الجزائر:قال مدني مزراق قائد الجيش الإسلامي للإنقاذ (المخلّ) في الجزائر ان البيان الأخير المنسوب إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يتضمن إشارات إيجابية عن وجود توجه جديد في فكر هذا التنظيم، موضحا أنه إذا تأكدت صحة البيان فهذا يعني أن التنظيم مستعد للتفاوض وللبحث عن تسوية لتوقيف حمام الدم في الجزائر.وأضاف مزراق في تصريح ل'القدس العربي' أن الكلام الذي نشرته بعض الصحف الجزائرية بشأن البيان المنسوب إلى تنظيم القاعدة يتضمن إيحاءات وإشارات إيجابية، موضحا أنه جاء فيه أن الجيش الجزائري تفاوض مع الجيش الإسلامي للإنقاذ وتم التوصل إلى اتفاق. وأشار إلى أن صاحب البيان المدعو أبو مسلم الجزائري عندما خاطبه (أي مزراق) ناداه ب'الأخ'، معتبرا أن هذا 'شيء إيجابي ما دام يعترف لنا بالأخوة ولم يكفرنا'. وشدد على أن الكلام الذي يخصه لم يكن في عمومه سلبيا، عكس ذلك الذي يخص حسن حطاب الأمير السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تحولت إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، والذي وصف في البيان بالكاذب. واعتبر أن اللغة التي جاءت في البيان 'توحي بأن هناك تحولا في فكر وطريقة عمل تنظيم القاعدة، تماما مثلما هو الأمر مع حركة طالبان'، بعد أن دعا الملا عمر إلى وقف التفجيرات في الأماكن العامة والى عدم تنفيذ أي اغتيال إلا بموافقة شخصية منه، مؤكدا أنه لو تم توظيف هذا التحول لأحدث ثورة داخل هذه التنظيمات المسلحة. وذكر مزراق أنه لو ثبت أن صاحب بيان تنظيم القاعدة جاد في كلامه، فهذا يوحي بأن هناك نية للتفاوض مع السلطة الجزائرية وإيجاد تسوية للأزمة القائمة بهدف وضع حد لمسلسل العنف وحقن دماء الجزائريين، وهذا يمثل نقطة تحول إيجابية لا بد من استغلالها، كما قال. وشدد قائد ما كان يسمى جيش الإنقاذ على أنه مستعد للعب دور الوساطة، وللعب أي دور آخر من شأنه تسهيل وإنجاح أي مفاوضات محتملة بين السلطات وبين الجماعات المسلحة التي لا تزال في الجبال. وأوضح أنه سبق وأن سلم للسلطة 'خطة كاملة للخروج من دوامة العنف، ولكن أصحاب القرار نفذوا جزءاً واحدا منها وأهملوا الأجزاء الأخرى، مما تسبب في استمرار الأزمة التي تعرفها البلاد'، معتبرا أن الخطة لا تزال صالحة للتنفيذ ونتائجها مضمونة. وعلى جانب آخر اعتبر تأخر الإعلان عن مشروع العفو الشامل الذي وعد به الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خلال حملته الانتخابية الأخيرة راجع إلى خلافات قد تكون اندلعت داخل سرايا الحكم بشأن هذا المشروع، مشيرا إلى أن الرئيس لا يستطيع البت لوحده في موضوع مثل هذا. وأعرب عن استعداده 'للمساهمة بما يستطيع من أجل الوصول إلى مشروع العفو الشامل، لوضع حد لمسلسل العنف الذي يعصف بالجزائر ويعوق تقدمها وتطورها وازدهارها'. كما أوضح مزراق أن العمل متواصل في مشروع الحزب الذي ينوي تأسيسه، مشددا على أن وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني ليس هو السبب في تأخر الإعلان عن التأسيس الرسمي للحزب، علما بأن زرهوني قال بوضوح انه لن يمنح أي ترخيص لمزراق وجماعته لتأسيس حزب. وأكد مزراق أنه كان ولا يزال يرفض تأسيس حزب صغير منغلق على فئة معينة، معتبرا أنه يفضل الانتظار 'لتأسيس حزب حقيقي ومفتوح للجميع بلا استثناء ولا إقصاء، وليكون ممثلا حقيقيا للتيار الإسلامي في الجزائر'. جدير بالذكر أن صحفا جزائرية نشرت أمس رسالة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي تحمل توقيع أبو مسلم الجزائري، وهو اسم غير معروف ضمن قيادات التنظيم، ويحتمل أن يكون اسما مستعارا. وقد تضمنت سلسلة ردود بينها رد على الجماعة الإسلامية في مصر التي قالت في أحد بياناتها إن 'بعض الإسلاميين في الجزائر أضاعوا فرصة المصالحة، وما زالوا يصرون على تضييعها رغم تمسك الدولة بها'. وأكد صاحب البيان فيما يتعلق بهذه النقطة أن 'المصالحة لم تكن مفتوحة لكل من حمل السلاح ضد النظام، بل كانت صفقة بين الجيش الرسمي وجيش الإنقاذ الذي كان يقوده مدني مزراق'. وذكر البيان أن الظاهر في هذه الصفقة هو أن النظام أدار ظهره لها، 'بدليل منع مزراق من تأسيس حزبه وممارسة الدعوة إلى الله'. كما انتقد مزراق لأنه يدعو أعضاء تنظيم القاعدة إلى إلقاء السلاح، ولتأكيده على أن طريق العمل المسلح مسدود. وأضاف: 'يا أخانا مزراق هل باتت الحزبية هي البديل عندكم؟ ألم تجربوها فكانت طريقها أكثر انسدادا؟'. وهاجم أبو مسلم الجزائري من جهة أخرى حسن حطاب القائد السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال بسبب تصريحاته الأخيرة التي انتقد فيها تنظيم القاعدة، واتهمه باستباحة دماء المسلمين من خلال التفجيرات في الأماكن العامة، واتهمه بأنه 'كاذب' وبأن ما جاء على لسانه 'بهتان'. 'القدس العربي' كمال زايت