مايدوجوري(نيجيريا)(رويترز)الفجرنيوز:جمعت السلطات النيجيرية مئات الجثث من الشوارع في مدينة مايدوجوري شمال البلاد يوم الجمعة بعد أيام من الاشتباكات مع أعضاء جماعة اسلامية متشددة.وجمع المسؤولون في حكومة الولاية ووزارة الصحة الجثث في شاحنات مفتوحة وقد بدأ بعضها في التحلل بعدما ظلت في الشارع لايام بينما قامت قوات الشرطة بدوريات في المدينة. وقال علي ميكانو مسؤول ادارة الكوارث في المنطقة الشمالية الشرقية بالصليب الاحمر النيجيري لرويترز "جمعنا أكثر من 200 جثة منذ الامس" وأضاف أن السلطات مازالت تجمع الجثث من الشوارع. وترفع هذه الارقام عدد القتلى في العنف الذي اندلع في عدة ولايات شمال نيجيريا منذ الاحد الماضي الى ما يزيد على 300 قتيل. وتأمل السلطات أن يؤدي مقتل محمد يوسف قائد طائفة بوكو حرام التي ترغب في تطبيق اوسع للشريعة الاسلامية في اكثر الدول الافريقية سكانا الى انهاء الانتفاضة التي قام بها أتباعه لمدة ستة أيام. وقتل يوسف في وقت متأخر من يوم الخميس أثناء احتجازه في مقر الشرطة بمدينة مايدوجوري. وقال المسؤولون انه قتل بالرصاص أثناء محاولته الهرب لكن جماعات حقوقية استنكرت ما حدث وبدا كأنه تنفيذ لقرار باعدام يوسف. وتجمع المئات لمشاهدة جثة يوسف التي سجيت على الارض أمام مركز قيادة الشرطة في مايدوجوري الى جانب عدد من جثث من يعتقد أنهم من أتباعه في طائفة بوكو حرام. وقال ناصر أبا المواطن في مايدوجوري والذي شهدت المنطقة التي يقطنها أعنف حلقات القتال "اريد ان أرى جثة يوسف لاعرف الرجل الذي تسبب لنا في الكثير من الالم والمتاعب. فلتتعفن روحه في الجحيم." وصف ايريك جوتشوس الباحث في شؤون نيجيريا بمنظمة هيومان رايتس ووتش ( مراقبة حقوق الانسان) مقتل يوسف بأنه "مثال مروع على الاحتقار الفاضح من الشرطة النيجيرية لحكم القانون." واحصى مراسل لرويترز في وقت سابق 23 جثة مخضبة بالدماء بسبب ما يبدو انه جراح حديثة نتيجة الاصابة بالرصاص خارج قيادة الشرطة يوم الجمعة وبينها جثة الحاج بوجي فاي مفوض الولاية السابق للشؤون الدينية والذي يعتقد انه كان من مؤيدي بوكو حرام. وقال عيسى عاذار المتحدث باسم قيادة الشرطة في مايدوجوري "قتل الحاج بوجي فاي الى جانب اعضاء فارين اخرين من بوكو حرام في تبادل للنيران هذا الصباح على طريق بنيشك-مايدوجوري." وقال ميكانو من الصليب الاحمر ان 182 شخصا يتلقون العلاج في مستشفيين في مايدوجوري جراء اصابات بأعيرة نارية أو طعنات بمناجل وسكاكين أو الضرب. وقال "هؤلاء مدنيون...لم نتعرف على أي أعضاء لطائفة اسلامية بين هؤلاء المصابين." وأضاف أن أطباء وممرضي الجيش يساعدون الاطباء المدنيين. وقال ان ما يقرب من 3500 نازح لا يزالون يعيشون في معسكرات لكن كثيرا منهم بدأ في العودة متشجعين بمقتل يوسف وبعض قيادات الطائفة. واندلع العنف يوم الاحد حين اعتقلت الشرطة اعضاء في الجماعة في ولاية بوتشي للاشتباه في انهم خططوا لمهاجمة مركز شرطة. وشكلت الجماعة على نمط حركة طالبان الافغانية ويعني اسمها "التعليم الغربي حرام". وقام انصار يوسف المسلحون بالمدي والسكاكين وبنادق الصيد محلية الصنع والقنابل الحارقة بأعمال شغب في العديد من الولايات في شمال نيجيريا خلال الايام القليلة الماضية وهاجموا كنائس ومراكز شرطة وسجونا ومباني حكومية. وقال الرئيس النيجيري عمر يارادوا ان الجماعة كانت تشتري السلاح ويتعلم أفرادها صنع القنابل من أجل فرض افكارهم على النيجيريين بالقوة. وأصدر أوامره لقوات الامن باتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لاحتواء الجماعة. ولقي عشرة على الاقل من الجنود وضباط الشرطة ومسؤولي السجون حتفهم ضمن المئات الذين قتلوا خلال الاضطرابات. وطالب يارادوا الذي يقوم بزيارة رسمية الى البرازيل القادة الدينيين والتقليديين باستغلال خطبة الجمعة في توعية الناس بخطر مثل هذه الجماعات. ولا تميل أغلبية المسلمين النيجيريين الذين يمثلون التجمع الاسلامي الاكبر جنوب الصحراء الافريقية الكبرى لافكار جماعة بوكو حرام. وكانت الجماعة الاسلامية الرئيسية في البلاد وهي جماعة نصر الاسلام قد استنكرت العنف بالفعل. ويحرم مقتل يوسف وكالات المخابرات من فرصة سؤاله عن الروابط المحتملة مع جماعات متشددة اخرى خارج نيجيريا.