الجزائر:أعلن الأربعاء عن تأسيس منظمة غير حكومية جزائرية تحمل اسم "حركة الأجيال الحرة" وأُسندت رئاستها الى أحد المقربين من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ويعتبر بعض المراقبين تأسيس هذه المنظمة مقدمة لتأسيس حزب شقيق الرئيس الأصغر، السعيد بوتفليقة. وجرى حفل تأسيس هذه المنظمة بأحد فنادق العاصمة بحضور سياسيين وعسكريين سابقين، إضافة إلى مثقفين ورجال قانون. وأعلن رئيس المنظمة، مراد ساسي، أن عملها سيكون بعيدا عن السياسة، وأن الهدف سيكون ترقية المجتمع المدني وإعطاءه دورا أكثر فعالية. وعلمت "القدس العربي" أن المنظمة غير الحكومية تضم أيضا عسكريين متقاعدين وكذا مسؤولي لجان مساندة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، إضافة إلى مقربين من شقيقه ومستشاره السعيد. ويأتي تأسيس هذه المنظمة غير الحكومية وقد كثر الحديث عن اعتزام شقيق الرئيس بوتفليقة الأصغر تأسيس حزب سياسي، وهي معلومة لم ينفها ولم يؤكدها المعني بالأمر، إلا أن التحركات والتحضيرات كانت تسير بشكل عادي. وأضافت المصادر ذاتها أن مشروع حزب شقيق الرئيس اعتمد على المشروع الذي ألغي بتأسيس حزب للرئيس بوتفليقة، والذي شرع فيه عبد المالك بن حبيلس رئيس المجلس الدستوري الأسبق بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2004، قبل أن ينسحب من المشروع ويقرر بوتفليقة التخلي عن الفكرة. ويعتقد فيصل مطاوي الصحافي بجريدة "الوطن" (خاصة صادرة بالفرنسية) أن تأسيس هذه المنظمة غير الحكومية ليس بعيدا عما يتردد بشأن اعتزام السعيد بوتفليقة تأسيس حزب، مشيرا إلى أن من خططوا للمشروع أخذوا الدروس من ليبيا ومنظمة القذافي الخيرية، ومن طريقة تغلغل جمال مبارك في الحزب الحاكم في مصر. واعتبر مطاوي أن الهدف الاستراتيجي لهذه المنظمة التي تصف نفسها بأنها غير حكومية هو الوصول إلى إنشاء حزب، موضحا أن الرئيس بوتفليقة بعد ولايتين رئاسيتين وثالثة شرع فيها منذ أشهر قليلة يبحث لنفسه عن قاعدة اجتماعية جديدة، مشددا على أن هذه خطوة أولى للذهاب إلى حزب سياسي. واعتبر أن هناك نية لتحقيق إجماع حول المشروع ولو بطريقة اصطناعية من أجل ضمان تبنيه كفكرة جامعة، مؤكدا على أن بوتفليقة أو شقيقه يريدان الذهاب خطوة وخطوة وتفادي الصدام مع أصحاب القرار داخل النظام ومع الرأي العام. وقال فيصل مطاوي ان هذا الحزب سيسمح لآل بوتفليقة بالخلود في السلطة وسيكون مطية لاستخلاف السعيد لشقيقه الرئيس في الرئاسة، كما أنه يأتي لملء الفراغ الموجود منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ويأتي أيضا في وقت لا توجد فيه أي رؤية سياسية، خاصة بعد تجميد مشروع العفو الشامل الذي أعلن عنه خلال حملة الانتخابات الرئاسية ليكون المشروع الأساسي خلال الولاية الثالثة لبوتفليقة. ولاحظ المصدر ذاته أن تسمية هذه المنظمة غير الحكومية تلعب على وتر الشباب، معتبرا بأن ذلك "اعتراف ضمني بأن الجيل الموجود في الأحزاب التي تساند الرئيس بوتفليقة أكل عليه الدهر وشرب"، ولذلك يحاول من خطط للفكرة البحث عن قاعدة شعبية أخرى خاصة في أوساط الشباب، الذين يشكلون أكثر من 75 بالمئة من المواطنين. واستغرب مطاوي كيف يسمى هذا التنظيم بأنه منظمة غير حكومية في الوقت الذي نجدها قريبة من الحكومة، بدليل أنه منح ترخيصا بعقد اجتماع وهو لم يحصل بعد على الاعتماد، بينما يمنع ذلك على أي تنظيم أو جمعية أخرى ما لم يكن قد حصل على اعتماد من وزارة الداخلية. القدس العربي من كمال زايت