الجزائر:قال مصدر حكومي جزائري إن الجزائر «مستعدة للتعاطي إيجابيا» مع دعوة العاهل المغربي الملك محمد السادس بخصوص إعادة فتح الحدود البرية بين البلدين، لكنها «ترى أن تنشيط اللجنة العليا المشتركة خطوة أولى ضرورية لمعالجة المشاكل العالقة، تمهيدا لفتح الحدود».وذكر المصدر الحكومي الذي طلب عدم نشره اسمه إن الجزائر «تلاحظ إلحاحا مغربيا كبيرا حول المطالبة بفتح الحدود، وتحرص في المقابل على إظهار الجزائر أمام العالم في صورة البلد الذي يقف حجر عثرة في طريق تحقيق رخاء الشعبين الجزائري والمغربي، وشعوب المنطقة وهذا غير صحيح لأننا إذا لم نبد متحمسين لفكرة فتح الحدود، فذلك يعود إلى أننا نعتقد أنها مسألة تحقق المنفعة للمغرب دون الجزائر». وكان الملك محمد السادس دعا الجزائر إلى فتح الحدود البرية المغلقة منذ 15 سنة، وذلك في خطاب ألقاه أول من أمس بمناسبة الذكرى العاشرة لوصوله إلى الحكم. وانتقد ملك المغرب في الخطاب «تمادي الجزائر في إغلاق الحدود بين البلدين»، ووصف ذلك بأنه «موقف متقادم ومتناقض مع الروح الانفتاحية للقرن ال21». وأوضح المصدر الحكومي الجزائري أن الجزائر «ترغب في فتح الحدود هي أيضا، لكن على أساس تقاسم المنافع مع الأشقاء التي تأتي من حركة التجارة عبر الحدود». وأضاف: «لقد أبلَغنا الأشقاء المغاربة قبل أكثر من سنة عن طريق قنوات غير رسمية، أن منظورنا لمسألة الحدود يمليه منطق الربح والخسارة، فالمغرب سيكون المستفيد الأول من فتحها وهو حاليا رغم أنها مغلقة مستفيد ماديا. وتقول الإحصائيات في هذا الشأن إن التبادل التجاري بين البلدين يصل إلى 700 مليون دولار سنويا، والجزء الأكبر من هذا المبلغ يدخل الخزينة المغربية». وذكر ذات المصدر أن الجمارك الجزائرية تحصي قيمة عمليات التهريب والمضاربة التي تتم في الحدود بملياري دولار سنويا «وهو مبلغ يستفيد منه المغاربة أيضا مما يجعل منهم أول شريك تجاري للجزائر في القارة السمراء، قبل مصر وتونس وجنوب أفريقيا». وكشفت مصادر دبلوماسية جزائرية عن وجود حوالي 50 ألف مغربي مقيم بصفة قانونية بالجزائر. وتم العام الماضي منح أكثر من 600 مغربي سجلات تجارية. وتؤكد إحصائيات رسمية أن 300 ألف رعية جزائري يزورون المغرب سنويا عن طريق الجو. وفي حال فتح الحدود البرية، تتوقع السلطات زيارة أكثر من مليوني شخص المغرب وسوف يؤثر ذلك على السياحة في تونس التي يقبل عليها مليون ونصف المليون جزائري في كل صائفة. وقال المصدر الحكومي إن المسؤولين المغاربة «يناشدوننا فتح الحدود بحجة أنها تخدم الشعبين، ولكنهم في نفس الوقت يوجهون لنا كل أنواع الاتهام كما فعل الملك العام الماضي عندما اتهمنا ببلقنة المنطقة بسبب رؤيتنا لحل النزاع الصحراوي. إن مثل هذه التصريحات لا تساعد على تنقية الأجواء ولا تعبر عن رغبة صادقة في تطبيع العلاقات الثنائية». وتابع: «ومع ذلك فالجزائر لها نية صادقة في إزالة حالة الاحتقان مع المغرب، وترى أن بعث نشاط اللجنة العليا المشتركة يمكن أن يكون خطوة أولى لحل المشاكل العالقة وسيأتي بعدها فتح الحدود كنتيجة طبيعية لذلك». الجزائر: بوعلام غمراسة