مواطنون استيقظوا باكرا للعمل وآخرون عادوا من منتصف الطريق الجزائر:عاش الجزائريون نهاية أسبوع بثلاثة أيام ''مريحة''، لكنهم أجمعوا على أن زحزحة العطلة في أول نهاية أسبوع وفقا للقانون الجديد، أربك يومياتهم، وجعلها ''بلا ذوق''. وكثير من المواطنين نسوا التغيير الجديد، فاستيقظوا باكرا متوجهين إلى عملهم، لكنهم عادوا أدراجهم من منتصف الطريق. لم ير الجزائريون أمرا طبيعيا أن يناموا حتى منتصف النهار خلال يوم اعتادوا على النهوض فيه باكرا للتوجه إلى مقر عملهم، حتى أن بعض العمال والموظفين أيقظتهم زوجاتهم بعدما نسين تغيير عطلة نهاية الأسبوع، ونغصن عليهم نومهم، فلم يستطيعوا العودة إلى الفراش بحكم عادة الاستيقاظ باكرا. ويقول عمر الموظف بولاية الجزائر، إن زوجته، رغم أنه نبهها إلى كون يوم السبت عطلة لا يشتغل فيه الناس، إلا أنه كان ضحيتها صباح أمس، لما عدلت المنبه على الساعة السادسة والنصف صباحا، حيث بقي يرن أمام رأسه حتى استيقظ، حسب قوله. وسقط سعيد في نفس المطبة لما استقبل رسالة قصيرة من مسؤوله بمكتب دراسات أجنبي، يطلب منه فتح مكتبه لأنه سيلتحق بالعمل متأخرا.. يقول سعيد بأنه اتصل بمسؤوله ونبهه بأن اليوم عطلة وما عليه إلا ملازمة الفراش، لكنه أشار بأن ''مصادفة تغيير العطلة بتذبذب حالة الطقس سبب لي آلاما في رأسي، وبدأت في التقيؤ في الصباح الباكر واختلطت عليّ الأمور، بعد أن أخذت ثلاثة أيام راحة متتابعة''. ويؤكد المتحدث ''بدأت أطرح أسئلة على نفسي، هل أخذت عطلتي السنوية؟ أم عطلة مرضية أم ماذا ؟ لماذا أحس بثقل في جسمي؟''. سعيد أردف قائلا: ''اتصلت بزملاء لي في العمل ليؤكدوا لي أحقا نحن في عطلة نهاية الأسبوع؟''. ثلاثة أيام ''ثقيلة'' قضاها الجزائريون في مرحلة ''انتقالية''، والكثير منهم شعر بفوضى في نفسيته، ماذا يفعل؟ وأين يذهب؟ لكن الحال يختلف بالنسبة لكمال، 34 سنة، فبالنسبة له ''كل شيء عادي، الخميس والجمعة أم الجمعة والسبت، الأيام بالنسبة لي يوم واحد، أنا لا أعمل، يعني بطال، ولو جعلوا كل أيام الأسبوع عطلة حتما لا أحس بذلك، لأنني في عطلة على طول الخط''. بينما اتصلت سعدية ب''الخبر'' تقول إنها تعمل منظفة، التحقت بالشركة التي تشتغل بها فوجدت الأبواب موصدة، فعادت من حيث أتت. ''رحمة ربي''، هي العبارة التي واجهنا بها سائق أجرة لما ''شغل محرك السيارة خلال الصباح وتوجه صوب شارع العربي بن مهيدي بالعاصمة ولم يجد أمامه ازدحام السيارات''. لكن سائق الأجرة بدا كما لو أنه خبير في تحليل قرارات الحكومة، فقال ''اسمع، لا فرق بين البارح واليوم، هم ينومون الشعب.. إنه تمهيد لجعل الجمعة يوم عمل كما في تونس وبلدان أخرى''. وتقول نجاة التي تشتغل موظفة بوزارة في العاصمة، إن صاحب ''قاعة الحفلات'' التي رتبت لحفل زفافها فيها، اتصل بها هاتفيا وأخبرها بعدم استطاعته برمجة الحفل يوم الخميس المقبل، وطلب منها تأجيله ليوم السبت، قالت غاضبة ''حتى تاريخ حفل زفافي يحدده صاحب القاعة؟ أصبح من هب ودب يحدد مصيرنا.. ماذا أفعل، هل أعيد توزيع الدعوات ليوم السبت أم ماذا؟''. نفس الإشكال تقريبا اصطدم به إلياس الذي أقسم أنه لن يكون حفل زفافه يوم السبت مهما حصل.. من أراد أن يأتي يوم الخميس فمرحبا ومن رفض فليس باستطاعتي أن أفعل له شيئا''. وسط حيدرة، منتصف النهار، كان شابان يهمان بالدخول إلى مطعم، خاطب الأول الثاني ''يوم ثقيل جدا''، فرد الثاني ''أشعر وكأننا في أول يوم من رمضان، كل شيء مقفل، لم أجد حتى حبة باراسيتامول أزيل بها وجع الرأس''.. تدخل طاهي المطعم ليقول: ''هم يغيرون من أجل التغيير، أظن أنه لا فرق بين العطلة القديمة والجديدة''، وراح يطلب الاعتذار من الشابين كونه نسي شراء الملح، لأنه لم يكن ينوي فتح المطعم. المصدرالخبر :الجزائر: استطلاع محمد شراق