفة، وتقديم دروس دينية داخل المساجد"، مضيفة أن دور المرأة العالمة والمؤطرة تعدى هذا الأمر إلى تنفيذ زيارات اجتماعية داخل المؤسسات الإصلاحية، والنوادي النسوية، ومراكز التعاون الوطني. وأكدت العيدوني أن عمل المؤطرة الدينية "موجه إلى الفتيات الشابات والنساء، وهذا لا يمنع حضور الرجل أنشطة تنظمها المرأة داخل المجالس العلمية"، مشيرة إلى أن هناك "صعوبات وإكراهات تواجه المؤطرة الدينية، باعتبارها تنجز أعمالا أخرى إلى جانب التأطير الديني، إذ تهتم بأسرتها، وقد تكون مكلفة ببحث علمي في المجال الأكاديمي"، مذكرة بتجربتها الشخصية في هذا المجال. من جهتها أوضحت عائشة اللويزي، مرشدة بمسجد في مدينة إفران، ل"المغربية" أن "دور المرشدات يتمثل في إلقاء الدروس في مجال الوعظ والإرشاد للنساء بالمساجد، فقط، لكن، في حال تنظيم ندوات أو عروض ومحاضرات دينية خارج المسجد، يمكن أن يحضرها الرجال"، موضحة أن هذه الدروس الدينية توجه في الغالب للنساء. وأشارت المتحدثة إلى أن دروس الوعظ والإرشاد تهم العبادات والمعاملات وحقوق الزوجة وواجباتها، كما تكون الدروس مرتبطة ببعض المناسبات، كالاحتفال باليوم العالمي للبيئة، أو اليوم العالمي لمحاربة داء السيدا، إذ تقدم المؤطرات معلومات ونصائح حول هذه المواضيع. وحول نوع الأسئلة التي تطرحها النساء خلال حصص الوعظ والإرشاد، أكدت اللويزي، أنه بحكم عملها بمنطقة نائية وبعيدة، فإن معظم الأسئلة تنصب حول العبادات، كما تكون مرتبطة بالمحيط الذي تعيش فيه النساء، وتختلف بين الوسط القروي والحضري، وبين الأحياء الفقيرة والغنية. وفي السياق ذاته، أوضحت أمينة بنعيش، واعظة، وعضوة خلية المرأة والأسرة بالمجلس العلمي بمدينة سلا، أنها، رفقة زميلاتها من الواعظات، يزاولن الوعظ في بعض مساجد المدينة، وتنظيم أنشطة تهم المرأة والطفل والأسرة، تتعلق بالتوجيه والإرشاد. وحول طبيعة الأسئلة التي تطرحها النساء بالمدينة، أفادت أن هناك أسئلة فقهية وأخرى تتعلق بالمشاكل الاجتماعية، مثل المشاكل الزوجية، والطلاق، والمعاملة بين الحماة وزوجة الابن، وعقوق الأبناء، أو انحرافهم بشكل عام، مشيرة إلى أن هناك "العديد من النساء يطرحن هذه المشاكل، ونحاول أن نناقشها معهن، كما نحاول توجيه النساء وتصحيح بعض المفاهيم أو الأخطاء السائدة، حول بعض الظواهر الاجتماعية"، مشيرة إلى أن "المشاكل الزوجية تحتل الصدارة من حيث المواضيع المطروحة بمجالس الوعظ والإرشاد". وحسب المتحدثة، تتراوح الفئات العمرية المستفيدة من دروس الوعظ بين 15 و 60 سنة، بمستوى ثقافي متواضع، ويعشن بالأحياء الشعبية والفقيرة. الصخيرات: عزيزة الغرفاوي المغربية